عمر نشابة
قبضت السلطات اللبنانية الشهر الماضي على عنصرين سابقين في الجيش الأوسترالي والقوات الخاصة النيوزيلندية قاما بمحاولة اختطاف طفلتين في جونية. الأجنبيان الموقوفان في سجن رومية حالياً أدليا بحديث لافت الى صحيفة أوسترالية يطرح تساؤلات عن هذه القضية


قام عنصران سابقان في الجيش الأوسترالي والقوات الخاصة النيوزيلندية دافيد بروس بيمبيرتون وبراين كوريغان في 20 كانون الأول 2006 بمحاولة خطف فاشلة لفتاتين من أب لبناني وأم من جنسية أجنبية في منطقة جونية. وعلمت «الأخبار» يومها أن والد الفتاتين رجل أعمال يدعى جوزيف هواش مقيم في لبنان بعد انفصاله عن زوجته التي تحمل والابنتين الجنسيتين الكندية والأوسترالية.
وتمكّن الأمن العام اللبناني بعد تنسيق مع الشرطة القضائية في قوى الأمن الداخلي من توقيف الخاطفين في مطار بيروت الدولي وإعادة الطفلتين الى والدهما. وأحيل الموقوفان على القضاء المختصّ.
الخاطفان موقوفان حالياً في سجن رومية المركزي بانتظار المحاكمة، والتحقيق مستمرّ. لكن صحيفة أوسترالية (THE AGE) ذكرت، في عدد أول من أمس، أن الموقوفين «معزولان» ولم يتمكّنا من لقاء محام. فمنذ توقيفهما، زار الأوسترالي كوريغان مسؤولٌ في قنصلية سفارة بلاده بينما لم يلتق النيوزيلاندي بيمبيرتون أي مسؤول رسمي من بلاده. وقال بيمبيرتون للصحيفة الأوسترالية إنه لم يكن لديه وكيل دفاع خلال جلسة الاستماع القضائية يوم الجمعة الماضي (5 كانون الثاني)، بينما حضر وكيل دفاع الأوسترالي كوريغان جلسات الاستماع بعد تعيينه من جانب عائلة الموقوف في أوستراليا منذ أسبوعين وزاره الأسبوع الماضي في السجن.
واللافت أن الصحيفة الأوسترالية ذكرت أن شخصين نيوزيلانديين إضافيين شاركا في عملية الاختطاف الفاشلة في 21 كانون الأول. لكن في اتصال بـ«الأخبار» أمس، أنكر مسؤول أمني رفيع علمه بضلوع أشخاص آخرين في العملية.
وكان الأمن العام اللبناني قد أوقف الخاطفين قبيل إقلاع طائرتهما من مطار بيروت الدولي بعد التدقيق في جوازيْ سفرهما وتثبيت تقاطع المعلومات بناءً على ما جمعته المباحث القضائية اللبنانية من تفاصيل عن السيارات التي استأجراها والفندق الذي نزلا فيه. والسؤال مطروح اليوم عن مصير التحقيق وملاحقة كل أفراد المجموعة الدولية التي خطّطت وقامت بالعملية. ويعاقب قانون العقوبات اللبناني بالحبس ثلاث سنوات مع الأشغال الشاقة كلّ من يقوم بمحاولة اختطاف قاصر.
وعلمت «الأخبار» أن الطفلتين لا تحملان الجنسية اللبنانية إذ إن الإجراءات الإدارية لم تستكمل بعد. ولكن المحكمة الروحية المارونية كانت قد أصدرت حكماً يعطي الأب حقّ الوصاية على ابنتيه بينما تقوم والدتهمـا باتصالات بالسلطات الكندية والأوستـــــــرالية لمساعدتهــــــــا على تبرئة الخاطفين الفاشلين من العملية الجرمية التي قاما بها، واستدعاء القضـــــــــاء الأوسترالي جوزيف هواش لمحاكمته بجرم الاحتفاظ بطفلتيه.
وصرّح الأوسترالي الموقوف كوريغان من داخل سجن رومية أنه في حال قيامه بعملية الاختطاف مرة ثانية فـ«سأقوم بها بطريقة مختلفة»، وأضاف «كنا نعلم أننا تركنا أثراً لتحركاتنا ولكننا تابعنا تنفيذ العملية». وأشار الى انه يعتقد أن هواش وابنتيه غادروا لبنان، ما يؤكد أنه ما زال مهتماً بشأن مكان وجودهم. وقال كوريغان: «اذا خرجت من هنا فسأذهب الى الصيد لبضعة أشهر»...
وتحدث الموقوفان الأجنبيان للصحيفة عن تمكّنهما من نسج «علاقات جيّدة بهرميّة السجناء القويّة» وبالحرّاس في سجن رومية المركزي، ما سمح لهما بتخفيف معاناتهما وراء القضبان. وقال بيمبيرتون إنه وزميله الأوسترالي يُعاملان كـ«مشاهير لأنهما الموقوفان الوحيدان الغربيان في السجن».