strong> نادر فوز
رغم التوتر الذي يسود الأجواء الشبابية والطلابية، سمحت إدارة الجامعة الأنطونية للهيئة الطلابية بتنظيم ندوة بعنوان «هل الشباب شريك في القرار السياسي»، استضافت فيها كلاً من عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب الدكتور فريد الخازن، ومؤسس حركة «لبناننا» سامي الجميّل. بعد تقديم من الزميل غسان حجار قدّم الخازن لمحة تاريخية عن مشاركة الشباب وتأثيرهم في صنع القرار، مشيراً إلى أنّ دور هذه الشريحة تأثر خلال المراحل السابقة بالجو العام في لبنان والمنطقة. ففي المرحلة الأولى الممتدة بين الاستقلال وعام 1975، رأى الخازن «أنّ لبنان شهد «نظاماً سياسياً فاعلاً ومعارضة فاعلة»، كما كان البلد الأكثر ديموقراطيةً وحريةً بين دول الجوار». وأشار إلى أنّ «الحقبة من أواخر الستينيات حتى السبعينيات كانت حقبة ثورية وتميّزت بطموحات وحركات شبابية تسعى إلى التغيير حتى داخل تنظيماتها. كما رأى أنّ تسييس الحركات لم يمنعها من أن تحافظ على الطابع السلمي والأخلاقي لنشاطاتها، نظراً للإيديولوجيات التي حملتها.
وعن مرحلة الحرب لفت الخازن إلى أنّ الشباب انخرطوا في التنظيمات المسلّحة وقادوا الحرب، فبرزت شخصيات سياسية شبابية ترأست تنظيمات أو وصلت إلى سدّة الرئاسة.
وحول حقبة ما بعد الطائف «التي تميّزت بسيطرة سورية كاملة على البلد وأمنه»، قال الخازن إنّ كل الأجيال تساوت مع بعضها، إلا أنّ «حركات الممانعة قام بها طلاب الجامعات والمدارس»، ما سمح بعدم نسيان القضية الأساسية المتمثلة بالسيادة والاستقلال. كما قال إن «لبنان كان الدولة الوحيدة التابعة بعد انتهاء الحرب الباردة».
ورأى الخازن أنّ مرحلة انتفاضة الاستقلال كانت «الحدث الشبابي بامتياز» حيث تمّ تجاوز المشاكل الآنية. ورأى أنّ الطموح الشبابي كان يتجاوز السياسيين، ما أدى إلى خيبة أمل الشباب اللبناني اليوم «والوصول إلى حدّ الفتنة».
أما الجميّل فتوقف عند الفترة الممتدة بين عام 1997 وعام 2004 حيث تشكلت لجنة تنسيق شبابية ضمّت الأطراف المعارضة للاحتلال السوري، مشيراً إلى أنّه بعد انتفاضة الاستقلال وتحرير الشباب للبنان من السوريين، تسلمت القيادات زمام الأمور، فيما شعر الشباب بفقدان دورهم. وأكد الجميّل أهميّة طرح المشاكل في العمق والاعتراف بأنّ «النظام السياسي القائم منذ الاستقلال هو المشكلة الأساسية». ورأى أنّ ما يجري اليوم من حوارات وحلول للأزمة ليس إلا تأجيلاً لها، لافتاً إلى أنّ «النظام المركّب» يمكن اعتماده في لبنان لحين «التخلّص من الفكر الطائفي وقيام الدولة العلمانية».
وجرى حوار مع المحاضرين، تخللته بعض الحدية من جانب الطلاب، ما دعا الخازن والجميّل إلى محاولة تهدئة الأمور والمطالبة بمعالجة المسائل برويّة وتعقّل.