strong>تسعى قوى الأمن الداخلي إلى تطوير إمكاناتها اللوجستية، وتحاول الشرطة القضائية توظيف التحليلات المخبرية للأدلة الجنائية والتدقيق في الاتصالات كعامل أساس في التحقيقات. قد يساعد ذلك على تخفيف احتمالات استخدام العنف خلال استجواب المشتبه فيهم بارتكاب جرائم
تعمل قوى الأمن الداخلي على تحسين وتطوير قدراتها الأمنية واللوجستية والمعلوماتية. وفي هذا الإطار، باشرت اعتباراً من يوم أمس دوريات فوج الطوارئ في وحدة شرطة بيروت باستخدام آليات جديدة في تنفيذ مهماتها، وهي من نوع فورد إكسبلورر باللون الأسود. ويبلغ عدد هذه الآليات 50 من أصل 60 قُدِّمت هبة من الولايات المتحدة الأميركية خصيصاً لدوريات قوى الأمن. وقدّ تمّ تعزيز سرية المواكبة في وحدة جهاز أمن السفارات بعشرة منها. وجرّاء هذا التعزيز الجديد بالآليات سيصار إلى زيادة عدد الدوريات المتنقّلة ضمن نطاق أحياء وشوارع مدينة بيروت إلى 48 دورية على مدار الـ24 ساعةعلى صعيد آخر، علمت «الأخبار» من مصادر متابعة أن قوى الأمن تركّز اليوم على تحسين صورتها وتحديث إمكاناتها عبر مكافحة الفساد الداخلي وتطوير القدرات التقنية من خلال التجهيز والتدريب وبناء شبكة مخبرين من صفوف المواطنين يساعدون على جمع معلومات تساعد في تقدّم التحقيقات. وظهرت أمس أولى بوادر التقدّم الذي أحرزته وحدة الشرطة القضائية عبر تمكّنها من التعرّف على مشتبه فيهم في جريمة قتل بواسطة الذبح، وقعت ليلة عيد الميلاد الفائت.
التحقيق في جريمة ليلة الميلاد
حوالى الساعة التاسعة مساء (24/12/2006) في محلة جسر الباشا، عثر على المواطن دوري حنا مقتولاً داخل منزله وذلك بعد تعرضه لعدة طعنات في كافة أنحاء جسمه وبالأخص رقبته (ذبحاً). وتمت سرقة سيارته وهاتفه الخلوي من قبل الفاعلين، وتمكنت الشرطة القضائية من تحديد عدد المشتبه فيهم من خلال عمل مكتب الحوادث الذي رفع آثاراً بيولوجية وبصمات لثلاثة أشخاص مختلفين في مسرح الجريمة. وقام المحققون بدراسة حركة الاتصالات لهاتف الضحية. واثر ذلك، أوقف فرع المعلومات في قوى الأمن مستعملي وبائعي جهاز الهاتف العائد للضحية. وقال أوّلهم للشرطة القضائية إنه اشترى الجهاز من شخص مجهول في محلة صبرا يوم وقوع الجريمة. ثمّ أخلت الشرطة سبيل الموقوفين بعد ورود نتيجة المختبرات سلبية في ما خصّهم. ووضع رسم تشبيهي للمشتبه فيه، بائع الهاتف المسروق، وعمم عبر وسائل الإعلام. وبمتابعة حركة الاتصالات الهاتفية حقّقت الشرطة القضائية مع عدد من الأشخاص من التابعية العراقية تركوا رهن التحقيق بعدما تبيّن أن جواب مكتب التحقق من الهوية والمختبرات الجنائية سلبي في ما خصهم، ولكن أوقفوا بجرم إقامة غير مشروعة.
وبتاريخ 24/3/2007 عثرت مفرزة الضاحية القضائية بواسطة مواطن «مخبر» للشرطة على سيارة القتيل (من نوع تويوتا) مع شخص كان يحاول بيعها بثمن هزيل (500 دولار أميركي) في محلة الجناح، وبالتحقيق معه أنكر علاقته بالجريمة وأفاد عن أسماء الفاعلين. وقد سافرا إلى العراق بعد يومين من ارتكابهم الجريمة ولا يزالان هناك. واستحصلت الشرطة على صورتي جواز سفر المشتبه فيهما الفارّين وتجري مقارنة بصمات إبهامهما من على صورتي جواز سفرهما، متابعين النتيجة مع المختبرات. كما تمّت مراجعة المديرية العامة للأمن العام لبيان حركة دخولهما وخروجهما من لبنان.
تسعى الشرطة القضائية إلى تحسين قدراتها التقنية وأدائها العلمي في كشف الجرائم. ويؤكد خبراء أمنيون أن الشرطة تحرز تقدماً ملحوظاً وخصوصاً لناحية الاعتماد على الأدلّة الجنائية المخبرية. أما في ما يتعلّق بإدارة مسرح الجريمة وأسلوب الاستجوابات، فتبرز الحاجة إلى مزيد من الكفاءة والتجهيز لتتمكّن الشرطة من إحراز تقدّم في جرائم أخرى مثلما هي حال جريمة جسر الباشا.
(الأخبار)