اللبنانيون لن يغفروا لمن يعيدهم إلى الوراء تحت أي شعار ملطّخ بالدم
رأى رئيس الجمهورية العماد إميل لحود أن اجتياز لبنان الاسبوع الماضي «تجربة قاسية بعد الجريمة النكراء التي ذهب ضحيتها المرحومان زياد قبلان وزياد غندور، دليل على ان اللبنانيين لن ينساقوا الى أي مواجهة في ما بينهم، لأنهم مؤمنون بأن وحدتهم وتماسكهم وتضامنهم من الثوابت التي لن يتخلوا عنها مهما اشتدت الضغوط وتنوعت محاولات الترهيب والترغيب التي يتعرضون لها».
ونقل زوار رئيس الجمهورية عنه تأكيده «أن التحقيقات الجارية في هذه الجريمة، ستتواصل حتى القبض على المرتكبين»، وأنه سيسهر شخصياً «على أن تأخذ العدالة مجراها ويُساق المجرمون أمام القضاء لإنزال أشد العقوبات بهم، بحيث يكونون عبرةً لكل من تسوّل له نفسه المساس بالسلم الأهلي، أو دفع البلاد نحو فتنة داخلية تلتقي كل القيادات اللبنانية على رفض الانجرار إليها، وتجنيب البلاد مخاطرها».
وأشاد لحود بالمواقف التي صدرت عن مختلف القيادات، معتبراً أنها «انعكست إيجاباً على الواقع السياسي المتشنّج الذي تعيشه البلاد منذ بدء الأزمة الحكومية الراهنة». وأعرب عن أمله «أن تترجم القيادات حرصها على الوحدة الوطنية، أفعالاً تساهم في فتح صفحة جديدة تزيد من متانة هذه الوحدة وتعطي الأولوية للاتفاق على المواضيع المختلف عليها حالياً، وذلك ضمن إطار الديموقراطية التوافقية التي ميزت العمل السياسي اللبناني منذ الاستقلال وحتى اليوم».
ونقل زواره عنه عدم توقّفه «عند بعض التعليقات التي تصدر من هنا وهناك»، معتبراً «أن البلاد تمر في مرحلة دقيقة وحرجة تتطلب التركيز على كل ما يجمع اللبنانيين ونبذ ما يفرّقهم». وقال: «إن الذين امتهنوا زرع القلق والخوف والتيئيس في صفوف اللبنانيين، لتحقيق غاياتهم الشخصية وتمرير حساباتهم الذاتية، ينبغي أن يتّعظوا مما حصل الأسبوع الماضي، للإقلاع عن مثل هذه المواقف التي لا تخدم الاستقرار والأمن في البلاد، وهي لن تعود عليهم بأي فائدة لأن اللبنانيين الذين هزّتهم جريمة قتل الشابين قبلان وغندور، لن يغفروا لأي طرف يريد أن يعيدهم الى الوراء لأي سبب كان، وتحت أي شعار ملطخ بالدم».
وكان لحود تابع في سلسلة لقاءات، أمس، مواضيع سياسية واقتصادية واجتماعية، والتطورات الداخلية ونتائج التحقيقات الجارية في الجريمة المزدوجة التي ذهب ضحيتها الشاب قبلان والفتى غندور، والمواقف التي صدرت بعد هذه الجريمة وإمكان التأسيس عليها للانتقال بالبلاد من الوضع المأزوم الذي تعيشه حالياً.
وقد استقبل الرئيس أمين الحافظ الذي شكر له مواساته بغياب عقيلته الأديبة المرحومة ليلى عسيران الحافظ. ثم التقى النائب علي عسيران، فوفداً من آل الساحلي ضم: الوزير المستقيل طلال الساحلي والنائب نوار الساحلي، شكر له مواساته بوفاة والدة الوزير الساحلي. وأكد دعمه له «في مواقفه الوطنية وتمسكه بالثوابت والخيارات التي تحمي وحدة لبنان واستقلاله وسيادته».
والتقى رئيس الكتلة الشعبية في زحلة النائب إيلي سكاف، والوزير السابق ألان طابوريان، ورئيس المؤسسة الثقافية المكسيكية ــ اللبنانية في المكسيك أنطونيو طرابلسي ترافقه زوجته السيدة مارتا، ورئيس جمعية الصداقة اللبنانية ــ المكسيكية في لبنان الدكتور جورج حايك. وقد منح لحود طرابلسي درع الرئاسة، تقديراً لنشاطاته الثقافية في المكسيك ودول أميركا اللاتينية، حيث نشر طرابلسي كتاباً باللغة الإسبانية عن لبنان، وهو بصدد التحضير لإنشاء متحف لبناني في المكسيك.
(وطنية)