عمشيت ــ جوانّا عازار
أصبح لأبناء بلدة عمشيت والمنطقة المجاورة ملتقى ثقافي، فنّي، تراثي، اجتماعي وسياحي يحمل اسم «ذاكرة عمشيت»، يفتح أبوابه قريباً للعموم. المبنى تراثي يعود الى عام 1850 ويشكّل الحجر الأساس لساحة الجيش اللبنانيّ في عمشيت، استملكته بلديّة البلدة بعدما كان مهملاً وخطيراً يهدّد السلامة العامة، ورمّمته ضمن مشروع متكامل لترميم ساحة البلدة. نائب رئيس البلديّة في عمشيت المهندس أنطوان لحود الذي أشرف على عمليّة الترميم تحدّث عن المشروع الذي أُنجز بفضل جهود رئيس المجلس البلدي وأعضائه، وبفضل هبات وتبرّعات من أشخاص وجمعيّات من البلدة ومن خارجها. الهدف من ترميم المبنى هو أن يكون بيتاً مفتوحاً للعموم. ويبقى الدخول إليه مجانياً، وكذلك الاستفادة من كلّ تقديماتهالملتقى الثقافي في الطابق الأرضي مخصّص لعقد لقاءات اجتماعيّة وثقافيّة وندوات متنوّعة، وستنظّم فيه أيضاً معارض فنيّة وحرفيّة، إضافة الى المحاضرات وندوات توقيع الكتب. إلى هذا، سيستمتع سكّان البلدة والمنطقة بلعب بعض الألعاب الفكريّة كالشطرنج والسكرابل ضمن أوقات معيّنة من الأسبوع، فضلاً عن تمكّنهم من مشاهدة أفلام ضمن توقيت معيّن، فيما تُمنع اللقاءات ذات الطابع السياسي أو المذهبي في المركز.
المكان واسع ومجهّز بتلفزيون حديث وبالإنترنت الهوائي الذي يستوعب نحو 20 حاسوباً، إضافة الى صالونات وبار للخدمة الذاتيّة، ويتّسع لنحو سبعين شخصاً، ومن الممكن أن يشكّل الحيّ التراثي المتاخم امتداداً للمعارض المنظّمة داخله. وفي الطابق الأوّل مكتب يتضمّن معلومات سياحيّة عن بلدة عمشيت والمنطقة، وكذلك إنتاجها وإرثها الثقافي بما فيه مجموعة موسيقيّة لفنّانين من عمشيت مثل مارسيل خليفة، شربل روحانا، جوزيف خليفة، روميو لحود وألين لحود، إضافة إلى كتب لأدباء ومفكّرين من البلدة ومن المنطقة كأديب لحود، فرنسيس الخوري، عفيفة كرم، وأعمال وإنتاجات مسرحيّة لرضى الخوري، بول سليمان، الدكتور إيلي لحود وغيرهم. المكتب سيعرّف بمنازل عمشيت، وإرثها التراثي والثقافي، وسيُقام معرض دائم في المبنى لصور فوتوغرافيّة قديمة عن البلدة، فضلاً عن البطاقات البريديّة التي تبرز معالمها التراثيّة. وسيتمكّن الزائر أو السائح من التعرّف بعمشيت من خلال زيارة الموقع الإلكتروني الخاصّ بها www.aamchit.com في المبنى عينه حيث تُخصّص غرفة للمعلوماتيّة ممكن أن يستعملها الزائر وأن يحظى أيضاً بفرصة المشاركة في دورات تدريبيّة لاستعمال الحاسوب والإنترنت. وفي إمكان الزائر الاستفادة من المكتبة العامّة التي تحوي كتباً ثقافيّة، منشورات ومحفوظات تاريخيّة قيّمة، بينها مثلاً نحو 30 كتاباً للفيلسوف والمشرقي أرنيست رونان الذي يذكر في بعضها بلدة عمشيت بعدما سكنها عامي 1860 و1861 وأخته المدفونة في عمشيت، إضافة الى كتب للعالم الفرنسي موريس دونان.
مكتبة عمشيت كُتُبها محصورة إلى حدّ ما بلبنان والمنطقة المجاورة وتقتصر على الوثائق التاريخيّة المتعلّقة بلبنان، إضافة الى المحفوظات والأرشيف الخاص ببلدة عمشيت والمناطق المجاورة لها. في المكتبة أيضاً طاولة اجتماعات لمناقشة المواضيع الثقافيّة والفنيّة، فضلاً عن الرواق الخارجي الذي يستعمل للقراءة والجلوس. وللمشروع طابق مخصّص لأرشيف المشروع، ويتضمّن ساعة ترمز الى الساحة العامّة. أما التمويل فسيتمّ عبر حملة لجمع الأموال، والموظّفون في المركز سيكونون من بلدة عمشيت، إضافة الى لجنة استشاريّة ستؤلَّف من خارج الجسم البلدي للمساعدة على إدارة «ذاكرة عمشيت». المشروع الذي افتُتح لمناسبات خاصّة كتكريم الذين ساهموا في ترميمه سيفتح أبوابه قريباً للعامّة جامعاً بين الحداثة والتقليد، مشكّلاً ركناً أساسيّاً لساحة البلدة، الى جانب الحيّ التراثي والمعرض التراثي للسجاد والفخار الروماني، إذ إن ذاكرة عمشيت تدخل ضمن النسيج العمراني لمفهوم ساحة البلدة وضمن خطّة متكاملة للحفاظ على طابعها الأثري، ويبقى المطلب الرئيسي الذي لم يلق جواباً حتّى اليوم هو إزالة العمود الكهربائي من أمام المبنى.