مصير لبنان عند المنعطف
لعلّ البعض لا يدرك المخاطر التي تحيط بمصير لبنان، في ظل التخابط والتضارب السياسي الحاصل بين المعارضة والموالاة. والمواطن في وسط الملعب، تتقاذفه الأيادي السود غير آبهة بمصالح هذا الشعب الذي لم يعد يقوى على الاستمرار بهذه المهزلة التي أفرغته من كل مقومات العيش بسلام. فهو يعيش في حالة توتر مستمرة، مترقباً تارة نتائج اجتماعات بعض القادة علّها تفضي إلى بعض الانفراجات، وخاصة على الصعيد المعيشي، مع تدهور الوضع الاقتصادي بشكل متسارع، الذي أدى وسيؤدي إذا ما استمر على وتيرته إلى كارثة إنسانية.
شباب مثقفون يهاجرون بحثاً عن مورد رزق بعد أن تخلى عنهم وطنهم، عوضاً عن احتضانهم كي يساهموا في نهوضه وتطوره فيرقى إلى مصاف الدول المتطورة. وزيادة نسبة البطالة إلى مستوى مخيف جداً مع انهيار العشرات من المؤسسات الصناعية والتجارية والخدماتية، فلا يخفى على أحد ما يحدث في وسط العاصمة بيروت. وهنا يبادر إلى ذهني سؤال منطقي: «هل إن هدف المشاركة بالقرار السياسي عبر الحكومة، مع ما يشوبه من تساؤلات، يبرر إفقار الشعب اللبناني أو على الأقل شريحة منه؟»، فكيف يكون الهدف من المشاركة هو بناء الوطن، والوسيلة هي بتفتيته؟ أيستحق لبنان واللبنانيون كل ما يحصل؟ ومتى ستكون نهاية هذا الصراع؟ وهل ستدرك المجموعات الدينية اللبنانية، التي تشكل أقليات على المستوى الوطني، بعد أن عانت جميعها مرارة التغيرات والتبدلات الدورية في شروط وجودها، بأن لبنان الوطن والدولة لن يقوم يوماً على استفراد أو محاولة استفراد أي طائفة على القرار السياسي في لبنان. لقد كانت الاختلالات الاجتماعية من أهم الأسباب لتفاقم الأزمة اللبنانية عام 1975. ومن الضروري العمل على إزالة هذه الاختلالات والمساهمة في دفع الأمور قدماً، واستخلاص العبر والدروس، والعمل على ترتيب البيت الداخلي اللبناني من خلال سعي جميع السياسيين الى وضع المصلحة الوطنية في صلب اهتماماتهم، والعمل على تقديم بعض التنازلات في سبيل إنجاح محاولة التسوية بين المعارضة والموالاة على قاعدة بقاء لبنان. فالشعب اللبناني بات مدركاً حقيقة هذا الطاقم السياسي الذي يغلب على خطابه طابع «التذاكي» و«التكاذب» والذي يدل على تدني مستوى الثقافة السياسية عند البعض الذين يطلقون كلاماً مخالفاً لما يضمرونه حتى يتمكنوا من تمرير مخططاتهم باللين بعد عجزهم عن فرضها بقوة الأمر الواقع. على كل مواطن صالح مناهضة الدعوات الطائفية والعنصرية والإقطاعية والانفصالية والتقسيمية ومحاولات الهيمنة والتسلط. كما يجب العمل على بناء ثقافة علمانية والسعي الى تطوير قوانين الأحوال الشخصية تطويراً مرحلياً لتأتي، نصاً وروحاً، أكثر انسجاماً في التطبيق مع مبدأي العدالة والمساواة ومقتضيات الحداثة والتقدم.



تعالوا إلى كلمة سواء

  • الحاج سلمان قدوح

    صمودنا امتداد لصمود هذه المقاومة، ولن نتخلى عنها ولن ندع أحداً يمسّها بسوء، وسنحميها بأجفان عيوننا لأنها الدم الذي يسري في عروقنا ولأننا عشنا وتربّينا وتغذّينا من حليبها ولن نسمح بأن يجعل منا العدو وعملاؤه بقرة حلوباً عندما يجفّ حليبها تُساق الى الذبح.
    إن كل من آوى وحمى وساعد ووقف الى جانب المقاومة في المحنة التي مرّت بها أثناء العدوان في 12 تموز 2006 وقبله وبعده، نحن مدينون له، وله علينا دين الى يوم القيامة، فيا أيها الغارقون في الوحل الأميركي والرمل العربي والدعم الغربي تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نؤمن إلا بالله ولا نشرك به وأن نكون خير أمة أُخرجت للناس، وأن يكون لبنان لنا مقراً ولا يكون ممراً الى الفتنة والطائفية البغيضة وأن لا نبيع أنفسنا الى الشيطان، لأن الشيطان قال للإنسان اكفر ولما كفر قال إني بريء منك وإني أخاف الله رب العالمين.
    المقاومة هي الأساس والشعلة والراية والعين الساهرة الكفيلة بحماية القضية ونشر الحق. المقاومة هي الخيزرانة التي تلتوي ولا تنكسر لأنها شوكة في عيون أعدائها وقد وُجدت لتبقى وستبقى بإذن الله تحت عمامة ذلك الجبل الصامد وذاك السيد القائد.