نصف اللبنانيين يحمّلون أميركا مسؤولية عرقلة الحل


عبدو سعد(*)

أجرى مركز بيروت للابحاث والمعلومات استطلاعاً للرأي حول الموضوعات السياسية الراهنة منها: امكان ايجاد حل للأزمة الحالية، الجهة الخارجية التي تعمل على الحل، الجهة التي تعمل على عرقلة الحل، وموضوعات اخرى. نُفِّذ الاستطلاع في الفترة الواقعة بين 24 و28 شباط 2007، وشمل عيِّنة من 800 مستطلَع، واعتمدت تقنية احصائية تلحظ التوزع الطائفي والمناطقي

قراءة في نتائج الاستطلاع
  • أحدثت اللقاءات السعودية ــــــ الإيرانية المتعددة أجواءً من التفاؤل الحذر حول امكان إبجاد حل قريب للأزمة اللبنانية شبه المستعصية. الامر الذي انعكس تفاؤلاً في أجوبة المستطلعين حيث كشف الاستطلاع أن غالبيتهم أي نحو 67% منهم يعتقدون بإمكان طرح حل للأزمة ترضي الطرفين. هذا الحراك السياسي الخارجي أقنع أغلبية اللبنانيين (نحو 60% منهم) بأن قرار الحلّ خارجي وخصوصاً أبناء الطائفتين السنية والشيعية اللتين تربطهما علاقات وثيقة بكل من السعودية وإيران، وهو ما يفسر ارتفاع نسبة الاطمئنان لدى هاتين الطائفتين حول إمكان وجود حل للأزمة.
    أما عن الجهة الخارجية التي تعمل بصدق لإيجاد الحل، فرأت أكثرية المستطلعين (أكثر من 40%) أن السعودية هي التي تعمل بجدية عالية وصدق لإخراج لبنان من هذه الأزمة، تليها إيران بنسبة (نحو 17%). فيما قال نحو 29% من المستطلعين إنه ليس هناك من جهة تعمل بصدق وجدية لحل الأزمة. وفي المقابل، كشف الاستطلاع أن نحو نصف المستطلعين (51%) يعتقدون أن الولايات المتحدة الأميركية هي من يعمل على عرقلة الحلّ في لبنان، تليها سوريا (نحو 17%) وسوريا ــــــ إيران (نحو 18%).
    وبالنسبة للخطابات التي ألقاها زعماء 14 آذار في ذكرى الرابع عشر من شباط، أيدت أغلبية من اللبنانيين ما جاء في كلمة رئيس تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري إذ بلغت أكثر من 70% حيث اعتُبر مضمون خطابه بمثابة تمهيد للخروج من حالة الانسداد السائدة. وعكست كلمة رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط جواً من عدم الارتياح حيال مضمونها، فلم تؤيد الأغلبية من المستطلعين (70%) كلمته وكذلك الأمر بالنسبة لخطاب رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع (نحو 63% لم يؤيدوا خطابه) الذي اتسم بلهجة تصعيدية على عكس ما جاء في مضمون خطاب الحريري.
    وبالنسبة لكلمة الامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله التي ألقاها في السادس عشر من شباط، فقد أبدى نحو 60% من المستطلعين، (43% من السنّة ونحو 54% من المسيحيين)، تأييدهم لمضمون كلمته على الرغم من إعلانه الواضح تمسكه بالمقاومة وسلاحها واستعدادها وجهوزيتها لمواجهة أية اعتداءات إسرائيلية.
    وفيما يتعلق بالسؤال السابع، كشف الاستطلاع عن تراجع حدة الاحتقان المذهبي والذي تجلى في قبول متبادل بين كل من مؤيدي تيار «المستقبل» و«حزب الله ــــــ أمل»، بالرغم من كل الحملات الإعلامية التي شنها الطرفان. ولعل الهدنة النسبية القائمة بينهما خصوصاً بعد الخطابات العاشورائية للسيد نصر الله ولا سيما خطابه الأخير وما قابله من خطاب «تصالحي» للنائب سعد الحريري هو الذي أفسح المجال أمام الطرفين للتمسك بالقواسم المشتركة والقفز فوق الفوارق والاختلافات. فتبيّن أن نحو 53% من مؤيدي «حزب الله» و«أمل» يرغبون في التحالف مع تيار «المستقبل» ويبادلهم نحو 38% من مؤيدي تيار «المستقبل» الرغبة عينها. وكشف الاستطلاع عن تعصب زائد نسبياً في صفوف مؤيدي تيار «المستقبل» في العاصمة بيروت تحديداً حيث أبدت نسبة منخفضة منهم، مقارنة بباقي المناطق، رغبتها في التحالف مع «حزب الله». ومردّ ذلك إلى الأحداث التي جرت أخيراً من اعتصامات. وبيّن الاستطلاع أن معظم المستطلَعين المؤيدين للمعارضة عموماً يرون أن تيار «المستقبل» يمثل حالة معتدلة في لبنان.
    أما بالنسبة لباقي الاطراف، فقد تبيّن أن المواقف المتشددة تجاه حزب الله للسيّدين جنبلاط وجعجع عمقت الشعور بالتباعد السياسي بين هاتين القوتين وجمهور «حزب الله» و«أمل» حيث لم يُبدِ أية رغبة في التعاون أو التحالف مع «القوات اللبنانية» و«الحزب التقدمي الاشتراكي». فيما أبدى نحو 19% من التقدميين رغبتهم في التحالف مع «حزب الله». وأبدى 17% من مؤيدي «القوات اللبنانية» رغبتهم في التحالف مع «حزب الله»، وقد يعود ذلك إلى أن جعجع يبدي احترامه على الدوام لتضحيات مقاومي «حزب الله».
    وأبدى أكثر من 48% من مؤيدي «القوات اللبنانية» رغبتهم في التحالف مع «التيار الوطني الحر» ويُعتقد بأنّ ذلك يعود للتعصب الطائفي لـ «القوات اللبنانية». فيما لم يبد أكثر من نحو 12% من مؤيدي «التيار العوني» رغبتهم في التحالف مع «القوات اللبنانية» وهو مما يشير إلى بداية خروج «التيار العوني» من بنيته الطائفية.



