strong>نادر فوز
جسّد عشرات الشيوعيين على طريقتهم حالة الفوضى التي يعيشها لبنان في ظلّ الأجواء الانقسامية الحالية، عبر فرع «مسيرة كرنفال» لشباب بيروت في الحزب من السوديكو إلى المتحف. الإصرار بدا واضحاً لدى «الكرنفاليين» على ضرورة متابعة التحركات ضد الطائفية والأوضاع الاقتصادية المترديّة وديكتاتورية الاحتلال الأميركي في العراق. لافتة كتب عليها «الطائفية هي الماضي والحاضر، والعلمانية هي المستقبل»، تصدرت المشاركين وحملت صور بعض المقاتلين في الحرب الأهلية وآخرين في أحداث الثلاثاء والخميس «الأسودين»، فيما تمثّلت العلمانية بشمعة مضاءة. وقد استعان الشيوعيون «بالطناجر» و«اللوحات الفنية» في المسيرة التي انطلقت من مبنى بركات عند تقاطع السوديكو.
رفع الشيوعيون شعاراتهم المعارضة للضريبة على القيمة المضافة «18% TVA وزيادة ضرائب والحد الأدنى زيّ ما هوّي». وبرزت لافتة تقارن بين حنظلة رافعاً سيفه ـــ القلم «حربنا من أجل الحرية» وبوش ودماره «حربنا من أجل النفط». «الخط الأحمر» كان حاضراً أيضاً: «حب الإدارة الأميركية، خط أحمر»، «مستقبل أطفالنا وجيبة أهلن، خط أحمر».
ومن «اللوحات الفنية الساخرة» التي قدّمها المشاركون: «أنا علماني» لافتة رفعها أحدهم غارزاً في ظهره بعض السكاكين، بينما حملت إحدى المشاركات «أنا مع العدالة الاجتماعية» معلّقةً على ظهرها لوحة Darts. وقد جرّ أحد المشاركين ثلاثةً من زملائه المكبّلين، تعبيراً عن القضايا الثلاث المطروحة المتمثلة بالطائفية والوضع الاقتصادي وحرب العراق.
عند مفترق الناصرة، صمت الجميع وأوقفوا «قرع الطناجر»، لتتوجه المسيرة إلى مدافن الروم الكاثوليك حيث وضع المشاركون إكليلاً من الزهر على ضريح الأستاذ جوزف سماحة، «تحيةً للرأي الحرّ ولفقيد الصحافة الرفيق جوزف».
ثم أكمل الشيوعيون مسيرتهم باتجاه «المتحف» حيث كانت بانتظارهم صورة كبيرة للأستاذ جوزف سماحة. وأدّى جاد كحيل وطه سمّور بعض الأغاني الوطنية لزياد الرحباني ومارسيل خليفة على آلتي العود والغيتار، قبل أن يختتم النشاط بعرض لصور الحرب الأهلية اللبنانية على شاشة كبيرة.