أبدى البطريرك مار نصر الله بطرس صفير أسفه حيال واقع جميع مرافق الدولة «المفكّكة»، ما أحالها أشبه بـ«عربة، تشدّ بها أحصنة من أمامها ومن ورائها، فتبقى مكانها، في انتظار أن تذهب مكوّناتها هباءً منثوراً»، داعياً الى ضرورة الاستعاضة عن فقدان الأمل بـ«التحسين عبر رصّ الصفوف وشبك الأيدي وتوحيد العمل»، بما يبقي لبنان «عنوان فخار واعتزاز».وكان صفير قد وجّه، أمس، رسالة الفصح حدد فيها معالم «اللوحة القاتمة» عن الوضع في لبنان، متناولاً الإجراءات اليومية الروتينية كمثال «التعيينات في السلك الدبلوماسي والإدارة، موازنة الدولة، انتخاب خلف للمرحوم النائب بيار الجميل، معاملات المواطنين العادية، والضائقة الاقتصادية التي تشد على خناق جميع اللبنانيين»، ليطلّ على واقع المسؤولين الذين «يتلهّون بالجدل القائم بين الموالاة والمعارضة، لمعرفة من هو على حق ومن هو على باطل، ويختلفون على كل شيء: قانون الانتخاب، تأليف الحكومة بين الثلث المعطّل أو الضامن، تأليف المحكمة الدولية بين أن يتمّ بموجب الفصل السادس أو السابع من شرعة الأمم المتحدة»، فيما الخوف من الاغتيالات «أجبر الناس على الاحتماء في بيوتهم، فلا يخرجون منها إلا على كره منهم، ومفارز الحماية تسير وراءهم وأمامهم».
وانتقد صفير واقع مجمل المسؤولين «المسيّرين لا المخيّرين»، حيث «لا رأي شخصياً لهم، في ما يعود إليهم من شؤونهم وشؤون وطنهم، ويأتي الزائرون الرسميون ويبدون أسفهم لما يجري عندنا، كأنهم يتفقّدون حال مريض، ويذهبون ويبقى الوضع اللبناني على ما هو عليه».
ومستذكراً مقولة للرئيس كينيدي: «لا تنظر إلى ما بإمكانك أن تأخذ من بلدك، بل إلى ما بإمكانك أن تعطيه»، أكّد صفير ضرورة «السعي في سبيل ما يعود علينا بالخير والازدهار»، خاتماً رسالته متمنياً «رؤية لبنان وقد عاد الى سابق عهده من الطمأنينة والاستقرار».
من جهة ثانية، استقبل صفير النائب سمير فرنجية والنائب السابق فارس سعيد وأنطوان الخواجة الذين وضعوه في أجواء مبادرة قوى الموالاة في إرسال عريضة المحكمة إلى مجلس الأمن، وأعلنوا تأييدهم للبيان الصادر عن مجلس المطارنة الذي «يشكّل خريطة طريق للمستقبل اللبناني»، حسب ما رأى فرنجية.
ورداً على سؤال عن تأثير إرسال العريضة على حوار عين التينة بين الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري، رأى فرنجية أن ما جرى «ليس نسفاً للحوار، بل تغيير لمفهوم الحوار»، لأن بري «لم يستطع بتّ مسألة المحكمة لأنها مرتبطة بقرار سوري، إضافة الى أن مسألة الحكومة مرتبطة بالاتفاق على برنامجها»، مضيفاً: «المطلوب من مجلس الأمن أن يقرّ المحكمة، كما تمّ الاتفاق عليها داخلياً، أي كما حدّدتها الحكومة اللبنانية وكما أيدناها كنواب الأكثرية، من دون أي تعديل في طبيعتها.. وأتصور أننا أرحنا الرئيس بري من مسؤولية لم يكن في استطاعته القيام بها على رغم كل الجهود التي بذلها. وهذه الخطوة تحرّر الحوار من عقبة لم يكن في المستطاع تجاوزها». وتعليقاً على إعلان بري عدم جدوى الحوار، رأى فرنجية أن الحوار، كما كان مطروحاً، لم يعد «يجدي»، لأن المقايضة بين المحكمة والحكومة «انتهت».
كما استقبل صفير على التوالي النواب: هنري حلو، فؤاد السعد، محمد الحجار وروبير غانم، النائب السابق منصور البون، وفد الهيئة التعليمية للمدرسة الأنطونية في تعلبايا، الإعلامية مي شدياق التي قدّمت اليه نسخة من كتابها «السماء ستنتظرني»، والعميد المتقاعد أدونيس نعمة.
(الأخبار، وطنية)