دمشق - إبراهيم عوض
محسن بلال: ما زلنا ننتظر رد السبع على تساؤلاتنا حول موقوفي «عين علق»

رغم الانشغال السوري بالتحضير لانتخابات مجلس الشعب المنوي إجراؤها في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، لقي المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس مجلس النواب نبيه بري وعرض فيه بالتفصيل للمبادرات التي قام بها وكشف المعرقلين لها اهتماماً خاصاً لدى المسؤولين في دمشق.
أوساط متابعة في العاصمة السورية رأت أن كلام رئيس البرلمان اللبناني «فنّد الحقائق كما هي، ووضع حداًَ للاتهامات التي توجه ضد المعارضة لتظهرها على أنها المعطل للحلول والمبادرات. وأشار الى الجهة المخربة لمساعي الخروج من الأزمة الراهنة»,!--لاقثشن--..
ووصفت الأوساط بري بـ«الرجل الوطني الكبير والشريف والحكيم الحريص على مصلحة وطنه والعامل لإنقاذه مما يتخبط فيه». وقالت إنه «يجوهر في الأزمات ويعرف من أين تؤكل كتف الخصم». ولم تفتها الإشارة إلى أن «مديحها لبري وما جاء على لسانه من أنه «لا يتأثر بالمغنطيس السوري ولا يأخذ أوامر من أحد» لن يقنع أطرافاً عدة في 14 آذار باعتبار أن من اعتاد التزلّم والتملق لا يدرك ما تعنيه الشهامة والعنفوان والكلمة الصادقة».
من ناحيته، رأى مسؤول سوري بارز «أن التصريح المقتضب الذي أدلى به السفير السعودي عبد العزيز خوجة تعليقاً على مؤتمر بري الصحافي لا يقل أهمية عن كلام الأخير». ولفت إلى أن الرئيس بري «بقّ البحص» فعلاً، أما السفير السعودي فبدا «أن الكيل قد طفح معه بفعل تصرفات الأكثرية».
وفيما أثنى هذا المسؤول على الجهود التي يبذلها خوجة لجمع شمل اللبنانيين، ذكّر بما كانت دمشق تقوم به حين تعترض المسؤولين في لبنان مشكلة معيّنة، وكيفية مسارعتها لإيجاد الحل لها في ساعات معدودة. كما نوّه أيضاً بالدور الذي يقوم به سفير المملكة في سوريا أحمد القحطاني من أجل تعزيز العلاقات بين البلدين وخصوصاً في المرحلة التي شهدت فيها تأزّماً.
وذهبت الأوساط السورية المتابعة في تقويمها لموقف السفير خوجة المستجد الذي وافق فيه بري على أقواله، إلى حد ربطه بما تحقق من تقارب بين دمشق والرياض، وكذلك بين الرياض وطهران، ولم تستبعد أن يكون ما صدر عن خوجة مقدمة لدور سعودي أكثر فعالية وتأثير على الساحة اللبنانية، من منطلق المنحى السياسي الجديد الذي انتهجته المملكة في الآونة الأخيرة، والذي تمثّل في ثلاث محطات رئيسية على جانب كبير من الأهمية والدلالة، أولاها دعوة وفد «حزب الله» إلى الرياض، ولقاؤه الملك عبد الله بن عبد العزيز، وثانيتها رعاية الاتفاق الفلسطيني في مكة المكرمة، وثالثتها استقبال الرئيس الإيراني أحمدي نجاد. كما ذكّرت هذه الأوساط بما قاله الرئيس بشار الأسد في حديثه الى صحيفة «الجزيرة» السعودية قبل أيام عن التعاون السوري ـــ السعودي وعن أنه «في حال حصوله في قضية معينة فإن الحل يأتي. وأكبر مثال على ذلك اتفاق الطائف الذي يعد أحد الأمثلة الأخيرة والحديثة كنوع من التعاون السوري ـــ السعودي».
وعلى صعيد آخر، قال وزير الإعلام السوري الدكتور محسن بلال لـ«الأخبار» إنه «ما زال ينتظر رد وزير الداخلية اللبناني حسن السبع على التساؤلات التي وجهها إليه عبر «الأخبار» حول مسارعته إلى اتهام مجموعة «فتح الإسلام» التي جرى توقيفها في حادثة تفجير «عين علق» بالتعامل مع المخابرات السورية رغم البيان التوضيحي المسهب الذي أصدرته السلطات السورية بهذا الشأن، وكذلك التوقيت في إعلانه هذا الذي تمّ عشية زيارة الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن المشترك في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا إلى دمشق وصدور تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الحريري سيرج براميرتس». وزاد بلال على تساؤلاته السابقة ما أكده مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية في حديث إلى راديو «سوا» الأميركي قبل أيام عن وجود علاقة بين «فتح الإسلام» وتنظيم «القاعدة»، مشيراً إلى أن بعض المنتمين إلى التنظيم الأول قاتلوا القوات الأجنبية في العراق.