فاتن الحاج
خصّ وزير المال جهاد أزعور طلاب الجامعةالأنطونية بلقاء حواري في السرايا الحكومية، في إطار الندوات التي تنظّمها الجامعة بعنوان «متى يصبح لبنان وطناً للشباب؟»

حمّل وزير المال جهاد أزعور الشباب مسؤولية الاستثمار بمستقبلهم لا بموقفهم السياسي، كي يضطلعوا بدورهم في مواجهة التحديات الاقتصادية والمالية، داعياً إياهم إلى التعمق في الموضوعات الاقتصادية، ليكونوا المصفاة لما يردهم من أفكار ومواقف مسبقة «ما تخلّوا حدا ياخد منكم هالدور، بيدكم المحافظة على الاقتصاد وإنقاذه». تبدو دعوة أزعور مثاليّة في بلد يمر بمرحلة دقيقة على المستويين السياسي والاقتصادي، وفي وقت يصعب فيه إلقاء المسؤوليات على كاهل شريحة لا تقوى حتى على انتزاع فرصة عمل.
وكان أزعور قد تمنى في بداية اللقاء الذي جمعه بطلاب كليتَي إدارة الأعمال والإعلان في الجامعة الأنطونية في السرايا الحكومية لو أنّ المحاضرة جرت في الجامعة، إلّا أنّ الظروف حالت دون ذلك.
وعلى الرغم من أنّ الأمين العام للجامعة الأب فادي فاضل ارتأى تسمية اللقاء «حوار بلا حدود»، فقد استأثر أزعور، ومدير اللقاء الإعلامي ماجد بو هادير بالقسم الأكبر من الوقت المخصص لمحاورة الطلاب. أما فاضل فقد رأى أنّ «شجون شبيبتنا في لبنان وشكوكهم كثيرة من مشكلة الثبات في وطنهم وقلة الثقة في المجتمع السياسي، إلى عدم التنعّم بالاستقرار، وضغوط الأعباء الضريبية، وصولاً إلى نتائج الإجراءات الحكومية الإصلاحية. واعتبر «أنّ الوعود إما تكون بحلول عادلة أو أنّ شبح الهجرة والبطالة سيخيّمان على مستقبل شبابنا».
وفي مداخلته، تحدث أزعور عن الإصلاحات في وزارة المال، مشيراً إلى «أننا سعينا إلى رفع مستوى الشفافية عبر إتاحة الفرصة أمام المواطن للاطّلاع والمراقبة والمحاسبة، ومن خلال وضع قوانين لرفع مستوى المحاسبة». وأوضح، في هذا الإطار، أنّ «وزارة المال ستنشر خلال أسابيع كل حسابات الدولة منذ 1993 إلى اليوم». وعن سعي الوزارة إلى تطوير الإدارة، قال: «إنّ تعقيد المعاملات «مدخل إلى الفساد والرشوة». وأكد «أنّنا نطمح إلى بناء إدارة حديثة وممكننة، بحيث يستطيع المواطن إنجاز معاملاته بالإنترنت والبريد، من دون أن يأتي إلى الوزارة، ما يوفّر وقتاً وجهداً». ولفت أزعور إلى أن «الهدف الأساسي هو أن تتحسن العلاقة بين الإدارة والمواطن، فلا يحتاج هذا الأخير إلى أي طرف ثالث». وشدد أزعور «على رغبتنا في جذب الشباب للعمل في وزارة المال»، موضحاً «أننا سنطلق مباراة توظيف في حزيران المقبل لـ300 شاب وشابة، إذ يهمنا أن نستقدم الشباب المتميزون للعمل معنا». وأشار إلى أن وزارة المال «توفر أفضل شروط التوظيف من حيث الرواتب والخبرة».
من جهة ثانية، أشار أزعور إلى «أننا أطلقنا مبادرات عدة للشباب، منها برنامج (بادر) لتشجيع الشباب على إنشاء مؤسسات وشركات، مؤكداً «أننا نتواصل مع المنظمات الشبابية في مجال إتاحة الفرصة للراغبين في التدريب في الوزارة، وإجراء أبحاث ودراسات اقتصادية، وصولاً إلى تمويل هذه الأبحاث بواسطة منح».
وخاطب أزعور الطلاب قائلاً: «البلد في حالة دقيقة جداً ومسؤوليتكم أنتم أن تنقذوه. فالتيارات السياسية كلها تستعين بالشباب للتعبير عن مواقفها». وإذ دعا الشباب إلى أن يتخطّوا المحاور السياسية، قال «أتمنى أن يكون دوركم مختلفاً عن دور الأجيال التي سبقتكم، وألّا تقعوا في الأخطاء نفسها التي يدفع بلدكم ثمنها اليوم وتدفعون أنتم ثمنها. تعلّموا من أخطاء من سبقكم، وبالتالي تكون تجربتكم مختلفة عن تجربتهم».
إلا أنّ أسئلة الطلاب لم تخل من الهواجس الاقتصادية كالضريبة على القيمة المضافة وخفض قيمة المخابرات الخلوية وخصخصة القطاع العام، والورقة الإصلاحية للحكومة.