نعى نقيبا الصحافة والمحررين الأستاذان محمد البعلبكي وملحم كرم الصحافي الدكتور سامي محمود ذبيان الذي قضى وهو في مطالع العقد السابع من عمره.والزميل الكبير الذي قضى بعد صراع قاسٍ مع مرض عضال لم يرحمه، توّج حياته المهنية في مجلة «الحوادث»، فلم ينقطع عن العمل فيها الى حين شلّ المرض حركته وكبّله بقيوده. وكان من قبل صحافياً لامعاً في كل من الجرائد والمجلات الآتية: «السياسة»، «المحرر»، «نداء الوطن»، «الجمهور الجديد»، كما كان مديراً مسؤولاً لجريدة «الأنباء» الناطقة باسم الحزب التقدمي الاشتراكي، وجريدة «العمال» و«اللواء»، وكان معروفاً بمهنيته الرفيعة التي تحجب ثورته على الفساد والمفسدين. وكان عربياً، تقدمياً وغير طائفي. الى ذلك، مكّنته ثقافته، وهو الحائز على دكتوراه في علم الاجتماع السياسي والقانوني والنفسي- الاجتماعي، من مدّ خطوط التواصل النوعي القائم على الانفتاح مع طلابه في كلية الصحافة والإعلام في الجامعة اللبنانية، فدرّس أجيالاً منهم على مدى عشرين عاماً، كما درّس أيضاً في جامعة بيروت العربية.
وللراحل الكبير العديد من المؤلفات أبرزها: «شقاء الديموقراطية في العالم العربي» و«الصحافة اليومية والإعلام» و«قاموس المصطلحات الفكرية والسياسية والاقتصادية».
وقال النقيبان البعلبكي وكرم: «برحيل الزميل الدكتور سامي ذبيان تنطوي صفحة مضيئة من صفحات الصحافة اللبنانية والعربية النابضة بالحرية والالتزام بالدفاع عن القيم الديموقراطية وحقوق الإنسان التي تعاطى معها بكثير من الشجاعة والإخلاص على الرغم مما تعرّض له من مضايقات وتهديدات». وأضافا: «اعتاد راحلنا الكبير أن يقول كلمته ويمشي غير مذعن إلا لإملاءات الحق ونداء الضمير. وكان قلمه قبساً هادياً وثورة هادرة، يتفتّق عن أحرف من نار ونور ترسم صورة الحقيقة وتسير في ركابها ولا تقبل عن الانتصار للمظلوم بديلاً، نابذة كل ما عدا ذلك من مغريات أو ضغوط».
تقبل التعازي يومي الأربعاء والخميس 10 و11 كانون الثاني الجاري في منزل الفقيد في رأس النبع، شارع توفيق سالم، بناية طبارة وسعيد، والجمعة 12 منه في دار الطائفة الدرزية من العاشرة صباحاً الى الرابعة بعد الظهر.