صيدا ــ سوزان هاشم
يكاد مشهد مستوعبات النفايات أمام مدخل كليات الفرع الخامس في صيدا يكون أكثر إزعاجاً من النفايات ذاتها. تغصّ المستوعبات بعظام الحيوانات وبقايا أثاث المنازل، فتنبعث منها روائح كريهة تشكّل حالة اشمئزاز وقرف لدى الطلاب الوافدين إلى حرم جامعتهم، وخصوصاً أنّ مصدر النفايات غالباً ما يكون من خارج الجامعة.
يشكو الطالب ذو الفقار دهيني من النفايات التي تسبب له الاختناق في كثير من الأحيان، بمجرد دخوله إلى مبنى الجامعة «فمكان المستوعبات غير مناسب، إضافة إلى أنّها تؤثر سلبياً على صحة الطلاب»، يقول دهيني، مطالباً بإزالتها في أسرع وقت ممكن، وبغرس أشجار في مكانها، أسوة بباقي الجامعات. ويشير إلى أنّه «غالباً ما تُرمى أكوام من النفايات خارج المستوعبات فتتكون مكبات على الجوانب، يكاد الطلاب يتعثرون بها». أما الطالبة فاطمة قانصو فترى أنّ إبقاء المستوعبات أمام الجامعة جزء من الذلّ الذي نتعرض له في الجامعة اللبنانية، ومن غير اللائق أن يُستقبل طلاب الجامعات بهذه الطريقة المهينة!».
وكانت هذه المشكلة القديمة ــــــ الجديدة، قد استحوذت على اهتمام الأحزاب والقوى السياسية في الجامعة، ولا سيما «حركة الشعب»، التي نظمت في العام الماضي عريضة وقّع عليها الطلاب لنقل المستوعبات إلى مكان بعيد عن مدخل الجامعة. وقد سلّمت الحركة العريضة إلى كل من إدارة كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية، وبلدية صيدا، «لكن من دون جدوى»، كما يوضح ممثل حركة الشعب في الجامعة الطالب بلال جولاني. ويلفت جولاني إلى «أننا بصدد تنظيم لقاء مع رئيس البلدية والمسؤولين في صيدا»، ملوحاً بخطوات تصعيدية، إذا لم يتم التجاوب مع مطلبنا المحق. ويؤكد «أننا سنتولى حل القضية بأنفسنا عبر نقل المستوعبات إلى مكان آخر، أو حرقها».
وإلى مشكلة النفايات، يغرق طلاب الفرع الخامس في صيدا، في مستنقع من مياه الصرف الصحي الذي يفيض بين الحين والآخر أمام مدخل كلية «الحقوق والعلوم السياسية والإدارية»، ومعهد العلوم الاجتماعية، مشكلاً حاجزاً يحول دون مرور الطلاب، وروائح كريهة تلف أرجاء الجامعة وتسبب حالات اختناق لدى الطلاب.