strong> نادر فوز
قبل يوم واحد من الانتخابات الطالبية في الفرع الثاني لكليّة الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية (الفنار)، أسدل طلاب القوات اللبنانية صوراً عملاقة لـ«الحكيم» والشهيدين بيار الجميّل وجبران تويني، فيما عرض طلاب التيار الوطني الحرّ صور مرشحيهم على مدخل الكليّة، وصورة كبيرة للجنرال. تحمل الانتحابات في كلية الإعلام ـــ الفرع الثاني، هذا العام، كسائر الانتخابات الطالبية في الفروع الثانية طابع الصراع على التمثيل المسيحي الحقيقي في الجامعات، إضافةً إلى التنافس بين قوى السلطة وقوى المعارضة الممتدّ على البقاع التعليمية كلها.
في الأجواء الانتخابية، تعدّ الكلية حصناً منيعاً للقوات التي يسيطر أنصارها على الهيئة الطالبية منذ أكثر من أربع سنوات. وأشار مصدر في الكليّة إلى أنّ المعركة الانتخابية تنحصر هذا العام في السنتين الأولى والرابعة، «في ظل وجود ضعيف للتيار في السنة الثالثة». يُذكر أنّ التنافس يقتصر على لائحتي تحالف القوات والكتائب (لائحة الهيئة الطالبية)، ولائحة التيار (اللائحة الوطنية).
وتضمّ الهيئة التي تنتخب على أساس نظام السنوات 13 عضواً إذ تتمثل السنة الأولى في كل الاختصاصات بأربعة مندوبين، فيما تتمثل السنوات الثلاث الأخرى بثلاثة مندوبين لكل منها. وكان طلاب القوات اللبنانية قد احتجوا خلال الأسبوع الماضي على وجود طلاب مسجّّلين في الكليّة لأهداف سياسية بحتة، مطالبين بحرمانهم المشاركة في الانتخابات، إلّا أنّ مدير الكليّة، الدكتور أنطوان متّى، لم يتّخذ أي إجراء بحق هؤلاء «المناصرين» باعتبار أنّ لا نص قانونياً يمنع أي طالب مسجّل من حقّه في الاقتراع.
واستعداداً للانتخابات، وزّع طلاب القوات بياناً أشاروا فيه إلى «أنّه تصادف موعد الانتخابات هذه السنة ذكرى اعتقال الحكيم التي باتت تمثّل محطة أساسية تضيء على مفهوم الحرية والتضحية في سبيل قضية محقةّ». ورأى القواتيون في بيانهم أنّ كل طالب وفرد يتحمّل مسؤوليته الوطنية والإنسانية في تحديد خياره بين مشروعي «قيام الدولة أو الدويلات والبؤر الأمنية»، أي الاختيار بين «دولة تؤمّن الحرية والأمن للإنسان والمواطن، أو الانقلاب على الطائف وتعميم ثقافة الموت على حساب ثقافة الحياة». ودعا البيان الجميع إلى «تحمّل مسؤولياتنا وتحديد خياراتنا السياسية والوطنية التي تمثّل دعامة وجودنا».
وعرضت خليّة القوات في قاعة الكليّة بعض النشاطات والتحركات التي قامت بها الهيئة السابقة، كما عرضت برنامجها الانتخابي وأسماء مرشحيها. وتضمّن البرنامج أهمية المحافظة على الفروع الثانية، متبعة برامج الماستر ــــ 2، العمل على فتح غرفة جديدة للمعلوماتية، لإقامة نشاطات أكاديمية ــــ تثقيفية وترفيهية وسياسية، تأمين الـstage للطلاب، تطوير الاستوديو، متابعة علامات الأعمال التطبيقية والمطالبة بإعلانها قبل الامتحانات، إضافة إلى النقاط ـــــ الوعود الأخرى.
وجاء برنامج التيار الانتخابي، مشابهاً بعض الشيء للبرنامج الذي طرحه التحالف القواتي ـــــ الكتائبي، إلّا أنّه أضاف إليها بعض النقاط الأخرى كـ«السعي لاستئجار الموقف المحاذي للكليّة، رفض أي زيادة على رسوم التسجيل، والعمل على تحسين وضع الكافيتيريا، فضلاً عن إقامة النشاطات السياسية والأكاديمية والتثقيفية والترفيهية، والاهتمام بالمناهج وتوسيع الحوار بين طلاب الكليّة وطلاب الفروع الثانية وطلاب الجامعة بكل وحداتها». ووجّه التيار هذا البرنامج إلى جميع الطلاب «على أمل تحقيق أغلبية النقاط وبمساعدة جميع الطلاب على مختلف انتماءتهم السياسية والعقائدية».
وأصدرت لجنة الشباب والشؤون الطالبية في وقت لاحق بياناً استنكرت فيه إقدام إدارة الكلية على السماح لطالب معيد بالترشح، خارقةً بذلك القانون الانتخابي. وفيما اختار التيار المشاركة في الانتخابات، تحفّظ على النتائج مسبّقاً، في ظل جو من التهديد يذكّر بشريعة الغاب.