رداً على ما أعلنته قوى المعارضة من الرابية، أول من أمس، بشأن تصعيد تحرّكها السلمي، ركّزت ردود فعل بعض قوى «الأكثرية» على توجيه انتقادات إلى رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون.فقد رأى وزير الاتصالات مروان حمادة أن المعارضة «فشلت» بعد تحول الاعتصام في وسط بيروت الى «هرج ومرج»، معلّقاً على رفض عون للورقة الإصلاحية بالقول: «إن العماد عون سيرفض كل شيء إلا إذا نزلنا الى المجلس وانتخبناه رئيساً للجمهورية».
ورأى النائب أنطوان زهرا، في حديث تلفزيوني أن المعارضة «عجزت عن إسقاط الحكومة، وتحاول إسقاط كل البلد من خلال الضغط على جميع المؤسسات الحكومية، كما أعلن سيد الرابية من الرابية، اذ وعدنا بفيلم لبناني طويل حيث يبدو أن لا مشكلة لديه بإلهاء الناس بالأفلام».
ورأى أن الزيارة المرتقبة لعون الى السعودية «لن تكون مفيدة»، لأن «عون يتصرف كصاحب حاجة، والحوار معه هو فقط على حصة في السلطة وليس على أي مصلحة أخرى للبنان».
بدوره، انتقد مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو العماد عون «رئيس الميليشيا الذي لا يؤمن بالبناء والإعمار، ويجيد إثارة المشكلات، وهمه الوصول الى الرئاسة بأي ثمن»، مضيفاً: «هناك أناس لا يخجلون ولا يعرفون الحياء ولا العفة، وألسنتهم تضخ بما فيهم من خلق».
وسأل الجوزو عون: «ماذا قدمت إلى لبنان، أي شارع شققت، وأي طريق مهدت وأي بناء أقمت»، قائلاً له: «أنت أفشل السياسيين في لبنان، والرئيس السنيورة أكثر منك نزاهة وطهارة»، مضيفاً: «أميركا وفرنسا تشهدان بأنك ذهبت إليهما لتطعن حزب الله وسوريا لتحصل على القرار 1559 لتجريد حزب الله من سلاحه. وبدلاً من أن تشكر فرنسا التي آوتك، انقلبت عليها وأخذت تطعن في ظهر من أنقذك من الموت، لأنك لا تعرف الوفاء».
وختم الجوزو تصريحه قائلاً: «أنت و(الرئيس اميل) لحود، كلاكما، لا يعرف الوفاء لوطنه، ووحده الرئيس (رفيق) الحريري أعاد الجيش اللبناني الى الوجود بعدما كنت أنت سبباً في تمزيقه».
ووجّه مفتي حاصبيا ومرجعيون الشيخ مصطفى غادر، بعد لقائه الرئيس فؤاد السنيورة، انتقادات لعون من دون أن يسمّيه قائلاً: «إن الضجيج والنفير ينطلقان من أولئك الذين أعمت المصالح الخاصة بصيرتهم وبصائرهم»، متسائلاً: «لماذا هذا الضجيج والنفير؟ أمن أجل المحكمة الـــدولية، أم لأن أسيادكم أمروكم بذلك».
ورأى عميد حزب «الكتلة الوطنية اللبنانية» كارلوس اده، في تصريح أدلى به، أنه كان الأجدر بعون «ان يوضح أن الوجع سيطال الشعب اللبناني بأسره الذي ينوء تحت وطأة أصعب أزمة اقتصادية تفاقمت مع مغامرات حلفاء الجنرال الصيفية».
ورداً على ما أعلنه عون أن «لا شيء مستثنىً في تحركات المعارضة»، رأى إده أن هذا «يؤكد لامسؤولية وديماغوجية هذا الرجل، الذي يطرح نفسه رئيساً للجمهورية، وكل كلامه يقتصر على التجريح والتهشيم والطعن بالآخرين من دون تقديم أي سند موضوعي لأقواله»، وتساءل: «هل هذا هو برنامج الحكم الذي يعد اللبنانيين به؟»، وعلّق على «موقف عون المستجد الرافض لاستعمال المدافع في العلاقة بين لبنان وسوريا» بالقول: «كنا نتمنى لو ساد هذا المنطق عام 1989، لكان وفر الكثير على اللبنانيين. لكن، ما لم يقله لنا الجنرال هو ما اذا كان النظام السوري قد تغير برأيه في نظرته الى لبنان بين عام 1989 واليوم».
(وطنية)