strong>«جهوزية» لمواكبة تحرك المعارضة والمبادرات الخارجية لن تثمر إلا إذا جاءت داعمة لوفاق وطني
دان «تكتل التغيير والإصلاح» محاولة الاعتداء على النائب نبيل نقولا، وما رافقها من ضرب مرافقيه، في صالون كنيسة السيدة في الزلقا، ما يدلّ على «ذهنية ميليشياوية، اعتقدنا أنها أصبحت من الماضي». وأشار التكتل، في بيان أصدره بعد اجتماعه الأسبوعي، الى ضرورة «الكشف عن كامل الحقيقة المتعلقة بجرائم الاغتيال»، لافتاً الى أنه «قرّر البقاء في جهوز تام، لتصعيد التحرك في إطار المعارضة، في الوقت والحجم المناسبين». وجدّد تأكيده أن «المبادرات الخارجية، بصرف النظر عن حسن نيات القائمين بها، لا يمكن أن تؤتي ثمارها إلا إذا جاءت داعمة لوفاق وطني لبناني داخلي حقيقي، لا الى تحقيق مصالح وتسويات إقليمية أو دولية تتخذ من الأزمة اللبنانية معبراً»، مؤكداً أن الشرط الأول لنجاح هذه المساعي «قيام حكومة وحدة وطنية تعيد التوازن الى السلطة وتعطل كل وسائل الفتنة والانفجار».
وإذ تمنى التكتل «النجاح لمؤتمر باريس ــ3، لكي يحقق أهدافه المعلنة في مساعدة لبنان على تجاوز الجانب الاقتصادي من أزمته المتفاقمة»، لفت الى أن هذا النجاح يوجب «استقراراً سياسياً، لا يمكن توافره خارج قيام وفاق وطني تتم ترجمته بقيام سلطة متوازنة وميثاقية توفّر له الغطاء اللازم لتنفيذ ما سيترتب عليه من التزامات وأعباء وموجبات»، مشيراً الى أن الورقة المقدمة إلى المؤتمر «تقوم على قاعدة تثبيت الدين ومراكمته، لا على معالجة الوضع الاقتصادي المتدهور بوضع مشاريع إنتاجية، وهذا ما يخنق الاقتصاد الوطني بتحويله اقتصاد ودائع وفوائد، فيما المطلوب اقتصاد منتج يخترق حال الجمود ويؤسس لمرحلة الخروج من سياسة الاعتماد على الديون ورهن مستقبل الأجيال المقبلة».
واتّهم نقولا شباباً من حزب الكتائب بمحاولة الاعتداء عليه أثناء قيامه بواجب تعزية في كنيسة سيدة النجاة. وروى أحد مرافقي نقولا أنه لدى وصول النائب برفقة الدكتور شارل جزرا إلى مدخل الكنيسة حيث تتقبّل عائلة التنوري العزاء بوفاة والدة نزيه التنوري، أحد الأصدقاء المقربين من نقولا، تعرّض لهم بعض الشبان من حزب الكتائب محاولين التعدّي على النائب العونيّ. فحصل تدافع بالأيدي بين مرافقي نقولا والكتائبيين، تدخّل إثره أهل الفقيدة. ودخل بعدها نقولا وجزرا إلى صالون الكنيسة، وغادرا بعدما أمِّنت لهما الحماية اللازمة من جانب عائلة التنوري. وبعد فض الإشكال، حضرت عناصر من الجيش وفرّقت الجموع.
وفي رد فعل، قال النائب عباس هاشم إنّ «مجموعة من أوباش الكتائب تعرّضت للزميل نقولا»، معتبراً أنّ ذلك «يجسّد الفكر الذي يقوم أساساً على الفوضى واللاأخلاق، ويعبّر عن حقد دفين».
من جهته، أصدر قسم الزلقا في حزب الكتائب بياناً رداً رأى فيه أنّ الإشكال «تسبّب به مرافقو النائب نقولا عندما أصروا على مواكبته الى صالون التعازي بسلاحهم». وأوضح أنّه «لما حاول ذوو الفقيد وشباب البلدة ثنيهم، شهر أحدهم سلاحه، مما اضطرهم الى نزعه منه وإخراجهم من الكنيسة، ما حاول من خلاله النائب نقولا اثارة ما لم يحصل، وادّعاء التعرض له ولمرافقيه، وهو الذي بات متخصصاً في تزوير الوقائع واستفزاز الرأي العام ومشاعر المتنيين خصوصاً». ووصف البيان الإشكال بأنّه فرديّ «لا يستأهل حجم التصريحات التي أدلى بها».
ن ف