قلحات ـــ فريد بو فرنسيس
حطت رحلة تلويث لبنان بنفايات النورماندي رحالها في كروم زيتون بلدة قلحات في الكورة. «الأخبار» توجهت، أمس، إلى الموقع الذي رميت فيه النفايات وهو موقع وعر للغاية ولا يحيط به أي مسكن، الأمر الذي يفسر اختيار الفاعلين له. رئيس بلدية قلحات غابي حاماتي أكد لـ«الأخبار» أن «هذه النفايات مصدرها النورماندي، وأن هناك شاحنات تأتي إلى الموقع مع ساعات الصباح الأولى وترمي نفاياتها». وروى حاماتي أنه «بينما كنت أقوم بجولة كالعادة على الأراضي الزراعية في منطقة الحريشة التابعة للبلدية، فوجئت بكميات كبيرة من النفايات مرمية في عقار مجاور لعقار تابع لدير سيدة البلمند، فاتصلت على الفور برئيس الدير الأرشمندريت اسحق بركات وبقائمقام الكورة كاتي الكفوري والقوى الأمنية، وقمنا بجولة على الموقع فتبين لنا أنها نفايات صناعية شبيهة إلى حد بعيد بالنفايات التي نشاهدها على شاشات التلفزة، فسطّرنا محضر ضبط ضد مجهول، وأقمنا دعوة أمام النيابة العامة لملاحقة الفاعلين». وطالب حاماتي الجهات المختصة بالتدخل بسرعة وفوراً لسحب هذه النفايات الصناعية وإعادتها من حيث أتت.
وكان اتحاد بلديات الكورة قد أعاد إلى الواجهة قضية العثور على مواد سامة ونفايات في منطقة الحريشة، بعدما خلّفت موجة خوف وتساؤل في أوساط الأهالي والمسؤولين، وقد تم الإعلان عن نفوق عدد من المواشي في المنطقة المذكورة، بعد التأكد من أن هذه المواد السامة كانت السبب الرئيسي في نفوقها.
رئيس الاتحاد قبلان العويط عقد مؤتمراً صحافياً لهذه الغاية، بحضور رؤساء بلديات الكورة، أشار فيه الى وجود مواد سامة في المنطقة تسببت بنفوق عدد من رؤوس الماشية التي وجدت نافقة ومنتفخة البطن في جوار مستنقع مياه، وعلى جوانبه مواد بيضاء اللون شبيهة بالكلس، وبرميل متوسط الحجم مفتوح يحتوي نصفه على مواد سائلة، مكتوب عليه باللغة الأجنبية poison pollution وإشارة خطر الموت. وبعد أن قام خبراء من الدائرة الصحية في وزارة الصحة بأخذ عيّنات من دماء وأمعاء الغنم النافق وإجراء التحاليل عليها، تبين أنها غير مصابة بأي مرض، وقد نفقت من جراء تعرضها للمواد السامة».
وطالب العويط «بالكف عن الاستهتار بالكورة، والإمعان في تشويه طبيعتها والاعتداء على بيئتها»، مناشداً وزارتي الصحة والبيئة «العمل السريع على نقل هذه المواد السامة الى خارج الأراضي الكورانية، وإتلافها في أفران خاصة كأفران السيدم في الذوق».
كما طالب العويط المسؤولين «بتحديد مصدر المواد السامة، وكشف هوية مرتكبي هذه الأعمال الإجرامية التي تصيب المواطن الكوراني والطبيعة الكورانية»، مناشداً نواب الكورة الحاليين والسابقين، والمسؤولين والفاعليات الكورانية والجمعيات البيئية والأهلية «رفع الصوت عالياً، والعمل معاً لدرء الأخطار البيئية المحدقة بالكورة، خدمةً لمجتمعنا الذي فيه خدمة لبنان».