صيدا ــ خالد الغربي
أعاد الجيش اللبناني بعد ظهر أمس فتح الطريق عند مدخل التعمير التحتاني أمام حركة السيارات بعد إقفال أعقب الاشتباك الذي وقع بين عناصره ومجموعة جند الشام الأصولية ظهر الخميس الماضي، وبعدما كان الدخول طيلة الأيام الماضية مقتصراً على المارة سيراً على الأقدام.
وقد أزال الجيش العوائق الحديدية التي قطع بها الطريق عند حاجزه قرب جامع الموصللي ومحطة الراعي، وسمح للسيارات بالدخول. وفيما أشاعت خطوة الجيش اللبناني فتح الطريق جواً من الارتياح لدى المواطنين، واعتبار الوضع مائلاً إلى التهدئة، تريث المواطنون من أبناء التعمير في إعطاء أي انطباع حول ما إذا كان الجيش سينتشر، «ما تقول فول حتى يصير بالمكيول»، بهذا المثل العامي يختزل أبو محمد الصفدي واقع أبناء التعمير في معرض رده على ما جرى تداوله عن قرب دخول الجيش الى منطقة التعمير. وبدا أبناء المحلة مستغربين مما يحصل، خصوصاً أن يقيناً قد قطع لهم قبل أشهر عن تقدم الجيش الى العمق «التعميري» لإنهاء بعض الأوضاع الخارجة على القانون؛ لكن جهينة لم تحمل يومها الخبر اليقين، وبقيت الأسباب التي حالت دون هذا الدخول الذي حظي بترحيب مروحة واسعة لبنانية وفلسطينية، غير معروفة، «منخاف يكون كل الحكي اليوم كمان فوفاش ومتل هيديك المرة» يعلق أحمد محسن.
أمس، نجحت الاتصالات التي تولّتها بعض المستويات السياسية في المدينة في إلغاء اعتصام كان يعتزم أصحاب المحال التجارية وبائعوا الخضار واللحوم في محلة التعمير تنفيذه، «رفضاً للواقع الذي يعيشه أبناء المحلة وبعدما ألحق سوء الأحوال وقطع الطريق خسائر مادية». وهكذا نجحت الاتصالات بهؤلاء في عدولهم عن خطوتهم كيلا تفسر بأنها موجهة ضد الجيش اللبناني وكيلا تستفيد منها المجموعات الأصولية، خصوصاً بعدما حصل هؤلاء على موافقة من الجيش بفتح طريق؛ وهو ما تم لاحقاً بالفعل.
ومع استقطاب الحدث التعميري لوسائل الإعلام، لوحظ أن الانقسام السياسي الحاصل على المستوى الوطني عكس نفسه على المواطنين في تعاطيهم مع هذه الوسائل، وآثر العديد من المواطنين وضع «فيتو» على هذه المؤسسة الإعلامية أو تلك وفقاً «لسياستها»، ممتنعين عن الإدلاء بآرائهم. وكثيراً ما سمع الزملاء كلاماً قاسياً مثل «مؤسستكم منحازة» أو مبجلاً «أنتم إعلام حر وصادق» و«بليز... ما بدي أحكي».