خلفت الأحداث والإشكالات الأمنية ـــ التي وقعت اول من امس في المنية وبر الياس جملة من ردود الفعل على خلفية الاعتداء على الوفود الرسمية والدبلوماسية والشعبية التي قدمت للمشاركة في الاحتفال الذي اقيم في الذكرى الـ29 لوقوع ابن المنية يحيى سكاف اسيراً في ايدي القوات الإسرائيلية، والاعتداء الذي طاول مركز عمر بن الخطاب لتعليم القرآن في بلدة بر الياس.ففي بر الياس، شرح رئيس المركز الشيخ احمد القطان في مؤتمر صحافي عقده في شتورا مساء أمس ملابسات الاعتداء الذي تعرض له مع الشيخ عبد الناصر الجبري وقال انه: «ليس صحيحاً ما تداولته بعض وسائل الإعلام عن وجود لقاء سياسي، بل كان احتفالاً خاصاً بمناسبة عقد قراني»، مؤكداً أن المركز «لا يتعاطى في الشؤون السياسية». وحمّل مسؤولية ما جرى لكل من «يحرض على المركز، وعلى الشيخ الجبري، وعلى القضاء أن تكون له كلمة في هذا الصدد». وأكد أن المركز سيتقدم بدعوى على كل من حرض على الاعتداء. وقال إن الأجهزة الأمنية حضرت فور وقوع الاعتداء «لكنها لم تحرك ساكناً، وربما لم تتلق الأوامر للتدخل ومنع الاعتداء، وكأنها كانت غير معنية بهذا الأمر، لكن تدخل الجيش اللبناني أوقف الاعتداء على المركز». أضاف «حضور عناصر فرع المعلومات قبل وقوع الاعتداء كان إرهاباً واستفزازاً للناس (...) ونحن لم نستدع أي عناصر أمنية إلى جوار المركز قبل الاعتداء، وهذا محط تساءل من جانبنا عن سر حضورهم».
وعقدت «هيئة ممثلي الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني» اجتماعاً استثنائياً في مبنى «الجمعية اللبنانية للأسرى والمحررين»، ضم كل الجمعيات والهيئات التي تعنى بقضية الأسرى والمعتقلين، استنكاراً «لما تعرضت له المواكب المشاركة في ذكرى الاسير سكاف وأصدر المجتمعون بياناً شجبوا فيه الأساليب اللاأخلاقية التي صدرت عن بعض الموتورين من ميليشيا السلطة الذين قطعوا الطرق ورموا الموكب بالحجارة وقذفوا الشخصيات بالسباب والشتائم». وندد المجتمعون بالتعاطي الإعلامي لبعض وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمحسوبين على الحكومة الفاقدة للشرعية بقلب الحقائق وتعمية الرأي العام، والادعاء ان المنظمين والمشاركين في الاحتفال استفزّوا أهالي المنية بإقامة المهرجان عنوة، فيما وُزعت بيانات ليلاً قبيل موعد الاحتفال من بعض خفافيش الليل من مناصري السلطة تدعو الناس وتحرضهم على تعطيل المناسبة وقطع الطرق.
بدورها، انتقدت «لجنة المتابعة لدعم قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون الإسرائيلية» ما جرى، ورأت أن «قضية الأسير سكاف والمعتقلين والمفقودين اللبنانيين في السجون الإسرائيلية هي قضية إنسانية ووطنية، ولا يجوز أن تكون نقطة خلاف بين اللبنانيين، أو جزءاً من الخلافات والتجاذبات السياسية»، بينما دعا الأمين العام للجنة المتابعة محمد صفا إلى «توحد الجميع حول هذه القضية الوطنية، وإبعادها عن كل الصراعات والخلافات السياسية».
وفي ردود الفعل، رفض «اللقاء التضامني الوطني» في المنية دعوى نائب المنطقة هاشم علم الدين ومسؤولي «تيار المستقبل» بأن «ما حصل كان عفوياً»، ومحمّلاً إيّاهم «مسؤولية ما جرى»، مسجلاً للقوى الأمنية «غيابها وتقاعسها عن تأمين أمن المشاركين في الاحتفال وسلامتهم. وصدرت مواقف مستنكرة لكل من: رئيس «تجمع الإصلاح والتقدم» خالد الداعوق، رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي، الأمين العام لـ«حركة النضال اللبناني العربي» النائب السابق فيصل الداوود، الأمين العام لـ«حركة التوحيد الإسلامي» الشيخ بلال شعبان، حزب الاتحاد، المؤتمر الشعبي اللبناني، القوى السياسية والنقابية ومؤسسات المجتمع المدني في الشمال، «لقاء الأحزاب اللبنانية» في الجنوب، «لقاء الجمعيات والشخصيات الإسلامية» في لبنان، هيئة علماء بيروت، لقاء العلماء والدعاة في المنية، إمام مسجد المنية الكبير الشيخ مصطفى ملص، ورئيس الجمعية اللبنانية لحقوق الإنسان المحامي نعمة جمعة.
(الأخبار)