الدار البيضاء- رنا حايك
افتتحت يوم أمس في الدار البيضاء فعاليات مؤتمر «الشبكات والتشبيك في المنطقة العربية» الذي ينظمه مركز دعم التنمية المصري، بمبادرة من منظمة أوكسفام- نوفيب هولندا. ويهدف المؤتمر إلى استخلاص آليات لتفعيل التعاون بين ممثلي مؤسسات المجتمع المدني من مختلف البلدان العربية، وبينهم وبين المؤسسات الأهلية العالمية.
يشارك في المؤتمر ممثلون عن الجمعيات الأهلية في مختلف الدول العربية (المغرب ومصر وفلسطين ولبنان وتونس والجزائر واليمن والعراق) وأكاديميون عرب، إضافة إلى ممثلين عن مراكز وجمعيات عالمية من مختلف الدول الأجنبية (أوروغواي والولايات المتحدة وكندا وماليزيا وهولندا والبرازيل).
ينطلق المؤتمر من فرضية قصور التفاعل بين جمعيات المجتمع المدني في العالم العربي وعلى الساحة العالمية ويهدف إلى تفعيلها، من خلال بحث التحديات التي تواجهها والرؤية التي تنتهجها. وقد تمحورت الجلسة الافتتاحية حول هذه العناوين. فقد أشار ممثل أوكسفام- نوفيب، عماد السبع، في مداخلته إلى ضعف مشاركة الجمعيات العربية على المستوى العالمي في ظل تنامي ظاهرة الشبكات واستحالة التصدي للمشاكل التنموية من دون ربط الجمعيات المحلية بالشبكات الدولية.
بينما أكّدت ممثلة جمعية التنمية الصحية والبيئية المصرية إيمان حسن، خلال تعقيبها على دراسة أجرتها مؤسسة أوكسفام حول حالة العمل الأهلي في لبنان ومصر والمغرب، على ضرورة تخطّي البحث الدائم في مشكلة التحديات التي تواجه عمل المنظمات الأهلية العربية والانتقال إلى تحديد طرق مواجهتها والبحث في الرؤية العامة التي تطرحها الجمعيات ومجابهة الانعزال الذي تغرق في دوامته الجمعيات العربية. إلا أن مداخلة حسن أثارت اعتراض بعض المشاركين، حيث رفض ممثل الشبكة العربية للمنظمات غير الحكومية، زياد عبد الصمد وصف سلوك الجمعيات العربية بالانعزالية فهو وصف ظالم إذ إنه يتجاهل واقع الحال في المنطقة العربية. فالجمعيات العربية تشارك بكثافة على المستوى العالمي، ومن الظلم أن نحمّلها أكثر مما تحتمل. فالمنظمات الأهلية ليست سوى انعكاس للمجتمع التي تخدمه وهي تتعرض للكثير من التحديات السياسية والثقافية والاجتماعية في إطار سعيها إلى التأثير في السياسات، ما يمنعها من الانتقال من مرحلة تقديم الخدمات إلى مرحلة تكوين رؤيا، فهي، تماماً كالمجتمعات التي تمثلها، ما زالت تناضل لتكريس حقها في الوجود.