رأى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أن اللبنانيين اختلفوا على أشياء كثيرة، لكنهم ما اختلفوا ولن يختلفوا على عيشهم المشترك، وعلى وحدة مجتمعهم ودولتهم وحريتهم ومصيرهم الواحد.وقال السنيورة في كلمة متلفزة من مكان إقامته في السرايا الحكومية بثت خلال افتتاح الدورة الخمسين من «معرض بيروت العربي والدولي للكتاب»، الذي ينظمه النادي الثقافي العربي ونقابة اتحاد الناشرين في لبنان في قاعة المعارض، في بيال أمس: «إن الصراع الدائر اليوم في بيروت وعلى بيروت، وفي لبنان وعلى لبنان، له المعنى نفسه، والمسؤوليات ذاتها، والأعباء ذاتها: أن ينتصر معنى الدولة ويتعزز الالتزام بها، وان تتحرر مؤسساتها من التعطيل والارتهان، وأن يحتفظ الشعب اللبناني بحرية قراره، وبنظامه المدني الديموقراطي، وأن لا يكون الوطن ساحة لصراعات الآخرين، ولا بندقية أو كيس رمل لأحد، وأن يظل لبنان عربياً حراً مستقلاً، يتمتع فيه أبناؤه بنتائج كدهم وإبداعهم وقدراتهم، فيشدون أزر الصديق، ويردون كيد العدو، ويتحملون مسؤوليات انتمائهم العربي بفخر واعتزاز».
ورأى أنه «لا يجوز ولن يقبل اللبنانيون التضحية بوطنهم على مذابح الصراعات الإقليمية. ولن يقبلوا احتجاز قلب عاصمتهم بالحواجز بين ساحتي شهيدي الاستقلالين الأول والثاني رياض الصلح ورفيق الحريري. ولن يقبلوا إقفال مجلس نوابهم المنتخب، ولماذا؟ لمنع إقرار المحكمة، وإحقاق العدالة، في مقتل كبار لبنان في السياسة والثقافة والإعلام»، مشيراً الى «أن الذين بنوا بيروت العظيمة، وشيدوا تلك الصروح التعليمية الرائعة التي أنارت سماء هذا الشرق لأكثر من مئة عام، وهم يحتفلون اليوم بالمعرض الخمسين للكتاب العربي والدولي، لن يقبلوا أن يرتهن إنسانهم، ويتهدد عمرانهم الاقتصادي والسياسي، لأن فرداً أو جماعة شاءت وبالقوة، تنفيذ طموحات السطوة، وإرادات الانقسام الخارجية».
وشدد على أن «لا ضمان ولا أمان إلا بالدولة الديموقراطية الناظمة والعاملة في خدمة مواطنيها، حفظاً لمصالحهم الوطنية والقومية، وتحسيناً لشروط حياتهم المادية والاجتماعية والمعنوية والثقافية وحرياتهم الأساسية».
وكانت كلمتان لرئيس النادي الثقافي العربي عمر فاضل ورئيس نقابة اتحاد الناشرين في لبنان محمد حسين ايراني .