رسم «أهل الفكر والقلم في لبنان» رؤيتهم بشأن الوضع الجديد «الذي ألمّ بالبلد بعد الحرب العدوانيّة التي شنّتها إسرائيل بالوكالة عن تحالفات دولية وإقليمية كبرى، وبعد الانتصار الذي حقّقه الشعب اللبناني بمقاومته». وأكّد أهل الفكر والقلم تمسّكهم بتعزيز المساواة بين اللبنانيين في الكرامة والحقوق كلها، والتشديد على «أنّ القيم الدينية والإنسانية هي الدعوة الأساسية لبناء الانسان والمجتمع اللبناني». وأشاروا إلى «أنّ الحرية المسؤولة بأشكالها كلها وحرّية التعبير تمثّلان فرادة الهوية اللبنانية وعماد كيانها، وأنّ اي مسٍّ بها هو تقويض للبنان الرسالة ودوره في محيطه العربي والعالمي».ونالت الديموقراطيّة التوافقية حيّزاً مهمّاً في المبادئ، إذ اعتبر أهل الفكر والقلم «أنّ أي استئثارٍ سلطوي أو فئوي يجرد الديموقراطية من روحها التوافقية هو بمثابة ضرب للميثاق الوطني والدستور وتبديد لجهود اللبنانيين وتضحياتهم». من جهة ثانية، دعا أهل الفكر والقلم إلى تطبيق مفهوم الدولة العادلة والقادرة والتلاقي مع المحيط العربي على رفض أي وصاية أجنبية ومواجهة العدو الإسرائيلي. ورأوا أنّ الحل يكمن في إعادة إحياء اتفاق الطائف «باعتباره الاتّفاق الوحيد الذي يمثل في الظروف الحالية فرصة لاستنهاض لبنان مما يتخبّط فيه واهله».
وأكد أهل الفكر «أنّ المقاومة حقّ طبيعي وأخلاقيّ للشعب اللبناني بشتى مكوّناته في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي». وأشار البيان إلى أنّ «أهل الفكر والقلم اذ يستنكرون ما يتعرض له وطنهم من تدخل أجنبي وضغوط خارجية»، يعوّلون على «وحدة اللبنانيين القادرة على مواجهة تلك التدخلات وإحباطها استنقاذاً للسلم الأهلي».
وشدّد أهل الفكر والقلم على «أنّ الاختلاف حول القضايا والشؤون السياسية والمجتمعية لا يصح أن يكون مدعاة للاقتتال الداخلي، بل ينبغي أن يكون فرصة تستدعي الحوار العقلاني بروح المواطنة والرغبة في الاعتراف بالشريك في الوطن وتطلعاته». ودعوا إلى ضرورة التمييز بين الدين والطائفة وبين حقوق الانتماء من جهة والتعبير المسؤول من جهة ثانية وتحييد المؤسسات الدينية والمرجعيات الروحية عن السياسة «كي لا تكون عاملاً للتفرقة والدعوة إلى الاصطفافات المذهبية».
ولفتوا إلى أنّه «لا مفرّ من وجود تكتّلات حيوية للمعارضة»، معتبرين أنّ «خلو المجتمع من صوت معارض هو مجتمع استبدادي يفتقد فيه الإنسان التعدد والتكامل في الآراء والمسؤوليات».
وجدّد أهل الفكر والقلم دعوة «التيّارات والقوى والنخب الثقافية والأكاديميّة والدينيّة والأهلية إلى التدخّل الفوري لإقامة حوار وطني منفتح ومسؤول، حيث تكون مبادئ الإعلان أساساً للوصول إلى تصوّر مشترك يشكّل نواة لتحرّك وطنيّ عام وضاغط».
(الأخبار)