أكد رئيس الجمهورية إميل لحود أن قوتنا بوحدتنا، داعياً القادة السياسيين إلى ترجمة المواقف التي أطلقوها إلى أفعال .ورأى لحود خلال استقباله وفداً أرمنياً ضم عاملين في الحقول الاجتماعية والثقافية والفنية، أنه «لولا وعي القادة اللبنانيين على اختلافهم والمواقف التي اتخذوها، لكانت للجريمة النكراء التي أودت بحياة الشاب زياد قبلان والفتى زياد غندور نتائج وخيمة شبيهة بالتي حصلت في عام 1975 بعد حادثة بوسطة عين الرمانة التي أدت يومها إلى فتنة بين اللبنانيين ظلت تتفاعل حتى مؤتمر الطائف».
وأكد «أن لبنان يواجه مرة أخرى تجربة قاسية زرعت الحزن والألم في نفوس اللبنانيين جميعاً، إلا أن إرادة اللبنانيين ستكون أقوى من الجريمة ومفاعيلها، وستظل الوحدة الوطنية هي الأساس والهدف. ولن يتمكن المجرمون الذين ارتكبوا هذه الجريمة النكراء بحق شاب وفتى لا ذنب لهما، من تحقيق الغاية الدنيئة من فعلتهم، ولا بد للأجهزة الأمنية والقضائية أن تنال منهم وتنزل أشد العقوبات بهم».
ورأى «أن الوقت الآن مؤات لكي يعرف اللبنانيون إلى أي تيار سياسي انتموا أن قوتنا بوحدتنا، وألا يكتفوا بإطلاق المواقف بل يترجموها أفعالاً تؤدي الى تعزيز وحدة اللبنانيين التي يستهدفها كل ما حصل من جرائم منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حيث بدا واضحاً أن ثمة محاولات من الخارج لجعل اللبنانيين غير موحّدين، وهذا الأمر بمثابة كارثة على جميع اللبنانيين لأن اللبناني يبقى قوياً متى كان موحداً، لكنه يضعف إذا كان على خلاف مع أخيه اللبناني»، داعياً الى أن تكون «الكارثة التي طاولت عائلتين لبنانيتين كريمتين درساً للجميع بوجوب العودة مجدداً الى الالتقاء معاً وعمل المستحيل لنصل الى قواسم مشتركة بين اللبنانيين لإسقاط المؤامرة التي تحاك ضد لبنان، وأنا أكيد أننا أهل لذلك».
وسأل: «ما ذنب الفتى زياد غندور، والشاب زياد قبلان؟ لقد استهدفتهما يد المؤامرة، وحلّ الألم والحزن لدى أفراد العائلتين وجميع المحبين. ونحن لا نملك في هذه الظروف المأسوية إلا أن نقول لهم إننا نعيش آلامهم ومصابهم الأليم، ونحن إلى جانبهم»، آملاً في «أن تكون هذه الجريمة خاتمة أحزان اللبنانيين، حتى نكون موحدين وأقوياء كما كنا في الماضي على رغم الشوائب التي كانت تحصل من حين إلى آخر، إلا أننا نجحنا في جعل وطننا مكان تلاقي الجميع».
وكان الوفد الأرمني قد عرض مع الرئيس لحود الأوضاع العامة وقدم إليه شعاراً، عربون تقدير ووفاء.
والتقى الرئيس لحود قائد الجيش العماد ميشال سليمان الذي أطلعه على الإجراءات الأمنية التي اتخذها الجيش للمحافظة على الأمن والاستقرار في البلاد في أعقاب العثور على جثتي قبلان وغندور، فضلاً عن المهمات التي تنفذها القوى الأمنية بحثاً عن مرتكبي الجريمة تمهيداً للقبض عليهم وسوقهم أمام القضاء المختص. ونوّه لحود بالدور الذي يقوم به الجيش في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، مؤكداً أهمية المحافظة على وحدة الوطن وإحباط كل المحاولات الرامية إلى إحداث فتنة بين أبنائه.
واستقبل الرئيس لحود وفداً مشتركاً من المجلس البلدي في مدينة النبطية ولجنة الصباح الوطنية الذي دعاه إلى المشاركة في إحياء الذكرى الثانية والسبعين لرحيل العالم حسن كامل الصباح حيث ستتم إزاحة الستارة عن النصب التذكاري للعالم الصباح الذي سيقام على مدخل مدينة النبطية في الخامسة من مساء اليوم.
واطّلع لحود من الوفد على النشاطات التي تقوم بها البلدية واللجنة في هذه الذكرى «تخليداً للإنجاز الثوري العلمي الذي أحدثه في بداية القرن العشرين وبقي مطبوعاً في الحقول العلمية والفكرية».