strong>رئيس الجمهورية يلتقي الأسد وعباس والبشير
أعرب رئيس الجمهورية إميل لحود عن أمله في أن تتكلل القمة العربية بكل عناصر التوافق والنجاح ووحدة الكلمة والإرادة، واصفاً ما يعيشه لبنان اليوم من أزمة سياسية بأنه «مجرد سحابة صيف عابرة لن تمنعه طويلاً من التعافي واستعادة دوره». ودعا القمة إلى دعم توجهات لبنان الوطنية والقومية، مركزاً على ضرورة التمسك بحق عودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه».
مواقف الرئيس لحود جاءت في تصريح أدلى به بعيد وصوله في الرابعة بعد ظهر أمس إلى مطار الرياض على رأس الوفد الرسمي اللبناني إلى القمة العربية الذي ضم الوزير فوزي صلوخ والوزير يعقوب الصراف.
وكان في استقبال رئيس الجمهورية في مطار الرياض، نائب أمير منطقة الرياض الأمير سطام بن عبد العزيز، أمين مدينة الرياض الأمير الدكتور عبد العزيز العياف، الأمين العام لوزارة الخارجية اللبنانية السفير هشام دمشقية، السفير بسام نعماني، والقائم بأعمال سفارة لبنان في الرياض زياد عيتاني.
ونوه لحود «بسعي المملكة الدائم، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، إلى لم الشمل العربي، وتحقيق أقصى درجات التعاون والشراكة المصيرية بين أبناء الأمة العربية الواحدة»، وقال: «تنعقد القمة وسط تحديات جسيمة تواجهها المنطقة العربية بأسرها، من فلسطين التي تعاني مؤسساتها الرسمية من الحصار والمقاطعة برغم توافق قواها الرئيسية على نبذ الخلافات ضمن حكومة وحدة وطنية، إلى العراق الجريح تحت وطأة الاحتلال والاغتيالات والأعمال الإرهابية والمؤامرات التي تهدف إلى زرع الشقاق المذهبي بين أبنائه، إلى لبنان الذي تؤجج الضغوطات الخارجية أزمته السياسية»، مشيراً إلى أن «هذا المشهد المأزوم، يدعونا كقادة عرب إلى بذل كل الجهود والإمكانات من أجل رص الصف العربي، وعدم تمكين الفتن والمؤامرات من الإمعان في تشتيتنا وإضعافنا وتهميش دورنا في المنطقة والعالم».
وأكد أن لبنان «لم يعد ضعيفاً، برغم فظاعة وشراســـة الحروب التي شنتها إسرائيل عليه، وبرغم محاولاتها الدائمة مع حلفائها ذر بذور الفتنة بين أبنائه. لبنان بات قوياً، وهو مصدر قوة لأشقائه العرب في المنطقة. وكي يبقى لبنان قوياً ويتعافى اقتصاده من جديد، وتتخطى مؤسساته السياسية أزمتها الراهنة، لا بد من دعمه في توجهاته الوطنية والقومية، وخصوصاً في وجه الهجمة المبطنة التي تمارسها بعض الدول الكبرى عليه، لتحقيق مصالح إسرائيل على حسابه. والدليل الفاضح على ما أقول، هو السعي الدؤوب إلى إسقاط حق عودة الفلسطينيين إلى أرضهم وعدم توطينهم في البلدان التي لجأوا إليها، ومنها لبنان. وهذا بالطبع، إضافة إلى أنه يضر بالقضية الفلسطينية، يلحق كذلك ضرراً فادحاً في التركيبة اللبنانية».
ورأى لحود «أن ما يعيشه لبنان اليوم من أزمة سياسية، ما كان يجب أن تطول وتتعقد إلى هذا الحد، سيكون بإذن الله مجرد سحابة صيف عابرة لن تمنعه طويلاً من التعافي».
