strong>المشروع الأميركي يتراجع ومن يراهن عليه يدمّر لبنانحذّر الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله من إمكان «لجوء بعض القوى المحلية الى عرقلة الحلّ المطروح، حالياً، للأزمة السياسية القائمة في لبنان، لأن المعارضة «تنتظر، وهي ستواصل اعتصامها المفتوح وتحركاتها الشعبية»، إذا تمّت عرقلة الجهود القائمة، في ظل المساعي العربية المبذولة حيال هذا الشأن.
ورأى نصر الله، في كلمة ألقاها في «مجمّع سيد الشهداء» ــــــ حارة حريك لمناسبة ذكرى أربعين الإمام الحسين، أمس، أن «الرهان يجب أن يكون داخلياً»، وأنه «مهما تخندقت المعارضة والموالاة، فلا بدّ من الوصول الى تسوية ما، عبر الحوار»، مجدّداً تأكيده أن «المعارضة رفضت الحرب الأهلية، ويدها ممدودة دوماً للحوار والتسوية، وفق صيغة لا غالب ولا مغلوب».
وإذ أشار الى أن الزمن الذي كانت فيه إسرائيل أسطورة «انتهى»، والى أن «المشروع الأميركي يواجه المزيد من التراجع والفشل في المنطقة»، دعا نصر الله الى «عدم العودة الى تجارب الماضي، والرهانات الفاشلة»، لأن من يعيد رهانه على إسرائيل وأميركا «يدمّر ويخرّب لبنان، لأنه رهان على فاشل، ولا يصل الى أي نتيجة»، متمنياً «أن نوفّق جميعاً في العمل والتعاون على إيجاد مخرج، من أجل إنقاذ لبنان من محنته القائمة»، عبر «عدم إضاعة الفرصة والتعاون على إنجاحها، بما يؤمّن مصلحة لبنان».
وعشية مرور 100 يوم على اعتصام المعارضة الوطنية اللبنانية في وسط بيروت وعلى بدء تحرّكها الشعبي في كل لبنان، حيث «أثبتت حضورها وحجمها السياسي والشعبي، دون أن تحرق المراحل وتتجاوز الخطوط الحمر»، وجّه نصر الله تحية إلى المشاركين في الاعتصام الذين «كانوا يؤدّون واجباً وطنياً حقيقياً»، مذكّراً بأن المعارضة «طرحت أهدافاً وطنية واضحة، ولم تعلن حرباً على الفريق السياسي الآخر»، منذ انطلاق تحرّكها في 1 كانون الأول الفائت، و«لخّصت مطالبها بتأليف حكومة وحدة وطنية، وهي لم ولن ترفض مبدأ الحوار، بل تناقش في صيغه وشكله، لاعتبارات متّصلة بنتيجة وجديّة وإنتاجية هذا الحوار».
وفي إطار الأجواء المتّصلة بالوصول الى حلّ للأزمة، دعا نصر الله الى «عدم التفاؤل كثيراً، وعدم التشاؤم كثيراً»، بل الى الاعتماد على «الموضوعية والمنطق».
ومن الوضع اللبناني الذي هو «جزء من الوضع في المنطقة»، لأن «الإدارة الأميركية تنظر الى منطقتنا كحالة واحدة»، أشار نصر الله الى أن المزاج العام في العالمين العربي والإسلامي «لديه موقف سياسي وفكري من المواقف الأميركية»، مستعرضاً جملة عناوين متّصلة بهذا الشأن، ابتداءً بـ«سقوط اليافطة الكبرى الأميركية التي كانت تخادع بها عالمنا»، ومروراً بـ«فشل الحرب الأميركية ــــــ الإسرائيلية في حرب تموز 2006»، فأعلن أن «الأيام المقبلة ستكشف من ذهب الى واشنطن وطالب الأميركيين بتدمير حزب الله»، مؤكداً أن حزبه «لم يتفرّد بقرار الحرب والسلم في تموز، بل قام بحقّه الطبيعي بعملية أسر الجنديين الإسرائيليين».
وفي هذا الإطار، أشار الى أن «(رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود) أولمرت، الغريق في بحر الهزيمة، ليس جدّياً في تحرير الأسيرين الإسرائيليين»، مؤكداً أن فشل حرب تموز «فشل للمشروع الأميركي، قبل أي شيء»، ولو أن هذه الحرب نجحت «لتغيّر الكثير من المعادلات في منطقتنا».
ولفت نصر الله الى «فشل أميركا في عزل إيران وسوريا، الذي عملت عليه لسنوات»، معتبراً أن «مؤتمر بغداد سيظهر هذا الفشل»، كما أشار الى فشلها وتخبّطها السياسي والأمني في العراق «باعتراف الديموقراطيين والإدارة الأميركية وثلثي الشعب الأميركي»، مشدّداً على ضرورة «ألا تكون نظرتنا وتقويمنا للأمور العراقية من منظار طائفي، لا على صعيد السياسة ولا المقاومة. وستظهر الأيام مدى المقاومة العراقية التي تضمّ السنّة والشيعة»، علماً أن «السياسة الأميركية لا تعترف بالمقاومة، فتفترض صيغة الاستزلام لدولة إقليمية هنا ودولة إقليمية هناك».
وفي الموضوع العراقي، حذّر من خطورة المجموعات التكفيرية التي «لا تقتل الناس لأسباب سياسية، بل لأسباب تحجّرية، فتقدّم أكبر خدمة إلى المشروع الأميركي»، مطالباً بـ«عدم احتسابها على أهل السنّة، لأن هذه المجموعات تقتل وتكفّر السنّة أكثر من الشيعة، ولا تميّز بين المذهبين».
وإزاء الواقع الذي استعرضه، لفت الى أن أميركا لم يبق أمامها سوى رهانين: «المزيد من التورّط العسكري، والرهان على الفتنة السنيّة ــــــ الشيعيّة»، مثنياً على «وعي القيادات وبعض الحكومات» في هذا الصدد، و«نحن ما زلنا صامدين في مواجهة هذه المحنة، وقادرين على تخطّيها».
وإذ لفت الى وجود صراع بين مشروعين قائمين في منطقتنا: «أميركي، وتحرّري سيادي، وما سواهما تفاصيل»، وجّه انتقاداً الى «البعض المصاب بعقدة الضعف والنقص وهوان النفس، الى حدّ لا يعترف فيه بأي انتصار عربي على إسرائيل»، رغم أن المشروع الأميركي ــــــ الإسرائيلي «يواجه المزيد من التراجع والفشل».
(الأخبار)