    أما بالنسبة للسؤال الثامن، فقد لوحظ تنافر كبير بين مؤيدي «حزب الله» وبين «القوات اللبنانية» و«التقدمي الاشتراكي» حيث أبدى أكثر من نصف المستطلعين من مؤيدي «حزب الله» و«أمل» عدم رغبتهم في التحالف مع «القوات اللبنانية» فيما أبدى نحو 45% من مؤيدي «حزب الله» عدم رغبتهم في التحالف مع «التقدمي الاشتراكي». وأبدى نحو 26% من مؤيدي «التيار الوطني الحر» عدم رغبتهم في التحالف مع «القوات اللبنانية». وفي المقابل أبدى نحو 12.5% من القواتيين عدم رغبتهم في التحالف مع العونيين.
    ورداً على سؤال عن «الجهة السياسية الحليفة التي تشكل عبئاً على تحالفك»، رأى نحو 14% من مؤيدي تيار «المستقبل» أن «القوات اللبنانية» تشكّل هذا العبء فيما رأى نحو 9% منهم أن «الحزب التقدمي الاشتراكي» هو من يشكل هذا العبء.
    أما في صفوف المعارضة، فقد رأى نحو 13% من مؤيدي «التيار الوطني الحر» أن «الحزب السوري القومي الاجتماعي» يشكل عبئاً عليهم، فيما رأى 7% منهم أن «حزب الله» هو من يشكل هذا العبء.






    (*) مدير مركز بيروت للأبحاث والمعلومات