جورج شاهين
في قراءة لمصادر في الأكثرية أن القمة العربية في الرياض لم تكن مغايرة للنتائج المتوقعة منها في ظل الازدواجية التي كرّسها الوفدان اللبنانيان إزاء المشروع المقترح للقرار الصادر عن لبنان، بعيداً من التعديلات التي أدخلها الرئيس إميل لحود على المشروع أو البنود التي احتفظ بها ودافع عنها الرئيس فؤاد السنيورة ووزير خارجيته بالوكالة طارق متري.
وفي هذه القراءة الأولية، يقول أحد أقطاب الأكثرية إن القمة لم تزد شيئاً ولا أنقصت من واقع الأزمة الداخلية في البلاد، لا بل تعززت الشكوك لدى فئة متشائمة ترى منذ البداية أن المشكلة ليست في بيروت، لا في عين التينة ولا في السرايا ولا في ساحة رياض الصلح، إنما هي في دمشق وطهران وواشنطن والسعودية وتحديداً في محاضر جلسات القمم الثنائية التي عقدت على هامشها وما دار في كواليسها، وفي كيفية مقاربة ملفي المحكمة ذات الطابع الدولي الخاصة بمحاكمة المتورطين في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه والجرائم الأخرى من محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة إلى جريمة اغتيال الوزير بيار الجميل والملف النووي الإيراني في ضوء القرارات الجديدة التي صدرت عن مجلس الأمن قبيل انعقاد القمة.
وتقول هذه المصادر إن الأمور تتجه إلى التصعيد بشكل من الأشكال ولكن ليس في الداخل ولا على مستوى حرب طائفية مسيحية ــــــ إسلامية أو مذهبية سنية ــــــ شيعية، وإن كانت هذه الساحة مرشحة لارتدادات ما هو متوقع في المنطقة وإيران.
ويقول أحد المتكهنين إن الضغوط الأميركية والأممية التي اشتدت على إيران بسبب ملفها النووي قبيل انعقاد القمة العربية توازي في حجمها السياسي عدم قدرة القمة على تسويق الموقف السوري من قيام المحكمة الدولية، ذلك أن المعلومات تحدثت عن فشل الرئيس السوري بشار الأسد في إعادة ترميم العلاقات مع بعض الأنظمة العربية، وأن المساعي التي بذلت أنتجت قمة ثنائية مصرية ــــــ سورية ولم تنجح في ترتيب قمة ثلاثية سورية ــــــ أردنية ــــــ مصرية كما كان مأمولاً، وأن الخلوتين اللتين عقدهما الأسد مع الملك السعودي لم تتجاوزا في نتائجهما حد «ترميم» العلاقات الثنائية. ويضيف المتكهّن نفسه إن العملية العسكرية ضد إيران، سواء قامت بها الولايات المتحدة أم إسرائيل، باتت من الاحتمالات العادية، ويمكن إذا حصلت أن تضع العرب في موقف المتفرّج من بعيد.
ويستدرك المصدر نفسه: إن هذا السيناريو الذي تتنبّه له إيران وتضعه في حساباتها بعد تجربة حرب تموز ومعها حلفاؤها السوريون وبعض اللبنانيين، سيدفع نحو الاستعداد لفتح جبهات أخرى في المنطقة وتحديداً مع إسرائيل، بالتزامن مع أي ضربة ضد إيران، بحيث ينصرف الاهتمام العربي إلى الصراع مع إسرائيل. وهذا التصوّر يركّز على جبهة الجولان، فضلاً عن البقاع الغربي في لبنان، حيث يمكن أن يتجنّب حزب الله الوجود الدولي المعزّز في منطقة جنوب الليطاني. ويروج هنا كلام يقول إن سوريا تحتاج إلى مثل هذه المواجهة (المحدودة) لتعزيز مناعة النظام، عدا عن تأجيل استحقاق المحكمة الدولية، معطوفاً عليه حجب الأنظار عن الملف الإيراني النووي.