عشية بدء أعمال القمة العربية التاسعة عشرة في الرياض، وجّهت أحزاب وتيارات سياسية مذكرات الى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى عرضت للأزمة اللبنانية، مناشدة المساعدة على حلها وإنقاذ لبنان في مقابل مواقف استبعدت «حدوث العجائب».ودعا مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني في افتتاح أعمال المؤتمر العام التاسع عشر للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، القادة العرب إلى «عمل عربي مشترك لإنقاذ لبنان من الأخطار التي تهدد حاضره ومستقبله وصيغته الحضارية وعيشه المشترك بين المسلمين والمسيحيين بسبب التدخلات الخارجية».
وتحدث وزير الاتصالات مروان حمادة إلى إذاعة «صوت لبنان» عن الوفدين اللبنانيين اللذين توجها الى الرياض، وقال: «وفد يحمل معه في نظري أحقاد الماضي، ووفد يحمل آمال المستقبل». وأشار الى «أن اللبنانيين لم ولن يعطوا الكلام في الجلسة العلنية تفادياً لأي سجال».
ورأى وزير العدل الدكتور شارل رزق، في حديث تلفزيوني «أن أمر المشاركة اللبنانية في القمة العربية، في الرياض، قد يكون هذه المرة أشد خطورة مما حصل في قمة الخرطوم، فالانقسام على الأرض تجلّى في انقسام الوفد إلى القمة إلى وفدين، وهذا دليل على عمق الأزمة».
ورأى النائب روبير غانم «أن القمة العربية لن تتمكن من إحداث العجائب إذا لم يقم اللبنانيون بواجباتهم تجاه بلدهم». فيما أمل الوزير السابق عبد الرحيم مراد خلال افتتاحه معرض «الكتاب الإسلامي الخامس» في مجمع كلية الدعوة الإسلامية، «أن يكون للبنان نصيب في القمة العربية المقبلة، لما فيه مصلحة اللبنانيين جميعاً، وخصوصاً أن البعض ربط مصيره بأميركا وفرنسا، وما ذلك إلا خيار خاسر».
وأسف رئيس حزب الحوار الوطني فؤاد مخزومي لأن «لبنان ممثل في القمة بوفدين منفصلين، ما يكرّس الانقسام الحاصل ويعزز صورة الدولة العاجزة عن توحيد موقفها»، ودعا رئيس الحكومة فؤاد السنيورة إلى أن «يغتنم فرصة مشاركته في القمة لتأكيد رفض توطين الفلسطينيين في لبنان تحديداً».
وأكد رئيس حزب التضامن إميل رحمة، بعد لقائه أمس المرجع السيد محمد حسين فضل الله، أن رئيس الجمهورية ليس ناطقاً رسمياً، بل هو «صاحب قرار تأليف الوفد وصاحب قرار وضع مضمون كلمة لبنان في القمة». وأمل الحزب التقدمي الاشتراكي في بيان «نجاح القمة بكل ملفاتها»، مجدداً شكره للمملكة العربية السعودية وقوفها سنداً الى جانب لبنان في أزماته المتلاحقة».
من جهة أخرى، وجّه «اللقاء الوطني اللبناني» مذكرة إلى القمة عرضت للأزمة اللبنانية، معتبراً «أن الخطوة الأولى في تلمّس طريق الحل تتمثل في تأكيد توافر قواسم مشتركة عدة بين وجهتي نظر الطرفين الأساسيين: وجهة نظر فريق 14آذار، ووجهة نظر فريق 8 آذار، يمكن استثمارها والبناء عليها. فليس هناك اختلاف ـــ من حيث المبدأ ـــ بشأن الحقيقة والعدالة في ما يخص اغتيال الرئيس رفيق الحريري، والمحكمة ذات الطابع الدولي وحكومة الوحدة الوطنية وقانون الانتخاب». وأكدت المذكرة «أن مشروع حل الأزمة ينبغي أن ينطلق من مبدأ السلة المتكاملة وتزامن الالتزامات وتوازنها، كما يستند الى اتفاق الطائف والدستور اللبناني، وخصوصاً ما يتصل بميثاق العيش المشترك ومبدأ لا غالب ولا مغلوب».
ووجهت «المنظمة الفلسطينية لحق العودة» (ثابت) رسالة الى القمة العربية أكدت فيها التمسك بهذا الحق، كذلك وجّه المؤتمر القومي العربي، والمؤتمر القومي الإسلامي والمؤتمر العام للأحزاب العربية مذكرة دعت الى «إنجاح المساعي السعودية في الحوار اللبناني ـــ اللبناني ودعمها ومؤازرتها لكي تكلل بالنجاح».