حمانا ــ عامر ملاعب
لا يتعب الحزب الشيوعي من طرح برنامجه وآرائه، وإن عاكسته الظروف، وحتى الأماكن، إذ سارع منظمو الندوة التي عقدها الحزب في منطقة المتن الأعلى إلى تبرير استخدام قاعة دراسية في ثانوية مار أنطونيوس للرهبانية اللبنانية المارونية في بلدة حمانا حين أغلقت بوجههم قاعات أخرى، بتبريرات غير مقنعة تحمل مغازي سياسية.
وقد تحدث الأمين العام للحزب الدكتور خالد حدادة أمام حضور كثيف وممثلين عن الأحزاب والقوى السياسية الحليفة ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات عن «آفاق المرحلة على قاعدة نظرة نقدية لكلا الفريقين المتخاصمين في لبنان». ورأى أن «المنطقة ولبنان في مرحلة صعبة، تذكرنا ببدايات الحرب الأهلية، ولا يمكن أن نتفاداها إلا عبر تغيير النظام الطائفي، وإشاراتها المخيفة عبر مقولات مثل الطلاق الحبي أو القسري أو الشعارات التي تخرج عن تحديد منطق الانتماء للوطن، ومن الذين شاركوا في اقتطاف ثمار عصر الوصاية خمس عشرة سنة، لم ينتموا قسراً بل بخيارهم مع طريقة ونمط الوصاية السورية، وعندما حصل تناقض ما بين هذا النمط والخطة الأميركية الجديدة في المنطقة وانفجر وضع المنطقة مجدداً، أخذ بعض أتباع الوصاية السورية موقفاً من هذه الوصاية بانتظار ترتيبات جديدة تلحق البلد بوصاية جديدة تعيد بدورها نمط المحاصصة وتوزيعه من جديد في لبنان».
ولفت إلى أن «المشروع الأميركي بدأ في العراق وفلسطين وأفغانستان وصولاً إلى السيطرة على كل المنطقة، وبوابته الوحيدة إمكان إخضاع لبنان نهائياً للسيطرة الأميركية الإسرائيلية، عبر تنفيذ القرار 1559 بكل حذافيره».
وأكد حدادة «أن الحزب الشيوعي ليس مع بقاء لبنان ساحة وحيدة في الصراع العربي الإسرائيلي، ومع تحويل المقاومة اللبنانية إلى وطنية تحمل هم هزيمة المشروع الصهيوني الأميركي»، مشدداً على أن «قوة لبنان ليست بضعفه، وتحييده عن الصراع الدائر في المنطقة». وأشار إلى «النظر إلى اتفاق الطائف باجتزاء خبيث للمرور إلى اتفاق آخر هو اتفاق الـ 1559 السيئ والمعيب الذي ألحق لبنان نهائياً بالقرار الدولي من دون المرور بسيادة لبنان». وسأل حدادة عن «البيان الانتخابي للائحة الجبل التي فازت وتعهدها بحماية المقاومة» وأشار إلى أنه شخصياً سمع من أحدهم رهاناً على نجاح إسرائيل في العدوان وسيكشف عنه لاحقاً.