4 موقوفين و3 شقق في برج حمود وقرنة شهوان وجونية وطرابلس وكرم الزيتون و3 سعوديين وتونسي اوقفوا بناء لطلب الرياض والانتربول
منذ ساعات ليل أول من أمس، والأجهزة الأمنية في بيروت كما أجهزة أمنية خارجية تتداول همساً معلومات عن اكتشاف متورطين في جريمة تفجير حافلتين في عين علق الشهر الماضي. ومنذ ساعات صباح أمس الباكر، بدأت المعلومات تتسرب الى وسائل الإعلام وبعض السياسيين. وجرى التداول بعدة روايات تعكس في جانب منها “استعراضاً سياسياً أو مهنياً” عن قصد أو عن قصد. في ما يلي تحاول “الأخبار” نقل رواية متعددة المصادر الأمنية حول خلفية ما أعلن عنه أمس:
“بناءً على التعليمات المتكررة بوجوب التشدد في مراقبة الداخلين والخارجين من لبنان على أثر كل حادث إرهابي، أوقف رجال الأمن العام عند نقطة العبودية الحدودية مع سوريا سيارة أجرة سورية كان بداخلها شخصان واحد سعودي والآخر سوري. وبعد التدقيق في الأوراق الثبوتية تبين أن السعودي ويدعى عبد الله محمد احمد بنشي مطلوب من الانتربول ومن السلطات السعودية كما كان الملحق الأمني في السفارة الأميركية في بيروت قد طلب توقيفه وشخصاً آخر يدعى عبد الرحمن عزيز (له بقية للهوية) بتهمة الانتماء الى تنظيم القاعدة. وعند مراجعة أغراضه تم توقيف السوري الذي كان برفقته ويدعى هاني بدر السنكري. ونفى الاثنان معرفتهما بعضهما ببعض.
ولما جرى تفتيش حاجيات الرجلين تبيّن ان السوري كان بحوزته منظار ليلي متطور يصلح للاستخدام في بندقية حربية. كما كان يحمل بطاقات هوية من جنسيات فلسطينية وسورية ولبنانية و4 هواتف خلوية. ومن ثم جرى إخضاعهما للفحص الجنائي، فتبين وجود آثار متفجرات على ثياب السوري وآثار مخدرات على ثياب السعودي.
ومع ان التحقيقات الأولية أظهرت نفي الشخصين أنهما على صلة مسبقة، فإن مراجعة هواتفهما الخلوية بيّنت وجود رقم كان الاثنان قد اتصلا به. ثم جرى الاستماع الى افادة السائق السوري في وقت لاحق الذي قال انه نقلهما من المكان نفسه وإنهما حجزا السيارة لهما فقط وإنهما كان يتحادثان عن معرفة طوال الوقت. وما لبث الاثنان أن أقرا بوجود علاقة بينهما، وأن السوري كان يحاول مساعدة السعودي على الخروج من لبنان بسبب انه اختلف مع مسؤولين في حركة فتح الإسلام. ثم تبين أن السعودي كان قد دخل الى لبنان أول مرة في 10/1/2007 وأقام في شقة في شارع الحمرا في بيروت قبل أن ينتقل للسكن في طرابلس. وهو لم يكن يعرف أين يقيم بالتحديد. ولما نقل بواسطة دورية للأمن العام الى المدينة حاول ايضاً التهرب وجعل الدورية تدور به مرات عدة قبل ان يعود ويدل على مكان إقامته. أما السوري فهو دخل لبنان أول مرة قبل تسعة شهور. وكان يقيم لدى صديق له يدعى محمد منصور في مخيم عين الحلوة. وقال انه تعرف عليه بواسطة مواطن سوري من مدينة اللاذقية يقوم بأعمال التهريب. وأفاده أن منصور سوف يساعده في الحصول على وثائق مزورة وأسلحة، وأنه تلقى منه هويات مزورة وأنه باعه أيضاً المنظار الليلي الذي عثر عليه معه.
وفي وقت لاحق طلبت النيابة العامة التمييزية من الامن العام تسلميها الموقوفين قبل ان يُنقلا الى فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي، التي أفادت مصادر مطلعة على عملها في هذا التحقيق انه تم توقيف آخرين من جانب الامن العام، وان سورياً يدعى مصطفى سيو وسعودياً يدعى محمد صالح السالم (لم يجر التأكد مما اذا كانا هما اللذين أوقفهما الأمن العام بعد ساعات على انفجار عين علق) وترافق ذلك بحسب المصادر الأمنية مع صدور تعميم عن فرع المعلومات لجمع تفاصيل عن نشاط قام به «بعض الأشخاص الأصوليين بهدف تأليف تنظيم إرهابي» وبعلاقة بعض الأشخاص بتنظيم «القاعدة». وتردّدت معلومات عن علاقة تربط بين الموقوفين ومنظمة «فتح الإسلام» الفلسطينية الأصولية في مخيمات اللجوء في الشمال، قبل الكشف عن توقيف ثلاثة اشخاص سعوديين إضافة الى شخص من التابعية التونسية في أحد المعابر الحدودية اللبنانية.
لكن عمليات التوقيف هذه لم تكن ذات صلة مباشرة بعملية عين علق. وبحسب المصادر الامنية الرسمية فإنه تبيّن في وقت لاحق ان بعض هؤلاء كانوا على صلة بهذه العملية، وأوقف اربعة مواطنين سوريين في مناطق المتن الشمالي وطرابلس والحمرا وجونية، كانوا على صلة مباشرة في ما بينهم، وكانوا يستخدمون ثلاث شقق واحدة في قرنة شهوان وثانية في برج حمود وثالثة في كرم الزيتون في الأشرفية حيث عثر على كمية من المتفجرات وكرات حديدية كالتي استخدمت في التفجير الإرهابي. وأقر أحد هؤلاء الأربعة بأنه كان احد اللذين وضعا العبوة في إحدى الحافلتين أما الآخر فقد فر. وحسب المصادر فإن التحقيقات معهم تناولت كل علاقاتهم في لبنان وخارجه، وأنهم أقروا بأنهم يتبعون لقائد فتح ــ الإسلام شاكر العبسي الموجود في أحد مخيمات الشمال، وأنه هو من أعطى الأوامر شخصياً بتنفيذ الهجوم وأنهم كانوا يستعدون لزرع عبوة في صندوق خلفي لدراجة نارية كان مقرراً تركها قرب بيت الكتائب في منطقة الصيفي يوم احتفال 14 شباط الماضي، وأن التعليمات التي أُعطيت لهم ركزت على العمل في مناطق ذات بعد طائفي معين وفي قرى ذات بعد سياسي أيضاً. وقد أشرف العبسي على عملهم وبعد تنفيذ الهجوم في عين علق توجه كل منهم بمفرده وبطريقته الخاصّة الى الشمال لملاقاة العبسي نفسه. وان الأربعة لديهم خبرة في صناعة المتفجرات وتحضيرها للعمل. وقد أقروا بأنهم هم من أعدوا العبوتين. وحسب المصادر نفسها فإن الموقوفين لم تظهر عليهم أي إشارات تديّن وأنهم ليسوا على صلة لا بتنظيم “القاعدة” ولا بأي حركة إسلامية، وأنهم أقرب الى فتح الانتفاضة وعلى صلة بأحد قادتها ابو خالد العملة.
وبرغم التسريبات الكثيرة التي أطلقت في شأن مهمات اضافية لهؤلاء فإن المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي قال لـ«الأخبار»: ما لدينا من تحقيقات لا يتضمن نية لاغتيال 36 شخصية لبنانية على الأراضي اللبنانية ولا على مستوى الاعتداءات على القوات الدولية في الجنوب».
(الأخبار)


