جعجع يتهم بري بتعطيل المجلس ويدعو المعارضة إلى إعلان الإضراب المفتوح لإظهار الأكثرية
اقترح رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع على المعارضة إعلان الاضراب العام المفتوح وعندها يتبين من لديه الاكثرية الشعبية.
اقتراح جعجع جاء بعد لقائه أمس رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بحضور النائب انطوان زهرا. وأوضح جعجع ان السنيورة أطلعه على الوضع الاقتصادي في البلد «وأبلغني أن الحكومة تبذل جهداً كبيراً لتأمين مجرد اعتمادات للفيول». واستغرب ان يصل الوضع الاقتصادي الى هذا المستوى معتبراً «ان مؤتمر باريس 3 ضروري جداً، ومن لديه حل غيرi فليتفضل، وبالنسبة الى الورقة الاصلاحية للحكومة، إذا كانت تتطلب بعض التعديلات فكل الأمور مطروحة للنقاش».
ورأى جعجع ان «العمل السياسي، ومهما كانت وجهات النظر بعيدة عن بعضها، يتطلب حداً ادنى من المنطق» واصفاً مؤتمر باريس 3 بأنه «خشبة الخلاص الوحيدة التي يمكن أن تنقذ لبنان على المستوى الاقتصادي». ورأى ان تحركات المعارضة «لا تؤدي الى اي مكان او نتيجة. فلماذا الاستمرار فيها؟» معتبراً ان جزءاً منها مخالف للقانون.
ورداً على سؤال، أكد جعجع ان علاقته برئيس المجلس النيابي نبيه بري جيدة، «لكن هذا لا يمنع من القول موضوعياً، وإذا نظرنا الى الاحداث، إنه يعطل عمل مجلس النواب، فإذا كان هناك قضايا للبحث لم تبحث في مجلس النواب فأين ستبحث؟». ووصف كلام الرئيس بري الذي اعتبر أن دعوة الاكثرية الى جلسة برئاسة نائب الرئيس فريد مكاري بمثابة اعدام للطائف، بأنه «كلام كبير»، متمنياً «ألاّ يلجأ احد الى كلام كهذا وألا يقترب احد من الطائف. فهذا انتحار لكل لبنان ولا احد يعرف اين يصبح البلد كله». وقال: «من اجل ألاّ يحصل هذا الامر فليجتمع مجلس النواب كله وبالشكل الطبيعي. نحن لا نريد ان يجتمع مجلس النواب برئاسة نائب الرئيس او الاكبر سناً. بل نفضل أن يجتمع برئاسة الرئيس»، لكنه أكد «اننا لن نقف مكتوفي الايدي اذا لم يجتمع المجلس».
ورداً على سؤال رأى جعجع انه «لا يستطيع اي كان أن يعتبر الحكومة غير دستورية» مشيراً الى «ان المادة «ي» والمادة «95» من الدستور تحكي عن مسيحيين ومسلمين في البلد»، وقال: «الحكومة لديها مشكلة سياسية، فهناك حزبان كبيران هما حزب الله وحركة امل ليسا ممثلين فيها، وهما يمثلان طائفة معينة، لكن هذه مشكلة سياسية»، موضحاً أن «الهيئة التي تستطيع اعتبار الحكومة مستقيلة او غير مستقيلة او دستورية او غير دستورية هي مجلس النواب». وأكد أن «هذه الحكومة هي حكومتنا وليست حكومة الاميركيين»، لافتاً إلى «ان الحكومة تتعاون مع كل دول العالم، الا تلك المقفلة علينا».
ورأى ان «كل أفرقاء 8 آذار «مختبئون وراء غسان غصن وينتظرونه، وهم افراد احزاب، والعمال منهم قلة قليلة، الاتحاد العائد للاستاذ غسان غصن، مع احترامي له كشخص، هو كناية عن عمال «امل» و«حزب الله» والحزب القومي وحزب البعث. وحتى الشيوعيون لم يكونوا معه». وقال: «عندي اقتراح آخر لأفرقاء 8 آذار، لكي لا تبقى القضية كوميدية وتتنقل من مكان الى مكان. إذا كان صحيحاً كما يقولون ان لديهم اكثرية شعبية، فليدعوا الى اضراب عام مفتوح، واذا تجاوبت أكثرية الشعب معهم، عند ذلك لا تستطيع الحكومة ان تصمد حتماً، فتضطر الى أن تستقيل، واذا لم تتجاوب اكثرية الشعب، فالمفروض ان «يضبوا» خيمهم ويوفروا على انفسهم كل المشقات والمتاعب التي يواجهونها».
وكان السنيورة التقى السفيرين السعودي عبدالعزيز خوجة والمصري حسين ضرار وعرض معهما التطورات التي عرضها ايضاً مع السفير الروسي سيرغي بوكين اضافة الى موضوع باريس ــ 3. وكرر بوكين ترحيب بلاده بالمؤتمر. كما بحث السنيورة التحضيرات للمؤتمر مع سفراء اليابان يوشي هيسا كورودا، والصين ليو زيمينغ، وكوريا شان جين بارك. وتلقى دعوة من وفد مجموعة «اليازا» للسلامة العامة لرعاية مؤتمر وطني عربي خاص بسلامة السير في بيروت من 20 الى 23 نيسان المقبل بالاشتراك مع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية ومع الإسكوا ومع المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي.
واستقبل السنيورة مفتي حاصبيا ومرجعيون الشيخ مصطفى غادر على رأس وفد من المنطقة. وأجرى اتصالات هاتفية بكل من البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير ومفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان ومتروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة.
واستقبل السنيورة سفير السودان جمال محمد إبراهيم الذي أعلن بعد اللقاء أنه نقل إلى السنيورة «انزعاج الموفد السوداني (مصطفى عثمان إسماعيل) من التصعيد على الساحة اللبنانية، واستعداده، بالتنسيق مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، للعودة إلى لبنان متى كانت الظروف مؤاتية ومتى تلقيا الإشارة التي ينتظران».
وترأس السنيورة اجتماعاً حضره وزير الداخلية حسن السبع، الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء سعيد عيد، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، المدير العام للأمن العام اللواء وفيق جزيني، ممثل قائد الجيش العماد ميشال سليمان، مدير العمليات في قيادة الجيش العميد فرانسوا الحاج، والمدير العام للجمارك العميد أسعد غانم. وأقر إعادة العمل بمعبر البقيع الحدودي في الشمال، على أن يفتح للمشاة بين لبنان وسوريا.
كما جرى تقويم واستعراض للتقرير الذي وضعته البعثة الأمنية الألمانية التي عاينت وضع المعابر والمداخل الحدودية الجوية والبرية والبحرية في لبنان.
وترأس اجتماعاً وزارياً تشاورياً. بعده، استقبل وفداً من لجنة المتابعة لقوى «14 آذار». وعرض الأوضاع الاقتصادية مع رئيس المجلس الاقتصادي ــ الاجتماعي روجيه نسناس.
(وطنية)