فاتن الحاج
قاطعت، أمس، قوى 14 آذار الطلابية الجمعية العمومية التي نظمها مجلس طلاب الفرع الأول في كلية «الآداب والعلوم الإنسانية» في الجامعة اللبنانية، تحضيراً لانتخابات المجلس في 25 نيسان الجاري. وفيما لا تزال صورة التحالفات غامضة، يبدو أنّ المساعي التي تقودها مديرة الفرع الدكتورة هناء بعلبكي، لتأليف لائحة توافقية محكوم عليها بالفشل سلفاً، ما يرجّح خيار الانتخابات، لا المعركة الانتخابية. فهل يتكرر مشهد العام الماضي، فتحظى قوى المعارضة بالمقاعد الـ 26، أم أنّ القوى الأخرى ستجد نفسها معنية بمعاناة كليّة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الجامعية، فتنخرط في تشكيل المجلس الطلابي الجديد؟
إلاّ أنّ الجمعية العمومية لم تعكس اهتمام الطلاب بالعمل النقابي والأكاديمي، فهم إما مقاطعون أو مسلِّمون بما يملى عليهم من مواقف، إذ لم يتلقَّ رئيس مجلس طلاب الفرع الأول عباس قطايا أي استفسار حول العرض الذي قدّمه، أو أي اعتراض على الرسائل التي وجهها، ما يجعلك تظن أنّ المشاركين هم من لون واحد، لولا إقرار «الحلفاء» في حركة أمل والحزب القومي وبعض المستقلين بحضورهم الجمعية. وفيما أكّد مجلس طلاب الفرع أنّه وجّه دعوة عامة للجميع، فوجئ البعض بالدعوة.
وكان قطايا قد شرح للطلاب مهام مجلس الطلاب، وآلية الانتخاب المستندة إلى قانون الاتحاد الوطني لطلاب الجامعة اللبنانية. وأعلن «رفضنا لمحاولة البعض إسقاط واقع سياسي معين على كلية التعايش»، مشيراً إلى «أننا سنشكل لجنة تنظيمية من مجلس طلاب الفرع لإدارة العملية الانتخابية، كما سنستعين بكمٍّ هائل من القوى الأمنية لضبط الأمور». وقال: «أنا لا أهدد بل أؤكد حرصنا على تجنب أي إشكال». وفيما كشف قطايا عن سعي الإدارة إلى تشكيل لائحة توافقية تضم كل التيارات السياسية والأعضاء المستقلين، أوضح «أننا نحن من طرح الفكرة ولن نقبل بالتجديد لمجلس الطلاب». وانتقد قطايا من لا يعترفون بشرعية المجلس، ومن يعترضون على تكريم شهداء المقاومة، واصفاً نقل التشنجات الطائفية إلى داخل الكليّة بالأمر الخطير، وخصوصاً أننا في جامعة يُلف حولها حبل المشنقة «فحرام أن نُسهم في موت الجامعة اللبنانية».
وتوقف قطايا عند معاناة الكلية ونضال طلابها للحصول على أبسط الظروف الأكاديمية، لافتاً إلى «أننا مستعدون لأن ننتقل إلى أي مكان آخر، شرط مغادرة الظروف القاسية في الأونيسكو»، متسائلاً إذا ما كان الوزراء يسجلون أولادهم في مبانٍ كهذه.
ولم ينس قطايا التذكير بالدور الذي أداه المجلس خلال حرب تموز، متمنياً أن تمر الانتخابات بهدوء، وخصوصاً أننا سنمنع استخدام الصوتيات التي أحدثت إشكالاً في العام الماضي.
من جهة ثانية، يكرّم مجلس طلاب الفرع مدير الكلية السابق الدكتور عصام شبارو، في احتفال يقيمه الثانية عشرة من قبل ظهر اليوم، في قاعة نزار الزين.