strong>جدّد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة التأكيد أن «الحكومة شرعية ودستورية مئة في المئة، على رغم أن فريقاً لبنانياً غير ممثل فيها»، لافتاً الى أنها تستقيل بعد انتخاب رئيس جمهورية جديد، مكرراً أن «المشاكل لا تحل في الشارع بل عبر الحوارعلى قاعدتي التوازن والتلازم». وأكد «أننا نريد علاقات صحية وسليمة مع سوريا»
تابع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة جولته العربية وأجرى أمس محادثات مع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في قصر البطين، في حضور الوزراء: طارق متري، جهاد أزعور وسامي حداد. وشارك عن الجانب الإماراتي ولي العهد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ونائب رئيس الوزراء الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان وعدد من الشيوخ والوزراء.
وعرضت خلال اللقاء التطورات في لبنان والمنطقة ومؤتمر «باريس ـــ 3».
ثم عقدت خلوة بين الشيخ خليفة والرئيس السنيورة استمرت قرابة نصف ساعة.
وخلال اللقاء، أكد الشيخ خليفة «دعمه للحكومة اللبنانية والشعب اللبناني في الجهود للخروج من الأزمة الحالية ودعم مؤتمر «باريس ـــ 3» في شكل تام».
والتقى السنيورة عدداً من أبناء الجالية اللبنانية في أبو ظبي وتحدث اليهم عن تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية في لبنان موضحاً «أننا نسعى مع أشقائنا وأصدقائنا من أجل الحصول على الدعم ونحن نستحقه لأنه مضى علينا أكثر من 30 عاماً وهذا البلد والشعب مصلوب يعاني الأمرّين من حروب داخلية واجتياحات واحتلالات اسرائيلية دمرت البلاد وقبعت على صدره وأنفاسه، ووجود سوري تحوّل لاحقاً الى ضاغط على الحياة السياسية والحياة الاقتصادية، مع اعترافنا وتقديرنا بأن الإخوة السوريين كان لهم في وقت سابق إسهامات في منع تقسيم البلاد وفي تحقيق إنجاز انسحاب اسرائيل من لبنان. نقول ذلك، لأننا نريد حقيقةً أن نبني بيننا وبين إخوتنا السوريين علاقات صحية وسليمة مبنية على الاعتراف والاحترام المتبادل والعمل معاً لمصلحة البلدين ومصلحة الأمة العربية».
وتطرق الى الاثار الاقتصادية للعدوان الاسرائيلي على لبنان في تموز الماضي مشيراً الى «أن حجم الخسائر التي لحقت بلبنان بسبب هذه الحرب المجرمة وتداعياتها على مدى السنوات الأربع المقبلة لن تقل عن عشرة مليارات دولار».
وقال: «الآن نسعى من أجل عقد مؤتمر «باريس ـــ 3» وقد يكون من ضمن الأقوال التي يجري تداولها، لماذا هذه العجلة؟ لننتظر حتى نتوافق كلنا على ذلك؟، من الطبيعي، نحن نقول إن من الضروري أن نتوافق على كل الأمور المهمة، ولكن عجلة الحاجة وعجلة الظروف لا تنتظر «موضحاً أن هذا «لا يعني أنه لا أحد يستطيع أن يبدي اعتراضه او تعديلاته او إضافاته على هذا البرنامج، فهذا البرنامج مفتوح للجميع وهو عملية دينامية مستمرة وليست مغلقة ولا منزلة على الاطلاق، ومنفتحة على كل الأفكار والتوجهات والإضافات والتحسينات بما يؤدي حقيقة الى تحقيق الأهداف التي نسعى اليها لا الى لجم الاقتصاد والبلاد».
ونبّه الى أننا «نواجه ظرفاً دقيقاً علينا أن نستجمع قوانا جميعاً من أجل معالجة أوضاعنا الاقتصادية والمالية والنقابية (...) ومنع غائلة التضخم»، مؤكداً «أن جميع هذه البرامج الإصلاحية وهي مئة في بالمئة من صنع لبنان واللبنانيين مضى اكثر من عشر سنوات وهي قيد التداول والبحث ومحاولات التأخير والتعطيل وعدم المبادرة والتقاعس عن اتخاذ القرارات».
