شكّل حوار عين التينة بين الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري محور التصريحات التي أجمعت على أهميته، الا انها تباينت في تقديرها للنتائج المرجوة منه. وفيما غلب التفاؤل على مواقف قوى المعارضة، طبع التشكيك رؤية قوى الموالاة الى هذا الحوار.ورأى وزير الصحة المستقيل محمد جواد خليفة، في حديث إذاعي «أن الوضع خطير ومعقد جداً، لكن هناك إشارات إيجابية تدعو الى التفاؤل». وقال إن «هناك اتفاقاً على المبادئ العامة سواء في موضوع المحكمة أو تأليف حكومة وحدة وطنية».
ورأى عضو كتلة التحرير والتنمية النائب أنور الخليل أن حوار بري والحريري «حدث مهم وخطوة شجاعة». وأضاف: «لكن يظهر من البيان المشترك الذي صدر عن اجتماع عين التينة الأول بأن التعقيدات لم تجد طريقها إلى الحلول المنشودة»، لافتاً إلى «وجود إرادة ثابتة لاستكمال البحث».
وقال عضو كتلة التحرير والتنمية النائب علي خريس، في احتفال تأبيني، «إننا اليوم أكثر تفاؤلاً من أي وقت مضى».
وأكد عضو شورى «حزب الله» الشيخ محمد يزبك في احتفال في محافظة الرقة السورية «أن المعارضة اللبنانية لا تزال تتعاطى بمنتهى الحكمة والإيجابية بعد دخول الاعتصام في ساحتي رياض الصلح والشهداء شهره الرابع». وأمل أن يسفر لقاء بري ــ الحريري عن «حل للمشكلة اللبنانية والتقاء اللبنانيين».
وأشار عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب ابراهيم كنعان إلى أن «كل تواصل يؤدي إلى تقدم في عملية الوصول إلى تسوية مفيد جداً (...) ولا يمكن الخروج من الأزمة إلا من خلال تسوية لبنانية ــ لبنانية»، متمنياً «أن تتوسع هذه الاتصالات وتتقدم على المواضيع الأساسية من المحكمة إلى الحكومة وقانون الانتخاب». ورأى أن الانتقادات لصيغة 19+11 «للاستهلاك المحلي»، معتبراً أن «الكلام عن 19+10+1 هرطقة دستورية وسياسية».
وأعرب النائب مروان فارس عن اعتقاده بأن «الحل في لبنان سيكون برعاية عربية، وأعتقد أن دعوات ستوجه الى قادة المعارضة والموالاة لزيارة المملكة العربية السعودية للخروج باتفاق يشبه اتفاق مكة» بين الفلسطينيين. ورجّح أن النائب سعد الحريري «يذهب في اتجاه تأليف حكومة، ومن هذا المنطلق هناك انعكاسات كبيرة على تحالف 14 شباط ستظهر سريعاً في الفترة المقبلة».
ورأى رئيس «الكتلة الشعبية» النائب الياس سكاف، في بيان، أن تواصل الحوار بين رئيس مجلس النواب ورئيس تيار «المستقبل» يمثل «خطوة في الاتجاه الصحيح». وتمنى أن «تواكب الجهود العربية ــ العربية والعربية ــ الإقليمية ــ الدولية هذا الحوار إيجاباً للعودة بمنطقة الشرق الأوسط إلى مناخ التضامن والتعاون السياسي بما يساعد على قاعدة: لا غالب ولا مغلوب.
وقال رئيس حزب «الاتحاد» الوزير السابق عبد الرحيم مراد إثر استقباله رئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير السابق وئام وهاب، إن «النية الطيبة موجودة لدى الرئيس بري وهو يسعى للوصول إلى بعض القواسم المشتركة قبل القمة العربية، ولكن للأسف الفريق الآخر ما زال على إصراره من التعنت، ويرفض أي مبادرة جدية للحلول بسبب التناقضات داخل صفوفه، وربما نتيجة ارتباطاته بالمشروع الأميركي الغربي».
من جهته، رأى وهاب أن «لا مبرر لكل هذا التفاؤل، لأن الفريق الآخر لا يملك حتى الآن قراراً شجاعاً بملاقاتنا الى منتصف الطريق». وتابع: «الأميركيون ربطوا لبنان نهائياً بوضع المنطقة، ولن يعطوا شيئاً في لبنان قبل أن يأخذوا في المنطقة».
