فاتن الحاج
اختارت الجامعة اللبنانية الأميركية ومؤسسة الدراسات النسائية في العالم العربي يوم المرأة العالمي مناسبةً لتكريم ثماني مراسلات حربٍ عرضن تجاربهن في تغطية الأحداث الساخنة في لبنان والعراق وأفغانستان. تتوقف ديانا مقلد (تلفزيون المستقبل) عند الزاوية الإنسانية التي تمكنت المراسلات من إضفائها على مقاربة النزاعات. المشهد يتغير، تشير ديانا، وقد استطعنا تجاوز العراقيل في المناطق الصعبة كأن يطلب مني في أفغانستان تأمين «مَحْرَم» كشرط لمواكبة الأحداث.
لم تكن سامية نخول (رويترز) مراسلة حرب وحسب، بل شاهداً عليها في العراق حيث أصيبت بجروح في وجهها. وشعرت، كما تقول، أنّها لا تختلف عن العراقيين الراقدين في المستشفى بعد سقوط بغداد. غطت سامية الحرب اللبنانية وحرب الخليج الأولى، واستلمت ملفات ساخنة كالرهائن والجماعة الإسلامية والتفجيرات ومنطقة الشرق الأوسط.
تأسف ندى عبد الصمد (ب ب س العربية) لضياع 20 عاماً من عمرها في بلد يجترّ الحروب. «أحب مهنتي، لا أريد أن أغطي حرباً جديدة. فالحروب أكلت من عمري أكثر من النصف ومن مهنتي كذلك».
تصف بشرى عبد الصمد (قناة الجزيرة) حرب تموز بالتجربة الأهم في حياتها على المستويين المهني والشخصي، فهي تقاسمت الخوف والنوم مع المسؤولين، «والمضحك المبكي أنّهم كانوا يستمدون القوة منا، والتجربة أثبتت لي أهمية دور الصحافي في نقل هواجس الناس».
تنطلق منى صليبا (المؤسسة اللبنانية للإرسال) من مبدأ «الجنون في العمل الميداني إبداع، «جنّيْنا في حرب تموز ولا نعرف ما إذا أبدعنا». تقول: «اختارتني المغامرة، الخوف كان رادعاً والتحدي كان دافعاً، لم نكن بمنأى عن التهديدات الإسرائيلية وإن كانت جولات البحث والاستكشاف والمعاينة لم تتوقف».
تلخص ريما مكتبي (قناة العربية) «المرأة صحافية محترفة وإنسانة جريئة، قادرة على تقديم مأساة الحرب وقصة الموت على نحو آخر، حتى لو دفعت الثمن أحياناً».
لم يكن استهداف تلفزيون المنار في 15 تموز أمراً عابراً بالنسبة إلى منار صباغ «فقد تحوّلنا أهدافاً للعدو». وقد عرضت في حفل التكريم للمرة الأولى مشاهد عن مكان البث في حرب تموز.
تجزم نانسي السبع (تلفزيون الجديد) أنّها أصبحت «بنتاً وعندي تجربة» وليس كما قالوا لها في بداية حرب تموز عندما رفضت مؤسستها إرسالها إلى الجنوب. لكنّها اعترفت أنّها نسيت في مجزرة الشياح أنّها صحافية وقامت بدور المسعف في الدفاع المدني.
بالعودة إلى الحفل، فقد رأى رئيس الجامعة جوزف جبرا أنّ المرأة تمكنت بعنادها من وصف ساحات القتال أفضل وصف، كما واجهت تحديات المجتمع والبيولوجيا وغالبت خوفها وانتصرت على المصاعب والمخاطر الجسدية والنفسية، فأثبتت وجودها وقدرتها وكفاءتها.
أما وزير الإعلام غازي العريضي فقد دعا الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية إلى «أن تستمد قوة من شجاعتنا في وجه العدو لممارسة الشجاعة أمام الذات، فيكون نقدنا ذاتياً موضوعياً، وأن نتناول القضايا الخلافية السياسية الإعلامية من دون مسايرة أو مساومة، شجاعة مقاربة الواقع السياسي بعيداً من التخوين والتشنج والنفخ في أتون الفتنة».
وقدمت مديرة مؤسسة الدراسات النسائية ديما دبوس سيسنغ لمحة تاريخية عن مشاركة المرأة في تغطية الحروب، معتبرة أنّ الميدان ليس بطبيعته مكاناً يتلاءم وطبيعة المرأة، فكانت أن تعرضت المرأة المراسلة إلى نوع من التمييز.
وقد تسلمت المكرّمات دروعاً تقديرية لعطاءاتهن.