غيّب الموت أمس الزميل كمال إسبر الغريّب. وقد نعته نقابتا الصحافة والمحررين. وممّا جاء في النعي: «بغياب الزميل العزيز الأستاذ كمال إسبر الغريب تفتقد الصحافة نقابياً كبيراً عرف كيف يوظف قوة الكلمة ليحصن بها الصحافة والحرية والديموقراطية في لبنان. وكان رحمه الله ركناً من أركان المهنة، عمل دائماً على أن يوفر لها المناخات الرفيعة التي تضعها في الموقع الحسن بناء كالمحراب. وقد قضى حياته عاملاً بصدق على أن تشتد شوكة الكلمة الناضجة المناضلة العاملة في سبيل إعلام صحيح وسلك مهني بناء. وما عمل رحمه الله إلا انطلاقاً من إيمان بأن لبنان هو الغاية وهو الغرض للباحثين عن سلامة نهج وطهر طوية». الزميل الراحل من مواليد الأرجنتين (كانون الأول عام 1919). عاد به أهله إلى الدامور عام 1925. متأهّل من المرحومة السيدة جولييت صفير، وله منها ولدان: إسبر ووجدي. تلقى علومه الابتدائية في الدامور وفي الكلية الوطنية في الشويفات، ثم التكميلية والثانوية في مدرسة الحكمة في بيروت في عهد المطران اغناطيوس مبارك، والجامعة الوطنية في عاليه، ودار المعلمين في بيروت.
تولى تحرير جريدتي «نداء الوطن» و«الدستور» اليوميتين، وكتب في عدة صحف ومجلات لبنانية، وكتب مقالاً يومياً في جريدة «البيرق». انتخب عضواً في مجلس نقابة الصحافة لمدة سنة عندما خلا المركز بوفاة الزميل المرحوم هنري أسمر، وذلك في 15 أيار عام 1992، ثم أعيد انتخابه لمدة ثلاث سنوات في عام 1993 وعام 1996 وعام 1999.
واعتمد بعد ذلك مستشاراً لنقابة الصحافة ومديراً مسؤولاً لـ«مجلة الصحافة اللبنانية». كما تولى شؤون مندوبية دار الإذاعة الأردنية الهاشمية في لبنان في عهد الملك عبد الله الأول لمدة سنتين متتاليتين.
دخل السجن خمس مرات بسبب كتاباته الجريئة. المرة الاولى في أول عهد الرئيس بشارة الخوري، على اثر صدور نشرة من مكتب جريدة «الشمس» تتضمن موقفاً مؤيداً للحزب السوري القومي المضطهد من قبل السلطة فسجن لمدة اسبوعين.
المرة الثانية: عندما صدر له مقال يتعلق بالدعوة الى محاربة الطائفية، وذلك بنشره طرفة سياسية حصلت بين الشيخ يوسف الخازن (صحافي لبناني) والصحافي المصري جرجي زيدان صاحب «دار الهلال»، وسجن شهراً واحداً.
المرة الثالثة: عندما نشرت «الشمس» خبراً بارزاً تحت عنوان «رياض الصلح يقول في دمشق، لبنان وسوريا بلد واحد، فلماذا لا تصدر بحقه مذكرة توقيف كما صدرت بحق انطون سعادة القائل ان الفكر اللبناني يجب ان يتجه نحو سوريا»، وسجن شهراً واحداً، وذلك في عهد الرئيس بشارة الخوري.
المرة الرابعة: في عهد الرئيس شهاب، إذ نشرت «الشمس» خبراً يتعلق بالانقلاب السوري القومي وموقف الرئيس شمعون منه، وكانت «الشمس» تصدر مؤيدة لحزب الوطنيين الاحرار، فصدر الحكم بالسجن لمدة ثلاثة اشهر كاملة.
المرة الخامسة: خلال تنفيذ الحكم 3 أشهر، صدر حكم آخر قضى بموجبه بإضافة شهر واحد الى محكوميته، بسبب مقال صدر في جريدته يعلن فيه أن السجون في لبنان مقبرة الأحياء، وسجن الرمل هو أبرزها، وقام بتنفيذ أحكام سجنه في معظم السجون في بيروت والجبل.
ونال جائزة الشاعر سعيد عقل الأسبوعية في 11 تشرين الأول عام 2000 على مقال له طالب فيه بإلغاء قانون المطبوعات، ومحكمة المطبوعات ووزارة الإعلام. كما حاز وسام الاستحقاق الوطني اللبناني من رئيس الجمهورية العماد إميل لحود، في 2 شباط 2003.
يحتفل بالصلاة لراحة نفسه اليوم الأربعاء 3 الجاري الساعة الثالثة بعد الظهر في كنيسة مار إلياس الحي في الدامور.
تقبل التعازي قبل الدفن ابتداء من الساعة الحادية عشرة في كنيسة مار إلياس الحي في الدامور ويومي الخميس والجمعة 4 و5 الجاري في كنيسة سيدة العطايا ــ الأشرفية من الساعة العاشرة حتى السادسة مساءً.
(الأخبار)