البقاع - نقولا أبو رجيلي
يبدو «مؤشر» سوق الأسلحة في لبنان مرتبطاً عضوياً بالتطورات السياسية والأمنية. فعند بروز أدنى توتر سياسي، وخاصة خلال الأشهر الخمسة الأخيرة، يرتفع الطلب على السلاح «ساحباً» معه الأسعار


بعد خبــــــــــرة أربعين عامــــــــــاً في ميدان الاتجار بالسلاح في البقاع، يشرح الملقب والمعروف بـ«اللولب»، لـ«الأخبار» الأسباب العديدة التي تتحكم بأسعار الأسلحة في منطقة البقاع. فاقتناء السلاح الفردي، عادة لا يستهوي جميع المواطنين، وما كان يحدد سعر «القطعة» في الظروف الطبيعية، قبل سنتين، هو نوعيتها وبلد منشئها ونظافة معدنها.
ويضيف «اللولب» أن تجارة السلاح ليست مصدر رزقه الوحيد، فهو يعمل في مجال الزراعة. لكن، عند اشتداد الأزمات السياسية تشهد الأسواق حركة كثيفة فيستعيد نشاطه في هذا المجال، وهذا ما حصل معه خلال الأشهر الأخيرة، مترافقاً مع تخوّف معظـــــــــــم المواطنيـــــــــــن من تجدد الحرب الأهلية جراء المواقف الأخيرة للزعماء السياسييـــــــــن المحليين. ويقول إنه بشــــــــــــكل غير طبيعــــــــــــي «ارتفعـــــــــت أسعار الأسلحــــــــــــة بصورة ملحوظـــــــــــة، بالتزامن مع قيام الأحزاب والتيارات السياسية بتوزيع الأسلحة على محازبيها ومناصريها».
ويوضح «اللولب» أن أسعار الأسلحة الفردية تتفاوت بين منطقة وأخرى، حيث ارتفع سعر قطع السلاح بين 300 و600 دولار أميركي لجميع الأنواع.
وعن وضع السوق حالياً يقول التــــــــــــاجر «المخضرم» إنه «غير مستقرّ لأن بعــــــــــض الأشخــــــــــاص يبيعون الأسلحة التي تسلموها من التيارات السياسية، ليؤمنــــــــــوا لقمة عيشهم، بسبب الوضع الاقتصادي المتردي، غير آبهين لما ستؤول إليه الأوضاع، مما ســــــــــبّب بلبلة في السوق. لكن، بوجه عام، لا تزال الأسعار مرتفعة مقارنة بما كانت عليه قبل خمسة أشهر». وفي هذا الإطار، يعيد مصدر أمني ارتفاع الأسعــــــــار إلى «الطـــــلب القيـــــاسي على كل أنواع الأسلحة الفردية وذخائرها».
وعن كيفية نقل الأسلحة يوضح «اللولب» أنه على «الرغم من تشدد القوى الأمنية في المراقبة فإن عملية نقل الأسلحة بين التجار تتم بواسطة السيارات التي تمر أحياناً على الحواجز الأمنية ليلاً ونهاراً حيث يبرز ناقل السلاح أوامر مهمة لتسهيل المرور صادرة عن جهات أمنية وأحياناً نتنقل عبر طرقات فرعية توخياً للحذر».
ولكن ما هي أسعار الأسلحة اليوم في البقاع؟
يقلب «اللولب» دفتره الصغير ويبدأ بتعداد أسماء الأسلحة وأنواعها وأسعارها القديمة والحالية. فسعر بندقيـــــة M 16 المجهزة بمنظار ولايزر ارتفع من 600$ إلى 900$، وطلقتها من 300 ل. ل. إلى 800 ل.ل. أما بنـــــدقية كلاشنـــــيكوف فقد ارتفعت أسعـــــارها مما بـــــين 250$ و600 $ إلى ما بين 650 $ و800$. أما طلقتها فارتفع سعرها من 200 و600 ل.ل.
أما المسدسات، فقد ارتفعت أسعار كل أنواعها بنسب متفاوتة. فسعر مسدس «هريستال» ارتفع من 600$ إلى 1000$، والمسدس «التشيكي 16»، أي الذي يسع ممشطه 16 طلقة، ارتفع سعره من 600$ إلى 800$ وصولاً حتى 1000$. وكذلك ارتفع سعر مسدس سميث اند ويسن «بكر» من 300 إلى 700 دولار أميركي، والنوع نفسه «ممشط» يبدأ سعره من ألف دولار أميركي. ومسدس بيريتا 6 ملم، ارتفع سعره من 200 إلى 400 دولار. واللافت أن أسعار طلقات المسدسات وصلت إلى أكثر من ضعفي ما كانت عليه قبل خمسة أشهر.
وتجدر الإشارة إلى أن أكثر أنواع السلاح طلباً، حسب المتابعين لهذا «القطاع» التجاري، هي الكلاشنيكوف وM 16 والمسدسات. لكن بعض المواطنين يطلبون أنواعاً أخرى من الأسلحة مثل رشاش «ماغ» الأميركي الذي ارتفع سعره من 350$ إلى 600، وطلقته من 300 ل.ل. إلى 800 ل.ل.، أو قاذفات آر بي جي التي تضاعف سعرها ليصل حتى 200 $، وسعر قذائفها ليصل لحدود 30 دولاراً للواحدة. لكن الارتفاع الأكبر في الأسعار كان في الألبسة والتجهيزات الواقية من الرصاص التي تضاعفت أسعارها حتى عشر مرات عما كانت عليه قبل 6 أشهر.
.