انتقد رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة كلام الرئيس نبيه بري في مؤتمره الصحافي وقال: «لقد تضمن كلام الرئيس نبيه بري جملة من المغالطات والتجنيات في التاريخ والوقائع والدستور».أضاف: «نتعالى على الدخول في جدالات ومواقف لا تسهم في الخروج من الأزمة. وما زلنا نتطلع رغم كل الاتهامات التي ساقها الرئيس بري إلى استكمال الحوار الذي بدأ ولطالما دعمناه وندعمه بكل قوة. وإننا لنأمل من خلال ذلك الحوار أن يتحقق ما يريده المواطنون جميعاً من سلام أهلي وعودة كل المؤسسات الدستورية بما فيها مجلس النواب إلى ممارسة دورها الطبيعي وفعاليتها المرجوة وفق الأصول وتحقق لثوابت الحوار الوطني. ويقتضي ذلك اتخاذ الخطوات الشجاعة الكفيلة بالسير في مشروع المحكمة ذات الطابع الدولي من أجل تحقيق ما تم الاتفاق عليه بالاجماع في طاولة الحوار الوطني والنقاط السبع التي اقرها مجلس الوزراءً». ورأى أن «الزمن الآن هو زمن الحوار والتوافق، وليس زمن التعطيل بحجج وذرائع ما عادت تنطلي على أحد»، مشيراً الى أن «همنا الذي يتقدم على كل شأن آخر هو وفاق اللبنانيين. فلنتقدم في اتجاه إنقاذ المواطنين والوطن مهما كلف ذلك من تضحيات، متطلعين الى مؤتمر القمة العربية القادم، آملين منه ومن المساعي السعودية الخيرة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز المساعدة على إقدار اللبنانيين على الخروج من الحال الراهنة، مقدرين لكل الاشقاء العرب وللمملكة العربية السعودية التي رعت اتفاق الطائف جهودهم البناءة».
وأشاد السفير السعودي عبد العزيز خوجة، بمضمون المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس. وقال رداً على سؤال: «ما صرح به دولة الرئيس، كلام مسؤول صادر عن رجل دولة يعرف أبعاد كل ما يقوله، ولم يعتد على أحد، ولم يوجه كلاماً قاسياً إلى أحد. كما أنه أوضح الأمور كلها ووضع النقاط على الحروف، وأكد استعداده للحوار وإيمانه بأن الحوار هو السبيل الوحيد لإنقاذ البلد».
كذلك حيا النائب محمد رعد، باسم كتلة الوفاء للمقاومة «شجاعة وحكمة الرئيس بري ودوره الوطني في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها لبنان والمنطقة»، معلناً دعم جهوده والتأكيد على قراره بمواصلة الحوار، وصولاً إلى إنهاء الأزمة». وقال إن رئيس المجلس، «رغم السهام التي يتلقاها والحملات المغرضة التي تستهدف شخصه وموقعه الدستوري، بدا في كل سلوكه السياسي المعارض رجل دولة بامتياز ومحل رهان كل اللبنانيين التواقين الى الحل الذي يحفظ الوحدة الوطنية ويوفر المناخ الصحيح لعمل كل المؤسسات الدستورية». ورأى أنه «آن الأوان ليكفّ البعض عن رهاناتهم الخاطئة ويستجيبوا لمستلزمات الوفاق الوطني الذي يشكل الضمانة الأساسية للجميع، بعيداً عن محاولات الاستقواء وإثارة عوامل الانقسام والتخريب».
رأى عضو كتلة «التغيير والإصلاح» النائب نبيل نقولا أن كلام الرئيس نبيه بري هو «تعبير عن معاناة الرجل المسؤول والحريص على وحدة هذا الوطن شعباً ومؤسسات وصرخة ضمير في وجه جميع المعرقلين للحلول الوطنية والسعودية والإيرانية». أضاف: «إنه نداء الى النائب سعد الحريري للأخذ بزمام المبادرة من جديد وصولاً للحقيقة الوطنية التي يطمح إليها جميع المخلصين في هذا البلد ألا وهي معرفة من اغتال الرئيس رفيق الحريري».
(وطنية)