كيف وقعت الجريمة؟



تعرّض المواطنون في منطقة المتن صباح يوم 13 شباط الماضي لانفجارين، فصلت بينهما مدة زمنية تقل عن عشر دقائق، ومسافة لا تزيد على 80 متراً. وقع التفجيران في حافلتين لنقل الركاب تعملان على خط بتغرين ــــــ الدورة. تسع الحافلة الأولى 32 راكباً، وهي من نوع «ميتسوبيشي»، أما الثانية فهي من نوع «كيا» وتسع 25 راكباً. حوالى الساعة 8:45 دقيقة من صباح يوم 13 شباط وقع انفجار في حافلة الـ«ميتسوبيشي» أدى الى استشهاد أحد الركاب وسقوط عدد من الجرحى، وتضررت الحافلة تضرراً شديداً، وانفتح سقفها ودمرت من الداخل. ازدحم السير في المنطقة. وبعد حوالى سبع دقائق، وصلت الحافلة الثانية (من نوع «كيا»).
وفي هذه الأثناء دوى انفجار ثان، هذه المرّة في حافلة (كيا)، وكان أثره أعنف من الانفجار الأول، إذ أدى إلى استشهاد مواطنين اثنين وإصابة عدد أكبر من الجرحى، وطار كامل سقف الحافلة الثانية ودمرت تدميراً كاملاً. كما تضرر عدد من السيارات التي صودف مرورها في المكان، منها سيارة BMW بيضاء اللون كانت قريبة جداً من الحافلة وكانت أضرارها جسيمة. وشوهد أحد ضحايا التفجير بين الحافلة والسيارة المذكورة، وكان لا يزال حياً، مصاباً بجروح بالغة جداً.

الحصيلة: 3 شهداء و23 جريحاً



بلغت حصيلة الإصابات نتيجة انفجار حافلتين 3 شهداء و23 جريحاً، توزعوا على مستشفيات: بحنس، سرحال وسيدة لبنان. وقد نقل إلى مستشفى بحنس شهيدان، هما: لوريس الجميل (35 عاماً) التي كانت ذاهبة لزيارة والدتها وعائلتها، وابراهيم فلاح (35 عاماً)، من التابعية السورية والذي نقل جثمانه الى مستشفى بعبدا الحكومي بعد سماح مخفر بكفيا بذلك، و13 جريحاً: وهيب المر، فرنسوا مكرزل، راغدة أبو حيدر، إلسي صياح، لور معلوف، ماري صليبا، نجلا أبو حيدر، إنتصار واكيم، نمرة الحسيني، نعمت صليبا، إليز المر، بريجيت المر وروني فرنسيس. كما أفاد المستشفى أن معظم الإصابات كانت في البطن والرجلين، ما تسبب ببعص حالات البتر. من جهة أخرى، نقل إلى مستشفى سرحال عشرة مصابين، بينهم الشهيد ميشال فؤاد العطار (19 عاماً) الذي كان متوجهاً الى كلية إدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية لتحصيل العلم، والجرحى: منية شدياق، شادي صليبا، ألان خوري، ليلى الجميل، نضال الأشقر المعروفة باسم تقلا، هلا مظلوم، حنة أبو أنطون، بسام صليبا ونيكول زقليط. كما أفاد مدير المستشفى أن هناك بعض الإصابات الحرجة، وتتطلب تدخلاً سريعاً. أما المواطن ميشال أنطوان الحاج بطرس الذي أصيب بجروح طفيفة، فقد نقل إلى مستشفى سيدة لبنان وغادرها بعد المعالجة.