سعد الله الخوري: لا صلاحية لمجلس الوزراء بتأليف الوفد إلى القمة العربية
أرجأ مجلس الوزراء الى الثلاثاء المقبل الجلسة التي كان مقرراً أن يعقدها، اليوم، برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، وعلى جدول أعماله بندان أساسيان، هما تأليف وفد لبنان الى القمة العربية والاجتماعات المصاحبة لها في الرياض، ومناقشة كتابي رئاسة الجمهورية، في 22 و28 شباط الفائتين، المتعلقين بتأكيد رئيس الجمهورية إميل لحود اعتبار قرارات مجلس الوزراء التي اتخذت بتاريخ 20 شباط الفائت، والمبلغة الى رئاسة الجمهورية في 22 و27 شباط الفائتين «باطلة بطلاناً مطلقاً».
وقبل ارجاء الجلسة، أبلغت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية الأمانة العامة لمجلس الوزراء أن لحّود يرى دعوة السنيورة إلى عقد الجلسة «غير دستورية. وبالتالي، فإن المداولات والقرارات والإجراءات المتخذة نتيجة هذا الاجتماع باطلة لصدورها عن هيئة فقدت، ابتداءً من تاريخ 11/11/2006، مقومات السلطة وأية أهلية دستورية لممارسة السلطة الإجرائية».
واستندت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية الى أحكام الدستور، لا سيما منها مقدمة الدستور والمواد (49) و(53) و(56) و(64) و(65) و(95) منه، إضافة الى الكتاب الموجّه إليها من الأمانة العامة لمجلس الوزراء بتاريخ 9/3/2007، لتجدّد تأكيد لحود على أنه «أصبح في حلّ تام من أية مهل أو أصول أو إجراءات يلزمه الدستور بها في معرض تعامله مع مقررات صادرة عن سلطة فيما لو كانت متمتعة بالشرعية الدستورية والميثاقية وقائمة بصورة صحيحة».
وإزاء هذا الواقع، أشار رئيس مجلس شورى الدولة السابق القاضي الدكتور يوسف سعد الله الخوري، في حديث الى «الأخبار»، الى أنه «لا وجود لنصّ دستوري صريح يولي مجلس الوزراء صلاحية تأليف وفد لبنان الى القمّة العربية، التي هي صلاحية ذات بعد وطني جامع، بمعزل عن موافقة رئيس الجمهورية»، إذ إن كل ما يتعلّق بتمثيل لبنان في الأندية الدولية، على اختلافها، رهن بموافقة لحود «المخوّل بتلقّي الدعوات التي توجّه الى لبنان، وهو من يقبل اعتماد السفراء الذين يمثّلون لبنان في الخارج. وبالتالي، فإنه هو من يأخذ المبادرة».
وعملاً بمبادئ القانون العام، أشار الخوري الى أن رئيس البلاد هو «رأس الدولة ورمز وحدة الوطن. وبالتالي، فإنه هو من يمثل الأمة أمام الدول الأخرى»، مؤكداً أن تفرّد مجلس الوزراء بتأليف الوفد «سيكون بمثابة ترجمة للانقسام الحاصل في لبنان، إضافة الى كونه مخالفاً لأحكام الدستور، نصّاً وروحاً، وتعطيلاً لصلاحيات رئيس الجمهورية، وأتمنى أن لا يتمّ ذلك».
وفي إطار آخر، استقبل لحود، أمس، على التوالي كلاًّ من: بطريرك السريان الكاثوليك مار أغناطيوس بطرس الثامن عبد الأحد، يرافقه المعاون البطريركي المطران أنطوان بيلوني والنائب البطريركي المونسنيور جورج مصري، سفير نيجيريا عبد الكبير علي السيوتي لمناسبة انتهاء مهماته في لبنان، ومنحه وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط أكبر، المفتي الشيخ عبد الأمير شمس الدين على رأس وفد، السفير جهاد مرتضى مع وفد من العائلة، رئيس «جبهة الشعب اللبناني» جوزف حداد، وقنصل لبنان الفخري في فنزويلا فادي كلاب.
وتلقّى برقية جوابية من الرئيس السوري بشار الأسد، شكره فيها على تهنئته بذكرى 8 آذار، مؤكداً «وقوف سوريا الى جانب اللبنانيين وحرصها على تعزيز أواصر الأخوّة بين البلدين».
(الأخبار)