وإذ شكر «جميع الدول العربية الشقيقة التي أظهرت أقصى درجات الدعم والمساندة للبنان سياسياً واقتصادياً، منذ حرب إسرائيل الأخيرة علينا إلى اليوم»، دعا هذه الدول «إلى المزيد من المساندة والتفهم من أجل تعزيز مسيرة الوحدة الوطنية التي تشهد في هذه المرحلة مخاضاً صعباً. لكنني على يقين أن وعي الشعب اللبناني سينتصر في النهاية، مدعوماً بالجهود الحثيثة التي تبذلها الدول الشقيقة، ولا سيما جهود السعودية».
ومن المطار، توجه لحود والوفد إلى مقر إقامته في قصر المؤتمرات في الرياض، حيث رأس اجتماعاً حضره أعضاء الوفد، تم خلاله التداول في المواضيع المعروضة على القمة وموقف لبنان منها، ولا سيما الموقف العربي من ورقة التضامن مع لبنان في ضوء الملاحظات التي أبداها لحود على بعض الفقرات.
وكان لحود أبرق خلال عبور طائرته الأجواء السورية، إلى الرئيس بشار الأسد متمنياً «لسوريا ولشعبها الشقيق المزيد من التقدم والازدهار».
كما وجه لحود برقية إلى العاهل الأردني الملك عبد الله ن لدى عبور الطائرة الأجواء الأردنية، ضمّنها تحياته له وللشعب الأردني.
وزار لحود الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد في مقر إقامته في الرياض وعقد معه اجتماعاً حضره عن الجانب السوري نائب الرئيس فاروق الشرع، وعن الجانب اللبناني الوزيران صلوخ والصراف، وجرى بحث المواضيع المطروحة على القمة والأوضاع في المنطقة ولبنان. وكان الرأي متفقاً على أهمية خروج قمة الرياض بقرارات تؤكد وحدة الموقف العربي والتضامن بين الدول العربية في مواجهة التحديات الراهنة.
وبعد ذلك، عقدت خلوة بين لحود والأسد استمرت نصف ساعة، استكمل خلالها البحث في المواضيع ذات الاهتمام المشترك. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أنه «تقرر العمل على خروج القمة بموقف واحد من الوضع اللبناني الراهن يحافظ على وحدة لبنان وتضامن أبنائه ولا يؤدي إلى زيادة التباعد والخلاف بين اللبنانيين». وأكد الأسد في هذا المجال «وقوف سوريا بجانب كل ما يعزز وحدة اللبنانيين وتضامنهم وقدرتهم على مواجهة التحديات، وخصوصاً العدوان الإسرائيلي المستمر والمؤامرات التي تستهدف لبنان».
وبعد اللقاء، سئل الرئيس الأسد عن أجواء الاجتماع فأجاب: «دائما ممتازة».
ثم زار لحود يرافقه صلوخ والصراف، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في جناحه في قصر المؤتمرات في الرياض. وحضر اللقاء رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية ووزير الخارجية الفلسطيني زياد أبو عرجا والوزير صائب عريقات. وخلال اللقاء، تم التداول في المواضيع ذات الاهتمام المشترك. وأكد عباس «دعم كل المواقف والقرارات التي تتخذها الدولة اللبنانية في ما يتعلق بالأمن والاستقرار في لبنان». وأكد الجانبان أهمية تنسيق المواقف لتتمكن القمة من الخروج بنتائج إيجابية.
وبعد اللقاء، قال عباس رداً على سؤال عن مدى قبول السلطة الفلسطينية بتعديل المبادرة العربية لجهة إزالة البند المتعلق بحق العودة للفلسطينيين وفق ما تشترط إسرائيل: «هذا الأمر لم يطرح علينا، ولا نقبل بأن يتم طرحه علينا».
والتقى لحود، يرافقه الوزيران صلوخ والصراف، الرئيس السوداني عمر حسن البشير ، وجدد لحود دعوته إلى نظيره السوداني لزيارة لبنان.
(الأخبار)