strong>«المقاومة تعطّل أرزاق الناس... ولقاءات بري والحريري مهمة كثيراً وليعقدا 60 اجتماعاً»
أكد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أن الحوارات التي تتم بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري مهمة كثيراً «وليعقدوا 60 اجتماعاً أيضاً»، مكرراً أن الاعتصامات لن تؤدي إلى نتيجة «وسنصمد (...) ولسنا وحيدين».
كلام السنيورة جاء خلال استقباله في السرايا أمس وفداً من تجمع أصحاب المؤسسات في الوسط التجاري والعاملين فيها بحضور وزير السياحة جو سركيس ووزير الاقتصاد سامي حداد ونقيب أصحاب المؤسسات السياحية بيار الأشقر.
وكرر رئيس الحكومة الحديث عن الخسائر الاقتصادية جراء حرب تموز وقال: «إن شهري أيلول وتشرين الأول كانا يبشران في إمكان العودة ربما إلى تقليص الانخفاض الذي كان مرتقباً في الاقتصاد، وجاءت الأشهر اللاحقة لتزيل هذا الاعتقاد وتعيدنا إلى الانخفاض».
وتطرق إلى الوضع السياسي، لافتاً إلى أن «اللبنانيين في زمن الاجتياح الإسرائيلي كانوا موحدين، ومجمعين على محاربة إسرائيل، فإذا بنا، بعد أن سكت صوت المدفع، وبدلاً من أن نبني على وحدتنا، وعلى ذلك التعاطف الكبير الذي حصلنا عليه من أشقائنا، وقبل ذلك من اللبنانيين في العالم، وأيضاً من أصدقائنا في العالم، وجدنا أنفسنا، وبفعل من لم يقدّر معنى أهمية الحفاظ على الوحدة والامتناع عن جر البلاد إلى المواجهات الداخلية، نسير بشكل مستمر إلى ما أراد العدو الإسرائيلي أن يدفعنا إليه».
وقال: «لم تنجح إسرائيل بشق الصف اللبناني، وبتدمير إرادة اللبنانيين في الحرب، لكنها نجحت بالأساليب التي قام البعض بها، بأننا وجدنا أنفسنا اليوم يواجه بعضنا بعضاً، وبدلاً من أن تكون عينا المقاومة على الجنوب وعلى تحرير ما تبقى من الأرض التي ما زالت محتلة نجد أن هذه المقاومة موجودة الآن في شوارع بيروت وأزقتها، ويجد الناس أنها هي من تعطل أرزاقهم»، مشيراً إلى «أن ما يجري الآن في شوارع بيروت لا تتأثر منه بيروت فقط، ولا اقتصاد وسطها، بل الواقع أن المؤشرات الاقتصادية تشير إلى أنه خلال الشهرين الأولين من هذا العام تحقق انخفاض أضافي جديد في الناتج المحلي بمعدل 3%».
وكرر السنيورة أن هذا الاعتصام غير قانوني «لأنه يمس بحرية الآخرين (...) لن يؤدي إلى نتيجة، وإن الوسيلة لحل المشاكل في لبنان لا تكون بغلبة فريق على فريق ولا باستعمال الأساليب السلبية، بل من خلال الحوار والتعاون والانفتاح وفهم رأي الآخر وقبول الآخر والاستماع إلى هواجسه ومعالجة المشاكل بهدوء وروية، وليس بالتهديد ولا بالوعيد ولا باستعمال العنف، المباشر أو المبطن فكل هذه الأمور لن تؤدي إلى نتيجة».
ولاحظ أنه كلما اختلفنا في أمر معين نتهم الآخر بالعمالة، أو أنه عميل لدولة معينة أي كأننا نحتكر الفهم أو نحتكر الوطنية، وكأننا نحتكر النظافة» مؤكداً أن «لا أحد يعطي أحداً في البلد شهادات بالوطنية والنظافة أو بالعمالة. فلا أحد يرضى ذلك، ولا يمكن أن يستمر الأمر في هذا الطريق»، وشدد على «أننا سنصمد، وبدلاً من أن يكون الاعتصام في بيروت وسيلة لابتزازنا يجب أن يكون وسيلة للضغط عليهم» مشيراً إلى أن «هذا الاعتصام وصل إلى نهايته ولم يعد مفيداً، وهم يقولون بذلك، لكنهم يفتشون عن طريقة».
