لبنان الذي كان الشغل الشاغل للرئاسة الفرنسية خلال العامين الماضيين، تحوّل الى محطة للترويج لحملة المرشحة الاشتراكية الى انتخابات الرئاسة سيغولين رويال، وانطلاقاً من دغدغة أحلام الجميع: وعد بتغيير السياسة الفرنسية تجاه لبنان والمنطقة، وحرص على سيادة لبنان وحياده.فقد نظم فرع لبنان في الحزب الاشتراكي الفرنسي لقاء لرئيسة البعثة البرلمانية لمصر والأردن ولبنان وسوريا النائبة في البرلمان الأوروبي بياتريس باتري، مع عدد من الفرنسيين المقيمين في لبنان والصحافيين، من أجل دعم حملة رويال. ومع اكتسابها لعادة لبنانية شهيرة، بالوصول الى اللقاء متأخرة نحو ثلاثة أرباع الساعة، أكدت في بداية حديثها تأثرها بالأوضاع، بالقول: «ان الحديث عن الحملة الانتخابية الفرنسية في بيروت أمر غير اعتيادي، فعندما نكون في لبنان نغرق في الأوضاع السياسية اللبنانية المقلقة ونبتعد عن الاهتمامات الفرنسية».
ثم دخلت في صلب الموضوع ودعت المحازبين والمناصرين الى «عدم تفويت الفرصة، وانتخاب رويال من الدورة الأولى كي لا يتكرر مشهد عام 2002، حيث تلكأ البعض في الدورة الأولى». وبعدما قارنت بين رويال ومنافسيها نيكولا ساركوزي وفرانسوا بايرو، قالت: «إن مرشحتنا ترى ضرورة أن تكون لفرنسا سياسة مختلفة حيال لبنان والشرق الأوسط، عن السياسة التي أرساها الرئيس جاك شيراك. ولقد ناقشنا في الأيام الماضية السبل التي تمكن لبنان من الخروج من الأزمة التي يتخبط فيها»، معتبرة أن ذلك يكون بالحياد.
وأضافت ان «السيادة لا تكمن فقط في عدم وجود قوات أجنبية على الأرض اللبنانية، بل أيضاً في تطوير نوع من الحياد، ويتوجب على لبنان أن يكون سيد قراره بدون استجداء المساعدة من الإدارة الاميركية أو اللجوء الى سوريا وإيران». وأضافت انه «لا يمكن أن يستمر الا بالمحافظة على وحدته الوطنية وبإدخال مختلف الشرائح اللبنانية في العملية السياسية». وكررت قولها أن عدوان تموز لم يكن صدفة أو نتيجة حادث حدودي، وأن «ان إسرائيل تدعي بأنها الديموقراطية الوحيدة في المنطقة، وهي لا تقبل بوجود بلد ديموقراطي متعدد الطوائف مثل لبنان على حدودها، ولقد دفع لبنان الثمن غالياً، ولهذا يجب مساندته للمحافظة على قيمه وليكون منارة للديموقراطية والتعددية والاستقرار في الشرق الأوسط».
(وطنية)