رفض رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري صيغة (19+11) لحلّ الأزمة الحكومية، مقابل لجنة لدراسة التعديلات على المحكمة الدولية، وأكد أن الموالاة لا تريد إنشاء المحكمة تحت الفصل السابع، إلا في حال «استمرار تعطيلها من بعض الأحزاب والقوى، بسبب تعليمات خارجية».وإثر عودته من السعودية أمس، زار الحريري البطريرك نصر الله بطرس صفير، ووضعه في أجواء اللقاءات التي عقدها خلال جولته التي شملت السعودية وبلجيكا وفرنسا.
وكان الحريري ارسل الى صفير رسالة حملها اليه خوري قبل اللقاء.
وصرح الحريري بأنه أكّد لصفير «وحدة» قوى 14 آذار التي تريد «إقامة المحكمة الدولية بسبل دستورية»، لأن تعطيلها هو «إعطاء حق للمجرمين بالاستمرار في القتل»، مضيفاً: «لسنا ممن يريدون أن تقرّ المحكمة تحت الفصل السابع، والبطريرك صفير قال إن هذا الموضوع ليس لمصلحة لبنان، ونحن نؤكد ذلك. لكن، إذا كان هناك بعض الأحزاب أو القوى يحاول، بسبب تعليمات خارجية، إيقاف هذه المحكمة، فالمحكمة ستنشأ حتى لو كان ذلك من خلال الفصل السابع».
وتعليقاً على كلام وزير الخارجية السوري وليد المعلم، رأى الحريري أن «لا شيء تغيّر بالنسبة للسياسة الخارجية السورية. فإغلاق الحدود ليس رسالة فقط لقوى 14 آذار، لكنها أيضاً رسالة لقوى 8 آذار، وسوريا تحاول تهديد قوى 8 آذار من خلال قولها لها إنها تستطيع إلحاق الضرر بها». ورأى أن النظام السوري هو من «يعرقل الحلّ في لبنان، إن في شأن المحكمة الدولية أو في موضوع حكومة الوحدة الوطنية».
وعما إذا كان هناك اتفاق طائف آخر يحضّر له في السعودية، اكتفى الحريري بالقول: «لنطبّق الطائف أولاً. وبعد ذلك نذهب الى طائف آخر».
وكان الحريري استكمل جولته بزيارة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، وإثر اللقاء، اكتفى بالإشارة الى «التفاؤل» لديه ولدى بري، والى أن جميع المساعي «متّجهة نحو التفاؤل»، لافتاً الى وجود «اتجاه حقيقي وصادق لدى الجميع، من أجل الوصول إلى حلّ».
والتقى الحريري الرئيس أمين الجميل، في سن الفيل. وبعد الاجتماع «التنسيقي لمواقف 14 آذار»، أشار الحريري الى ضرورة إيجاد حكومة «تستطيع القيام بعمل حكومي جدي»، لافتاً الى أن «نيّة قوى 14 آذار صافية تجاه البلد. وما نطمح إليه هو ألا يكون هذا البلد ساحة للصراعات الإقليمية».
من ناحيته، نفى الجميّل أن تكون الموالاة «متصلّبة برأيها عشوائياً، وهي تفكر بكل الحلول التي يمكن أن تخدم لبنان، وما يشجعها هو الدعم الكامل الذي لمسته على الصعيدين الدولي والعربي لموقفها»، معتبراً أن المحكمة الدولية «مطلب دولي أكثر مما هو لبناني».
وإثر زيارته مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، شدّد الحريري على ضرورة وأد الفتنة بين اللبنانيين، لأن كل ما يأتي من الخارج هو «من الخارج، لا من لبنان. ويجب على اللبنانيين أن يحلوا مشاكلهم بأيديهم، مع سماع نصائح بعض الدول الصديقة التي تسعى للتقريب بين اللبنانيين، وخصوصاً السعودية وإيران ومصر».
من جهته، نوّه قباني بدور الحريري «الوطني والإيجابي في التوصل الى حلول تضمن استقرار البلد وإقرار المحكمة الدولية واستئناف مسيرة الوفاء الوطنية للرئيس الشهيد رفيق الحريري».
وأجرى الحريري اتصالاً هاتفياً برئيس الهيئة التنفيذية لـ«القوات اللبنانية» سمير جعجع، حيث عرض له لنتائج اللقاءات التي أجراها في الخارج وآخر التطورات في إطار التنسيق والتشاور بين قوى الموالاة.
(الأخبار، وطنية)