عاد أهل ساحتَي وسط بيروت إلى الخيم التي يسكنها «الرفاق» للاحتفال معهم بمناسبة مرور مئة يوم على اعتصام المعارضة. واحتشد الآلاف في ساحة رياض الصلح قبل ساعات من موعد الاحتفال الذي استهلّ بألعاب نارية أضاءت سماء العاصمة، على وقع الأغاني الحزبية التي عادت بدورها لتملأ الفضاء بخطب الزعماء السياسيين للمعارضة. وكان لافتاً حضور وفد شعبي كبير ضم «أهالي بيروت العروبيين»، وبعد كلمة للقيادي العوني جورج حداد، أكد فيها قرب موعد الحل، تحدث عضو «تكتل التغيير والإصلاح» النائب سليم عون الذي سأل «أي رئيس حكومة في العالم لا يجرؤ على الخروج ووزراؤه من مقرهم لسؤال شعبهم عن مطالبه؟».ورأى أن حشد القوى الأمنية وإقامة الحواجز الحديد لتأمين حمايتهم الشخصية هو الذي عطّل الوسط التجاري وشطر العاصمة. وجدد عون التذكير بماضي «الفريق المتسلط» الذي «يريد أن يخطف في زمن السلم نضالات زمن التحدي».
ثم تحدث الأمين العام لحركة النضال العربي النائب السابق فيصل الداود الذي ذكّر بمسلّمات المعارضة، قبل أن يتوجه القيادي في حزب التحرير العربي خلدون الشريف بكلمة حماسية إلى جمهور المعارضة، دعاهم في نهايتها إلى عدم التصديق بأن ثمة لبنانياً واحداً لا يؤيد ضمناً ما تطرحه المعارضة. بدوره، سأل رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي عمر غندور «عن حيلة المعتصمين أمام قطع الموالاة لكل الطرق المؤدية إلى الحلول».
واختتم الاحتفال بكلمة لعضو المجلس السياسي في «حزب الله» حسن حدرج الذي أوضح «أن الذين كانوا يعدّون أيام الاعتصام، مراهنين على السأم واليأس، لم يحصدوا إلا الخيبة والانكسار. وأثبت الشعب وفاءه وأصالته من خلال احتضانه للمعارضة وتمسكه بمطالبها، فلم يتراجع ولم تضعف عزيمته». وأكد الإصرار على المضي في المعركة حتى النهاية. ونقل شكر قيادة حزب الله وتقديرها لموقف جمهور المعارضة. وأكد أن «الحوار الذي بدا قبل أيام بين الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري يشكل فرصة حقيقية في البحث عن تسوية في الأزمة».
(الأخبار)