جورج شاهين
ايام قليلة وتعود المشاكسات السياسية الى وتيرتها المتصاعدة بين الموالاة والمعارضة، ذلك ان الظروف التي تتحكم في بعض الاستحقاقات الداهمة لطرفي الصراع باتت ضاغطة بشدة، وسط سعي كل منهما الى بذل اقصى التأثير لتحقيق أهدافه.
وفي هذه الاجواء تعترف اوساط مطلعة على المفاوضات الجارية في الكواليس، وعبر الوسطاء الساعين الى فتح ثغرة في الجدار السميك الذي بات قائما بين الفريقين، بأن الاتصالات الاخيرة التي شهدتها عواصم عربية منها الرياض والقاهرة ودمشق وصنعاء والدوحة وما بينها وبيروت لم تحقق اي تقدم يبشر بامكان توفير الحلول القابلة للتنفيذ في وقت قريب وباقل الخسائر المتوقعة.
وكشفت الاوساط انه، الى جانب النقاط التي باتت عناوين اساسية في كل مبادرة من اية جهة، ثمة نقاط تلحظ ضرورة احياء اللقاءات بين الفريقين، وبالحد الادنى بين بعض اطراف «الحلف الرباعي» السابق رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس كتلة المستقبل سعد الحريري من جهة ورئيس المجلس النيابي نبيه بري والامين العام لحزب الله الســــيد حسن نصــــــرالله من جهة اخرى، تمهيدا للتوســــــع في مثل هذه اللقاءات لتشمل في مرحــــــلة لاحقـــــة كــــــــل اطراف طاولتــــــي الحــــــوار والتـــــــــشاور.
الا ان مثل هذه المبادرات لم تحقق ما يوفر مواعيد لعقد هذه الاجتماعات في المدى المنظور لاسباب باتت مرتبطة بالسقف الذي رفعه قادة الطرفين وبات التراجع عنه بدون الحد الادنى من رابع المستحيلات.
وعلى خط مواز كشف مرجع سياسي وقيادي حزبي امام زواره ان اللقاءات التي اجراها خلال الايــــــــام القليلة الماضية زادته اقتناعا بأن من المستحيل التوصل في ظل الظروف الحالية الى صفقة شاملـــــــة، وان كـــــــل ملف من الملفـــــــــات المطـــــــــــــروحة يحتاج الى جهد كبير من ملـــــــــف المحكمة ذات الطـــــــــــابع الدولي الى الحكومة الجديـــــــدة، خصوصا بعدما ضاعفت الاجراءات الحكومية الاخيـــــــــــــرة من لائحة القضايا الاختلافية ومنها، على سبيل المثــــــــــال لا الحصر، الملفات المتصلة بالتعيينات الادارية والدبلوماسية والترقيات العسكرية ومشاريع ومراسيم الورقة الاصلاحية لمؤتمر باريس-3 التي اقرتها الحكومة رغم اعتبار الطرف الآخر اياها فاقدة للشرعية الدستورية والميثاقية.
وقال هذا المرجع انه حاول اخيرا توسيع قاعدة اتصالاته لاحياء اي شكل من اشكال الحوار الداخلي ولكن بلا جدوى، وانه «لم يكن سهلا ان اطرح في بعض اللقاءات مجرد اقتراح بعقد لقاء مباشر بين اي من مسؤولي الطرفين، من غير ان يثير ذلك ردة فعل سلبية حاسمة لدى الطرف الآخر».
وبمعزل عن حصيلة الوساطات نقل عن السفير الاميركي جيفري فيلتمان قوله انه لا يرى حلولا ممكنة في المستقبل القريب، وان كل المواقف الخارجية لن تلقى النتائج المرجوة منها ما لم تتوافر قواعد الوفاق الداخلي بين اللبنانيين. ورغم ذلك اكد في اكثر من لقاء اجراه في الايام القليلة الماضية ان بلاده ستسعى بما اوتيت من قوة حيث يجب لانجاح مؤتمر باريس-3، فعليه يتوقف الكثير من استمرارية الحكومة الحالية، وهو بالنسبة اليها «قضية حياة او موت»... الى ان تأتي الحلول القابلة للتنفيذ.