strong>بسام القنطار
أكد التقرير العالمي الذي أصدرته أمس منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) بعنوان «حالة الغابات في العالم لعام 2007» أن عدداً من الأقاليم في العالم يشهد حالياً تحولات في ظاهرة إزالة الغابات القائمة منذ قرون، حيث أخذت الآن تزداد مساحة الأراضي الحرجية.
وشدد التقرير الذي يأتي صدوره مع بدء اجتماعات الدورة الثامنة عشرة للجنة الغابات التابعة للمنظمة في العاصمة الايطالية روما، على الآثار الإيجابية للازدهار الاقتصادي والإدارة الحرجية الدقيقة في إنقاذ الغابات، مشيراً إلى أن أكثر من 110 بلدان قد وضعت لها برامج قطرية خاصة بالغابات.
وتبلغ مساحة الغطاء الحرجي في العالم أقل من أربعة مليارات هكتار تغطي نحو 30 في المئة من مساحة الأراضي في العالم . فقد خسر العالم 3 في المائة من إجمالي المساحات الحرجية في الفترة بين عام 1990 وعام 2005، وهذا يعني أن معدل تناقص المساحات الحرجية يبلغ بحدود 0,2 في المئة حسب البيانات الخاصة بالمنظمةوذكر التقرير، أنه في الفترة 2000ــــــ 2005، شهد 57 بلداً زيادة في رقعة المساحات الحرجية ، فيما شهد 83 بلداً عكس ذلك. ويبقى معدل فقدان الغابات بمقدار 7,3 ملايين هكتار سنوياً أو بمقدار 20 ألف هكتار يومياً، أي ما يساوي مرتين مساحة العاصمة الفرنسية، باريس.
ويعدّ لبنان من البلدان المنكوبة على مستوى حرائق الغابات في عام 2006، ولقد بلغ إجمالي المساحة الحرجية المنكوبة في لبنان 3460 هكتاراً (2122 هكتاراً قبل حرب تموز وبعدها و 1338 هكتاراً احترقت خلال الحرب)، وبذلك تكون نسبة الحرائق التي ضربت لبنان قد بلغت ضعفي المعدل السنوي تقريباً (1200 هكتار) ونكون قد خسرنا 1.40 بالمئة من إجمالي المساحة الخضراء (247754 هكتاراً).
وغابات لبنان من أهم المصادر الطبيعية غنىً وتنوعاً على كل المستويات الإيكولوجية والبيولوجية، ويقدّر تقرير منظمة الأغذية والزراعة استهلاك لبنان السنوي لحطب الوقود بنحو 82 هكتاراً.
وفي 10 بلدان يوجد80 في المائة من الغابات الأولية في العالم. ومن بين هذه البلدان إندونيسيا والمكسيك وبابوا غينيا الجديدة والبرازيل التي شهدت أعلى المستويات من حيث خسائر الغابات في غضون السنوات الخمس بين عام 2000 وعام 2005.
ويبين التقرير أن لبنان هو البلد العربي الوحيد العضو في لجنة الشراكة العالمية بشأن إعادة تشجير الغابات. إلا أن هذه العضوية لم تنعكس مباشرة على نوعية مشاريع التحريج التي تنفذها وزارة البيئة. إذ تبقى الأشجار الجديدة معزولة عن إجراءات حمايتها، ولا تضع الوزارة مواجهة الحرائق في صلب برامجها لزيادة الغطاء الحرجي. ويمكن القول إن مشاريع التحريج التي نفذتها الوزارة على مدى الأعوام الماضية قد قضي عليها عام 2006. وعموماً خسر لبنان أكثر من 35% من غاباته خلال الأربعين عاماً الماضية، الأمر الذي أدى إلى انخفاض مساحة الغطاء الأخضر من 12% عام 1973 إلى 7% من مساحة لبنان عام 2006 في ظل غياب خطة وطنية شاملة.
وعلى صعيد آخر، تتزايد ظاهرة قطع الأشجار بطريقة غير مشروعة في بعض البلدان، وقد تزيد حرائق الغابات من شدة قساوة الجو إذا ما استمرت حرارة الجو بالارتفاع.
ويذكر التقرير أن أفريقيا وأميركا اللاتينية والبحر الكاريبي تتميز حالياً بأعلى المستويات من حيث خسائر الغابات. وفي أفريقيا نحو 16 في المائة من إجمالي المساحات الحرجية، حيث فقدت أكثر من 9 في المئة من غاباتها في الفترة 1999ــــــ2005، أما أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي التي تؤلف فيها المساحات الحرجية أكثر من 47 في المئة من غابات العالم، فقد شهدت زيادة في المعدل السنوي لفقدان الغابات في الفترة 2000ــــــ2005 راوحت بين 0,46 في المئة و0,51 في المئة، فيما أوروبا وأميركا الشمالية قد أظهرت زيادة في رقعة المساحات الحرجية في الفترة المشار إليها.
ويُظهر جدول حرائق الغابات خلال عام 2006 (راجع «الأخبار» تاريخ ١٥ كانون الأول 2006) الذي أعده الجيش اللبناني، أن النسبة الأعلى للحرائق في لبنان تحصل خلال شهري أيلول وتشرين الأول. ولقد أظهرت إحصاءات للعديد من الجمعيات الأهلية أن 5% من حرائق الغابات تعود إلى عوامل طبيعية (صواعق، ارتفاع حرارة، إلخ). بينما الـ 95% الباقية هي من فعل الإنسان.
ويفيد تقرير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) بأن الحرائق الموسمية في العديد من البلدان قد أضحت أشد قسوة إذ لا تتوفر معلومات كافية عما إذا كان إجمالي المنطقة المحترقة أو عدد حرائق الغابات في تزايد عالمياً. لكن 80 إلى 99 في المائة من حرائق الغابات ناجمة عن فعل الإنسان.
لمزيد من المعلومات عن التقرير:
http://www.fao.org/docrep/009/a0773e/a0773e00.htm