كمال شعيتو
عادة ما ينفِّذ النشالون عملياتهم باستعمال الدراجات النارية والسيارات أو سيراً على الأقدام حسب ما تقتضيه «المصلحة». إلا أن الخطوات التي اتخذتها القوى الأمنية لامتصاص تنامي هذه الظاهرة، كقمع مخالفات الدراجات النارية، أدت في ما يبدو بالنشالين إلى إعادة النظر بالخطط المتبعة في تنفيذ عملياتهم، ولا سيما مع تسلّم الوحدات الأمنية أخيراً دراجات نارية من نوع Cross لمكافحة هذه الظاهرة، التي وعد بها سابقاً المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي في إطار خطة شاملة بهذا الخصوص. فخلال الشهر الأول من السنة الحالية، استخدمت الدراجة النارية في 47 عملية نشل لتصبح 37 دراجة في الشهر الثاني، بينما تضاعفت عمليات النشل التي قام بها مشاة وتصل إلى 16 عملية.
وللالتفاف على ما تقوم به القوى الأمنية، يعمد النشالون إلى اعتماد طرق أكثر مرونة وحذاقة مما قد يتصورها المواطن أو العناصر الأمنية نفسها. فجرأة النشال وصلت إلى محادثة ضحيته ومباغتتها بالسرقة. إذ تتالى منذ أسابيع إلى مخافر الأمن ورود عدد من البلاغات عن تنفيذ مجهولين لعمليات نشل احتيالية، ابرزها انتحال صفة مواطن خليجي أو مندوب إحدى الجمعيات الأهلية. ففي التاسع من آذار الحالي ادعى أحد المواطنين أنه نُشل مبلغ سبعمئة ألف ليرة لبنانية إثر توقف سيارة بقربه، يوجد بداخلها إضافة إلى السائق، طفل وامرأة يتكلمون بلهجة خليجية، وسألوه عن مكان وجود دار الأيتام. ثم طلبت منه المرأة تفكيك ورقة نقدية وغادروا، ليكتشف بعدها انه نُشل المبلغ المذكور.
أما في 23 الجاري، فتمكن مجهول من نشل حقيبة سيدة مسنّة بعدما زار منزلها وأخبرها عن اسمها، بمعاونة أحد أبناء الحي، وعن حالتها الاجتماعية وأن هناك مساعدة مخصصة لها وعليها مرافقته للحصول عليها. وبعد أن أقنعها بضرورة خلع ذهبها وحليها ووضعها في الحقيبة كي لا يمتنعوا عن تقديم المساعدة لها، حتى باغتها بنشل الحقيبة ما أن ابتعدا عدة مبان عن الحي، وفر هارباً إلى مكان مجهول.
وفي جرأة ملحوظة لعصابات النشل، يعمد بعضهم إلى ارتداء لباس عسكري لتنفيذ عملياتهم، مطمئنين إلى طمأنينة المواطنين الضحايا تجاههم، تماماً كما حصل في محلة الكرنتينا، إذ أقدم شخصان يرتديان لباساً أمنياً على نشل حقيبة سيدة من داخل سيارتها، بعد ادعائهما أنهما يساعدانها في إصلاح سيارتها التي تعطلت في المنطقة.
من جهة أخرى، أصدر القاضي الناظر بقضايا جنح الأحداث في بيروت حكماً قضائياً بتاريخ 29/3/2007 قضى بوضع القاصر «إ. ب.» في معهد الإصلاح لقيامه بعمليات نشل طالت عدداً من المواطنين. وفي التفاصيل أن القاصر الذي كان برفقة شخص آخر على دراجة نارية (فر قبل توقيفه) اعترف بأنه لحظة توقيفه كان بصدد البحث عن عجوز أو امرأة لنشل حقائبها. كما اعترف بأنهما نفذا عمليات نشل حقائب، بعضها من داخل السيارات.