واعتبر رئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن أن محادثات بري ــ الحريري «تجري على إيقاع الثقة بين الطرفين، وإن اقتصر الأمر على طائفتين»، آملاً «أن تكون المشاركة المسيحية فاعلة في هذه المحادثات». واعتبرً أن لبنان «مقبل على أسوأ مصير ما لم يتجرد المسؤولون من مصالحهم الشخصية».
وعلى المقلب الآخر، رأى وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية جان أوغاسابيان أن تواصل اللقاءات بين بري والحريري «مؤشر جدي إلى قرب التوصل إلى تسوية، علماً أن الموضوع لا يخلو من صعوبات». وشدد على أن «النائب الحريري يحظى بدعم كامل من قوى 14 آذار خلافاً لما تحاول المعارضة الإيحاء به». وشدد على «ضرورة أن يأتي الحل ضمن سلة متكاملة، على أن تكون المحكمة الدولية أساس التسوية، وعلى أن يتم حل موضوع الحكومة على أساس لا غالب ولا مغلوب».
ورأى عضو كتلة «المستقبل» النائب عاطف مجدلاني أن لقاءات عين التينة «جدية تبحث في العمق الحلول للأزمة». وأكد أن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة «ينظر بجدية إلى الحوار القائم، لكنه يريد أن يكون واقعياً وموضوعياً، لأن الجدية هي ما يسمح لنا بالتقدم على طريق الحل دون الإفراط بالتفاؤل أو التشاؤم». وشدد على أنه «لا تمكن الموافقة على الثلث المعطل، لأن هذه الصيغة هدفها الاستئثار بالسلطة».
من جهته، النائب سمير فرنجية، شكّ في حديث إذاعي في ما نشره بعض الصحف عن أن هناك صيغة سحرية بدأت تظهر، معتبراً هذا الكلام «سابقاً لأوانه»، مشيراً الى «أن معاودة الحوار أمر إيجابي، لكن مسألة قبول سوريا بإنشاء المحكمة الدولية لم يحسم بعد». ورأى «أن هناك جهوداً تبذل للوصول الى القمة العربية في جو مريح، لكنْ هناك قرار لم تتخذه القيادة السورية بالقبول بمسألة المحكمة، وبالتالي فإن حكومة الوحدة الوطنية، كما يعرضها «حزب الله» تكرار لتجارب جرى اختبارها أثناء الحرب وتبدأ بالكلام تحت عنوان الوحدة الوطنية واقتسام السلطة وتنتهي بانقسامها أو الغائها». ورأى أن ما جرى في لقاءي بري ــ الحريري «هو عرض وبحث للأمور الخلافية، لكن العقدة لا تزال هي المحكمة».
ووصف عضو اللقاء الديموقراطي النائب أكرم شهيب لقاء عين التينة بـ«الجيد» الذي يصب في عملية بدء الحوار، لكنه ينطلق من منطلقين مختلفين، فريق 14 آذار يتحدث بمنطق لا غالب ولا مغلوب، وفريق 8 آذار يتحدث بمنطق الغالب، لافتاً الى أن «هناك صعوبة في الوصول الى حل قريب لأن الأمور لم تنضج بعد». وأمل «أن تكون قوى 8 آذار قد أعطت الرئيس بري تفويض التحدث باسمها وألا تنقلب عليه».
ورأى النائب السابق نسيب لحود أن لقاءات بري -الحريري «انطلاقة جيدة نحو الحوار الموضوعي، يجب استكمالها بإنهاء الاعتصام فوراً واستئناف المجلس النيابي لعمله». وأضاف بعد ترؤسه اجتماع اللجنة التنفيذية لـ«حركة التجدد الديموقراطي» أن «عودة التواصل المباشر بين قوى الاغلبية والمعارضة (...) يعيد الاعتبار الى الحياة السياسية والى الحوار والنقاش الموضوعي بديلاً عن أساليب التهديد والتخوين والإملاء التي سادت خلال الأشهر الماضية».
(أخبار لبنان، وطنية)