ورأى «أن الحوارات التي تتم بين الرئيس بري لكونه ممثلاً للمعارضة، والنائب الحريري، مهمة كثيراً لأنها تؤكد أن لا طريقة أخرى سوى أن نتحاور، اللذان عقدا ستة اجتماعات فليعقدا 60 اجتماعاً أيضاً، لأنه ليس هناك لدى اللبنانيين من خيار آخر سوى الجلوس مع بعضهم لإيجاد الحلول»، مؤكداً التمسك بالمبادرة العربية.
وشدد على «الحفاظ على الديموقراطية والحريات وقدرة اللبنانيين على العيش بكرامة، فلا نعود إلى ما كنا عليه، حيث يفرض علينا القرار من الخارج» لافتاً إلى «أننا الآن لسنا وحيدين، ومن الطبيعي أن هناك عطفاً علينا وتقديراً واستعداداً للمساعدة من كل اللبنانيين(...) وهناك أيضاً دعم حقيقي من أشقائنا في العالم العربي ومن أصدقائنا في العالم»، مؤكداً أنه «آن الأوان لأن ينزل لبنان عن الصليب المصلوب عليه منذ 30 سنة».
وفي موضوع الصراع العربي الإسرائيلي كرر السنيورة «اننا لا نريد أن نتخلى عن مبادئنا ولا التزاماتنا العربية، وإذا أراد العرب أن يسالموا فإن لبنان واللبنانيين آخر بلد عربي سيدخل في عملية السلام، وإذا أراد العرب الحرب فأهلاً وسهلاً ونحن على استعداد لأن نكون في الطليعة، لكن في السابق قالوا لنا أنتم بلد مساند وبقية الدول العربية هي المواجهة، انتهينا في النهاية إلى أن نكون نحن المواجهين وبقية الدول العربية ليست حتى مساندة، واللبنانيون بالتعاون مع أشقائهم العرب يريدون أن يصلوا إلى حل يضعهم على الطريق الصحيح».
وعن مقاضاة الدولة نبه إلى «أنها إذا خسرت الدعوى فستغطيها من جيوب اللبنانيين» مشيراً إلى إجراءات اتخذت «خلال هذه الفترة على صعيد المالية من تأجيل وإعفاء من الغرامات»، معلناً أنه سيصاغ الآن مشروع قانون لإعفاء المستأجرين في الوسط التجاري من الرسوم البلدية وضريبة الأملاك المبنية، وهم الأكثر تعرضاً لهذه الخسائر، لكن هذين الأمرين يحتاجان إلى قوانين، والحكومة مستعدة لأن تتبنى هذا الأمر».
وتابع: «أما بالنسبة إلى الإعفاء من بدلات الإيجار فليس في إمكان الحكومة أن تصدر قانوناً بذلك لأنه تعدٍّ على الحرية الفردية، لكننا مستعدون لأن نطلق صرخة ونداء وتمنياً شديداً إلى أصحاب العقارات في هذا الشأن».
من جهته، أكد الوزير سركيس تفهمه لأوضاع التجار وأصحاب المؤسسات في وسط بيروت وتمنى على المتضررين «أن يتكلموا بصوت هادئ ومسؤول ويقولوا لمسببي هذه الأضرار إنهم لا يستطيعون التحمل أكثر».
من جهة أخرى استقبل السنيورة المدير العام لشركة «ادميك» ميشال ابشي والمدير العام ورئيس مجلس إدارة «غاليري لافاييت» في فرنسا فيليب بوزيه، وعضو مجلس إدارة «ادميك» بشير ملص وتناول اللقاء إمكان استكمال الشركة التي بدأتها في لبنان.
(وطنية)