رأى رئيس الجمهورية إميل لحود أن «قوة لبنان في وحدة أبنائه وتضامنهم، ويخطئ أي طرف إذا ظن أن في مقدوره تهميش الطرف الآخر أو التفرد بالرأي والاستئثار بالقرار»، داعياً إلى المحافظة على المؤسسات الدستورية واحترام الأصول والقوانين والأعراف المعمول بها «لئلا تغرق البلاد في الفوضى التي يريدها لها أعداء الوطن، العاملون بلا هوادة على ضرب وحدته وإضعافه لتمرير المخططات المشبوهة التي واجهها لبنان بقوة، وفي مقدمها مخطط التوطين».وقال لحود خلال استقباله أمس في قصر بعبدا المجلس التنفيذي الجديد للرابطة المارونية برئاسة الدكتور جوزف طربيه «إن الديموقراطية التوافقية التي تميز النظام اللبناني تجعل من المشاركة الوطنية الجامعة ضرورة في بلد مثل لبنان قام على التوازن وعلى العيش المشترك بين جميع أبنائه إلى أي طائفة انتموا، فلا تمييز ولا مفاضلة، بل مساواة وعدالة»، مشدداً على أن «أي خلل في هذه المعادلة الوطنية ينعكس سلباً على وضع لبنان واللبنانيين، ويحتّم معالجة سريعة تحفظ الدولة اللبنانية الواحدة وتجسد إرادة التعاون بين أبنائها، بعيداً عن الرهانات الخاطئة التي دفع لبنان ثمنها غالياً لسنوات خلت».
وتمنى لحود التوفيق للمجلس التنفيذي الجديد للرابطة المارونية، معرباً عن أمله أن تحقق الرابطة نقلة نوعية في أدائها، وقال: «لقد أصبحت الانتخابات وراءكم، ومن الضروري الاستفادة من كل الطاقات التي تزخر بها الرابطة المارونية في إطار المحافظة على وحدته». ونوه بالقدرات التي يتمتع بها رئيس المجلس التنفيذي الجديد وأعضاؤه، داعياً إياهم إلى إقامة «أفضل العلاقات مع العائلات الروحية اللبنانية الأخرى والهيئات المنبثقة منها والمماثلة للرابطة، ولا سيما في الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان والتي تحتِّم مزيداً من التماسك والتضامن بين أبناء الوطن لتكون المواجهة واحدة وفاعلة».
وكان طربيه قد شكر لرئيس الجمهورية في مستهل اللقاء وقوف الدولة على الحياد في انتخابات الرابطة، شارحاً الخطوط العريضة لعمل المجلس التنفيذي الجديد الذي يهدف إلى إعادة بناء الرابطة لتكون مؤسسة وفقاً لنظامها الجديد الذي أقر خلال ولاية الرئيس السابق للرابطة الوزير السابق ميشال إده. وأكد طربيه انفتاح الرابطة وتعاونها مع كل العائلات اللبنانية «بما يخدم الدولة الواحدة في الظروف الدقيقة الذي يمر بها لبنان»، مشيراً إلى عمل اللجان المتخصصة في الرابطة التي ستتناول مواضيع تتصل بأهداف الرابطة وبرنامج عملها.
وبعد اللقاء أوضح طربيه أن الزيارة لرئيس الجمهورية «تقليدية تقوم بها الرابطة دائماً بعد الانتخابات لمقام الرئاسة».
وضم الوفد إلى رئيس الرابطة: نائب الرئيس السفير عبد الله بو حبيب، والدكتور فرنسوا باسيل، والأمين العام السفير سمير حبيقة والسفير فؤاد عون وعبدو جرجس.
واستقبل لحود النائب مروان فارس الذي رأى «أن التدخلات الخارجية في الشؤون اللبنانية تسيء إلى الوضع اللبناني، وتجعل بعض المسؤولين الغربيين فريقاً على حساب الفرقاء الأخرين في لبنان».
والتقى لحود النائبين السابقين الدكتور أنطوان حداد وعدنان عرقجي الذي استغرب امتناع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي عن زيارة الرئيس لحود «في وقت يعلم القاصي والداني أن لبنان يقوم على توازنات لا يجوز تخطيها من قبل أي زائر رسمي». كما أسف «لتجاهل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأصول الدبلوماسية في التواصل مع رئيس دولة عضو في الأمم المتحدة خلال زيارته لهذه الدولة».
(مركزية)