اتهم رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع، من وصفهم بـ«قوى التفرد والفرض وغير اللبنانيين وبعض المتاجرين المرتزقين»، بأنهم «يحاولون بكل قواهم تأخير مسيرة ثورة الأرز وإيقافها، في محاولة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، تارة بحجة مواجهة اسرائيل، وطوراً بحجة المشاركة والوحدة الوطنية، هذه الوحدة التي، ولعقود خلت، داسوها بأقدامهم وأقدام غيرهم حتى الموت من دون أن يرف لهم جفن أو يستيقظ لهم ضمير».وقال جعجع في كلمة وجهها الى الشعب اللبناني عشية ذكرى مهرجان «14 آذار»: «يريد البعض أن يسوقنا جميعاً بالجملة تبعاً لمفاهيمه ونظرته للأمور، من دون أي احترام لمشاعرنا أو لحرياتنا. وما استمرار احتلال ساحات الوسط التجاري منذ أكثر من مئة يوم، وما محاولة إرغامنا على البقاء في منازلنا في 23 كانون الثاني الماضي، وما التهويل كل يوم بخطوة إكراهية جديدة، إلا خير وأوضح وأبلغ دليل على ذلك».
وخاطب جمهور 14 آذار بالقول: «أعرف تماماً كم أنتم تتوقون إلى حياة طبيعية مستقرة هانئة بحثاً عن لقمة العيش الكريم ومجتمع آمن، مستقر، مزدهر، متطور، ونام يضج بالحياة والحيوية، ويتخطى ذاته نحو الأفضل، فالأفضل إلى ما لا نهاية (...) لكن وللأسف، هناك في الداخل من لا يعرف ذلك بعد، وهو يريد إرغامنا في اتجاه آخر مختلف تماماً. وهنالك في الخارج من يعرف ذلك لكنه لا يريده جملة وتفصيلاً، لأنه لم ولا يعترف بنا لحظة واحدة شعباً حراً مستقلاً له الحق بموقعه الخاص المستقل في هذا العالم وفي التاريخ».
وقال: «يخطىء من يعتقد بأن الأزمة الحالية هي أزمة وزير بالناقص أم بالزائد، أو أزمة أرقام بالمطلق، ولو أننا حاولنا مخلصين صادقين جادين تجنب الأزمة وإنهاءها من خلال طرح بعض الأرقام».
ورأى أن «للأزمة الحالية علاقة مباشرة عضوية، وبالعمق، بهوية لبنان ودوره وطبيعة مجتمعه ونظامه السياسي. فإما لبنان هو فعلاً حر وسيد ومستقل، أو مقاطعة في دولة أخرى أو أمة كبرى. وما زالت تجربة المقاطعة ماثلة في أذهاننا وقلوبنا وأجسادنا وأرواحنا. وإما لبنان هو ذو حدود واضحة محددة ومرسومة، أم هو ملعب فالت سائب مشرع، ومن دون حارس مرمى حتى. وإما لبنان هو مستقر وآمن، أو في حال مواجهة دائمة مع الشياطين جميعاً، كباراً وصغاراً. إما لبنان المحكمة والحق والعدالة، او لبنان الغابة والإجرام. إما لبنان الدولة أو لبنان الدويلات والميليشيات.إما لبنان جامعة الدول العربية، او لبنان لعبة المحاور الإقليمية. إما لبنان المواكب دائماً أبداً لركب التطور والحضارة العالميين، وإما القوقعة والانعزال والتخلف. إما لبنان نحو المستقبل أو لبنان نحو الماضي. إما لبنان الإنسان، أو لبنان الإيديولوجيات المغلقة».
وختم: «نحاول كل يوم من جديد الوصول الى حل للأزمة الحالية، وما المفاوضات التي تجري في الوقت الحاضر بين الرئيس نبيه بري والشيخ سعد الحريري إلا أفضل برهان على ذلك. لكننا لن نستسلم في أي حال من الأحوال، لن نضحي بالغالي في سبيل الرخيص، لن نضحي بالحاضر والمستقبل في سبيل رفع ضغطهم وأذيتهم عنا وعنكم . تحملنا في الماضي الكثير الكثير، وعدنا وربحنا الرهان في لحظة غير محسوبة في 14 آذار من عام 2005. هكذا، المطلوب منا اليوم أن نتحمل من جديد الكثير الكثير، لنعود ونربح الرهان من جديد، في لحظة ستكون محسوبة هذه المرة، في المستقبل، المستقبل غير البعيد إن شاء الله».
(وطنية)