جورج شاهين
الرئيس السابق دعا رئيس المجلس الى لعب دور الناظم للحوار وألا يبقى في موقعه القيادي في 8 آذار

انتهى اللقاء الذي شهده مكتب الرئيس الاعلى لحزب الكتائب اللبنانية الرئيس امين الجميل في سن الفيل امس مع وفد حركة امل موفدا من رئيس المجلس النيابي رئيس الحركة نبيه بري، والذي استمر ساعة ونصف ساعة، الى قناعة بأنه لم تعد هناك «مبادرات متكاملة» واضحة، لا على مستوى الداخل ولا الخارج، وان البحث الدائر حاليا انما هو عود على بدء في شأن «سلة الافكار» المختلف على برمجتها واولوياتها، من ملف المحكمة الدولية الى حكومة الوحدة الوطنية، وثلثها الضامن وصولا الى كيفية لملمة الوضع الداخلي وتوفير ما يطمئن الجميع من كل الاطراف الموالية والمعارضة في آن.
على هذه الخلفية عقد اللقاء امس، عندما ابلغ بري الجميل رغبته بايفاد الوفد اليه لاطلاعه على مخاوفه وهواجسه في ضوء التطورات الاخيرة، على هامش الاتصال الذي اجراه به رئيس المجلس لمعالجة ما تبلغه رئيس المجلس عن اشكال بين كتائبيين ومرافقي النائب نبيل نقولا في الزلقا اول من امس.
استهل اللقاء عضو وفد الحركة النائب علي بزي ناقلا تحيات بري الى الجميل ورهانه على الدور الذي ينتظره منه، ذلك انه بات «من القلائل الذين تتوافر لهم القدرة على التواصل مع الجميع في ظل الانقسام الحاصل على كل المستويات، وانه ينتظر من يلاقيه في وسط الطريق بشكل يضمن التوصل الى قواسم مشتركة توفر على البلاد والعباد أخطار التطورات المرتقبة، خصوصا في ظل التوتر السياسي الخطير الذي بدأت الاحداث تعكسه».
وشدد الوفد نقلا عن بري ان ليس في تحذيراته من مستقبل التطورات ما يعتبر تهويلا بقدر ما يريد ان يعبر عن مخاوف كبيرة لديه بسبب قراءته لخطورة الوضع، وان لديه «ما يكفي من المعلومات عما يخطط له بعضهم الذي اذا نجح في ما يرمي اليه، سيصبح الطائف في خبر كان، مع ما يعنيه ذلك من انعكاسات سلبية لا يمكن تقدير حجمها الآن».
لذلك تمنى الوفد على الجميل القيام بما يمكنه من اتصالات لتدارك ما يمكن تداركه.، اذ ان بري، وان جمد مبادرته الثالثة، حاضر للبحث في سلة الافكار عينها، وعلى الموالاة ان تعرف انه ورفاقه ليسوا ضد المحكمة الدولية، وان هناك بعض البنود في نظامها الداخلي يجب توضيحها وتعديلها لطمأنة الخائفين من تسييسها وجعلها أداة انتقام. كما شدد رئيس المجلس على اهمية لملمة الوضع الحكومي وتشكيل حكومة وحدة وطنية تكرس المشاركة الحقيقية للبنانيين كافة في الحكم، وأن تتوقف محاولات استدراج المجلس النيابي الى الانقسام كما حال المؤسسات الدستورية الاخرى.
ورد الجميل على تحية بري بالمثل، فأكد على رأيه الذي يعطي بري حقه في موقعيه في السلطة التشريعية وقيادة حركة «امل»، وقال ما معناه: «ان الرئيس بري في موقع اليوم اتاح له بأن يكون على تماس مع الجهود الداخلية المبذولة لحل المشكلات، وعلى تماس مماثل مع كل المبادرات
والوساطات العربية والدولية. ولا بد من ان يلعب دورا ناظما للحوار من خلال المجلس النيابي، فلا يبقى على موقعه القيادي في فريق 8 آذار».
وأضاف الجميل انه «ما دامت كل المبادرات ومنها مبادرة الجامعة العربية قد وصلت الى طريق مسدود، لا بد من اجتراح مبادرات لبنانية تستفيد من الدعم العربي والدولي وتستظله، ولنختبر العالم الذي يؤكد صباح مساء على دعم كل الجهود الداخلية وتبنيه لكل ما يتوافق عليه اللبنانيون».
واقترح الرئيس السابق العمل بكل الوسائل بحثا عن المخارج للأزمة القائمة انطلاقا من «عقدة طرية» لنؤسس عليها لاحقا الحلول لباقي العقد، وان هذا الاجراء هو المعبر الاجباري ما دام منطق «السلة المتكاملة» للعقد قد بات متعذرا في ظل الخلاف على اولويات الملفات وحلولها. واكد الجميل انه لا يمكن تجاهل ملف المحكمة الدولية، خصوصا بالنسبة الى الكتائب، وهي التي باتت معنية بها اكثر من قبل بعد استشهاد نجله الوزير بيار الجميل.
تجدر الاشارة الى ان وفد «امل» ضم النائب علي بزي وعضوي المكتب السياسي بلال شرارة وزيد خيامي، كما حضر بعن الكتائب، اضافة الى الجميل اعضاء المكتب السياسي الكتائبي جورج جريج وانطوان فاضل وساسين ساسين.