الفكر الرسالي لا يموت
  • د. أمين محمد حطيط ــ عميد ركن متقاعد

    يكبر الرجال بمواقفهم، ويخلدون بمآثرهم، والأهم في المواقف هو الرسالي منها الذي يجعل صاحبه منارة تهدي عندما يكون موجوداً شخصاً وجسماً وفكراً، ويستمر موجوداً فكراً ومبدأ عندما يرحل المادي منه، فالمادة تملأ المكان الذي تحتله، ولكن الفكر يشع فيغمر كل مكان يصله سواء استمرت المادة موجودة أو اندثرت، وبهذا المعنى نفتقد جوزف سماحة الجسم، ونبقى نتلمس الطريق الذي شقّه جوزف سماحه الفكر... الفكر النيّر.. الفكر الرسالي... الفكر الهادف... الى أمة كريمة عزيزة.. وغياب جوزف سماحه يلقي بالمسؤولية على كل الرساليين أمثاله ليعوضوا غيابه الصعب.. فيعملوا أكثر مما اعتادوا، فيكون لنا بعملهم الرسالي هذا العزاء ولروح جوزف سماحة الراحة.. طاب ثراك يا أيها الوطني الصلب، وصلبت مواقف من يحمل الرسالة بعدك لتستمر...



    في وداع الصديق... جوزف

  • روجيه نبعة

    عزيزي جوزف،
    صحيح أنني لم أنتمِ إلى الحلقة الضيقة من صداقاتك. التقيتك في الكثير من المناسبات. معظمها كان أوقاتاً صعبة. التصقت بك في السياسة، حتى لو كان ذلك مع فوارق في النبرة. لقد احتجتُ ذات يوم لخدماتك. عاملتني كما لو كنت واحداً من أفراد أسرتك.
    كان ذلك بدفء وكرم ولطفٍ، بانفتاح قلب وعقل، كل ذلك بغلاف من الخجل الذي كان يُترجَم بفتراتٍ من الصمت المفاجىء.
    مع اختلاطي بأفراد أسرة «الأخبار» التي ساهمت في تأسيسها وإدارتها، فهمت بأنّ كرمك الممزوج بالخجل كان من مكوّنات طباعك «الطبيعية». كنتَ أنتَ من دون تصنّع ولا تكلُّف!
    أن يكون جوزف رجلاًَ كريماً بتواضع، منفتح القلب والفكر شيء، وأن يكون كذلك بالنسبة إليّ هو شيء آخر تماماً.
    لأنني أدرك بأنني لم أكن أشكّل جزءاً من فريق علاقاتك الضيقة، أدرك فداحة خسارتي.
    كنتَ صحافيّاً. لن أتحدّث عن نجاحاتك المهنية، يحسن الآخرون هذه المهمّة أكثر منّي.
    على الرغم من اقتران مسيرتك المهنية الطويلة بالأزمة السياسية الأعمق التي أدخلت المنطقة في الظلام الحالك وفي الهوان... استطعتَ أن تحافظ على روح النقد والتفكير في كتاباتك الصحافية ومقارباتك السياسية. صحيح أنّك كنتَ تنتمي من دون مواربة وبصلابة إلى خطّ سيــــــــاسي يساري، إلا أنــــــــــك تمكّنت من إبــــــــــــــقاء سيف نقدك على جملة من الخيارات والتوجّهات والتحالفات التي كان هذا المعسكر يعتمدها... وهذه قيمة مضافة استثنائية في رصيدك السياسي والمهني.
    بالنسبة إليّ، لا تنبع عظمتك من خياراتك السياسية أو حتى من نوعية كتاباتك الصحافية، بل أنظر إليك من زاوية مختلفة: لقد استثمرتَ عملك الصحافي في خانة الفكر الحر، ذلك الفكر الذي يُبقي مسافة، لا بل يقطع جذرياً في أغلب الأحيان مع خطاب السلطات القائمة. لقد حافظتَ على هذه الصرامة الفكرية التي لا معنى من دونها لصحافة أو فكرٍ...

    توضيح


    جاءنا من شركة سوكلين ما يلي:
    ورد في العدد /164/ من جريدة الأخبار بتاريخ الثلاثاء 27/02/2007 في صفحة «مساحة رأي» مقال للأستاذ ناصيف قزي تحت عنوان «حكاية الداون تاون وإمارة النفايات».
    يهم شركة سوكلين ش.م.ل. ان توضح انها لا تقوم بأي دور في نقل نفايات مكب النورماندي الى أي موقع آخر، وتؤكد ان الأمر لا يقع أساساً ضمن مهماتها أو مسؤولياتها التعاقدية مع الدولة اللبنانية.