وأضاف: «إن ما نتكلم عليه بشأن حراجة الأمر ومصيره وحتميته بالنسبة الى لبنان أصبح أمراً لا يمكن على الإطلاق أن نلجأ مرة أخرى الى التأجيل والى رمي الأمور أو طرحها جانباً على أمل أن تتحقق خطوات أخرى أو نتائج أو مسائل أخرى»، معتبراً أنه «لا يمكن الاستمرار في المقامرة على أساس أن أمراً سيحصل من الآخرين ويستفيد منه لبنان». ورأى ان «ما نحتاج اليه هو تضافر جهدين، جهد لبناني في العملية الإصلاحية في شتى المجالات وجهد عربي دولي لمواكبة هذا الإصلاح حتى تكون النتائج مضمونة للجميع».
وكرر أنه «ليس في هذا البرنامج من قريب ولا من بعيد ولا بشكل مباشر وغير مباشر أي كلام على شروط سياسية، لا تبحث معنا ولا نبحث مع اي شخص في هذا الكون أي نوع من أنواع الشروط السياسية»، مؤكداً «أن اللبنانيين لا يريدون أن يكونوا جزءاً من أي أحلاف مع مجموعة من هنا او هناك، لدينا عدو واحد هو اسرائيل ونحن منفتحون على الجميع، نحب جميع أصدقائنا، لكن ليس على حساب حبنا واحترامنا للآخرين. لبنان العربي المستقل الموحد السيد هو الذي يستطيع أن يخدم نفسه وأبناءه ويخدم القضايا العربية، والدور الذي تقوم به هذه الحكومة في علاقاتها الخارجية، يخدم هذه القضايا العربية وخدمة اللبنانيين».
ورأى أن «الحكومة شرعية ودستورية مئة في المئة، على رغم أن فريقاً لبنانياً غير ممثل فيها»، لافتاً الى أنها تستقيل عندما ينتخب رئيس جمهرية جديد.
واستقبل السنيورة في مقر إقامته في قصر الإمارات، وفداً من كبار رجال الأعمال اللبنانيين وعرض لهم جهود الحكومة للنهوض الاقتصادي في لبنان.
وكان السنيورة قد كرر لدى مغادرته مطار المنامة أول أمس «أن المشاكل لا تحل في الشارع بل من خلال الحوار ومن خلال عقل منفتح وراغب في إيجاد الحل وبيد ممدودة».
واختتم السنيورة زيارته لأبو ظبي بلقاء القائم بأعمال المدير العام لصندوق أبو ظبي للتنمية أحمد حسين باقر، وعرض معه التحضيرات لمؤتمر باريس ـــ 3 ومساهمة دولة الإمارات في المؤتمر.
وقبل مغادرته ابوظبي متوجهاً الى قطر، حيث يلتقي اليوم أمير الدولة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، قال السنيورة رداً على سؤال عن صحة ما نقل عن إلغاء موعد كان مقرراً مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى «هناك اختلاق للمشاكل، وكلام لا أساس له من الصحة. كنت أنوي أن ألتقي موسى خلال وجودي في القاهرة، ولكن بسبب تحديد موعد لي مع العاهل السعودي الملك عبد الله في الرياض، انطلقنا من اللقاء مع الرئيس المصري حسني مبارك مباشرة الى المطار (...)، لذلك لم يكن هناك لقاء على الإطلاق»، موضحاً أننا «على تواصل شبه يومي مع السيد عمرو موسى، وبالتالي، نحن نحيطه بكل خطوة نقوم بها. وهذا الصباح كنت على اتصال به. وقلت أكثر من مرة إن الأمر الوحيد الموجود على الطاولة الآن هو مبادرة عمرو موسى، وهو يحظى بصدقية عالية جداً».
وأشار الى أنه سيلتقي موسى في مؤتمر باريس ـــ 3.
(وطنية)