strong>راجانا حميّة
«حلّوها» يا شباب، «كفى عنف واستغلال»، «نحن» لن ننجرّ إلى الحرب الأهليّة مجدّداً، اجتمعوا أيّها السياسيون على «مبادرات للسلام»، كونوا «مستقلّون» ولو للحظة، المشكلة بحاجة إلى «لبناني وبس» من دون تدخّل، ولكن ما العمل يا «جيل» المستقبل؟... أوعوا، «أوعا أيّها السياسي، لا تجرّنا إلى العنف»، «وعا أيّها المواطن، السلم الأهلي بإيدك». «أوعا» أيّها اللبناني إلى المصير الأسود و«ابصم بيدك البيضاء على هذه الحالة السوداء تفتح فسحة أمل».
حملة ضغط جديدة تتبنّاها اثنتا عشرة جمعيّة «وطنيّة» من المجتمع المدني «غير تابعة وغير فئويّة»، كما يقول بيانها.
الجولة السلميّة التي بدأت سلسلة نشاطاتها من أمام تمثال الرئيس بشارة الخوري، رافقتها حماية أمنيّة مشدّدة، فكانت عناصر قوى الأمن الداخلي مساوية لأعداد «المستقلّين» في الساحة، إلّا أنّ نوع النشاط حال دون التعليق على الموضوع، إذ تشير المسؤولة الإعلاميّة في الحملة زينة كرم إلى أنّ «الدولة خائفة على الشباب، فأرسلت لهم الحماية، بس ما كان أحلى لو تركته مدني!».
باشرت «أوعا» نشاطها عند العاشرة صباحاً، وزنّرت محيط تمثال «الرئيس» بقطعة كبيرة من القماش الأسود وأوعية تحوي «بويا بيضاء» ودعوة مجّانية للمارّة و«الراغبين» لـ«بصم أيديهم البيضاء على الحالة السوداء وفتح باب الأمل»، و«تعهّد» يلتزم به المشاركون بعدم الانجرار وراء أي استفزاز، ومن أهمّ بنوده «المشاركة في الحملة كمواطن معني ومسؤول وواعٍ لأهداف هذا التحرّك، وعدم الدخول في صدام كلامي أو جسديّ عنيف مع أيّ من المشاركين والامتناع عن ممارسة العنف حتّى لو تمّ «استفزازي»، كما دعا التعهّد إلى «اعتماد الحلول والأساليب المسالمة لمعالجة أي عنف قد يقع واحترام القواعد الآنفة الذكر والالتزام بها» وطبع ما أمكنهم من بصماتهم البيضاء على «جدار الأمل» إلى السادسة مساءً.
عند الثالثة عصراً، كانت الذروة. تحضّر الشباب للحدث الأبرز... تهنئة السياسيين على «أدائهم الرائع»، ألا يحقّ «لهم أن يحظوا من أبناء بلدهم ببعض التصفيق؟»، لم يكد عرّابو الحملة ينهون التساؤل، حتّى تعالت أياديهم تصفّق «للسياسيين الرائعين، لبراعتهم في إيجاد الحلول، لإحساسهم، لغيرتهم على لبنانهم»، لكلّ شيء «جميل»، «لحقائب السفر التي أهدوها إلينا»!
عشر دقائق ليست كافية «للتهنئة على الأداء الجميل»، كان لا بدّ «أيّها الشباب» من كلماتٍ أكثر تعبيراً، أليس «من حقّهم كلمة برافو؟»... برافوا أيّها «السياسي»، أوعا أيّها المواطن «تا يوصل صوتك وتا الصوت يودّي».
الجدير بالذكر أنّ حملة «أوعا» لم تحدّد نوع النشاط المقبل، إلّا أنّها تترك «الطريق مفتوحة أمام أيّة خيارات، سواء أكانت على الأرض أو عبر البريد الإلكتروني أو على الوسائل الإعلاميّة».
صرخة «أوعا» الجديدة شارك في إطلاقها كلّ من «جيل»، «حلّوها»، «انتظارات الشباب»، «كفى عنف واستغلال»، «لبناني وبس»، «مستقلّون»، «نحن»، «نحو المواطنيّة ومبادرات للسلام»، «مدى» وleb-youth وpour que le liban vive، لا للتغيير المباشر وإنّما للتعبير «عن رأينا الواضح والصريح بهدف التغيير التدريجي للأوضاع غير المقبولة وغير المحمولة التي نمر بها».